IMLebanon

مخيّمات النازحين السوريين… بين الحجْر المنزلي وطلب المساعدات

كتب عيسى يحيى في “نداء الوطن”:

تتسارع وتيرة الإجراءات المتخذة من جانب الحكومة واحتمال تمديد فترة التعبئة العامة بهدف الحد من إنتشار فيروس “كورونا”، فيما يعيش المواطنون حالاً من القلق والإنتظار لما ستؤول إليه الأوضاع بعد 12 نيسان، فإما الإنحسار وإما الإنتشار، فيما يبقى الهاجس الأكبر من مخيمات النازحين السوريين المنتشرة في معظم المناطق والبلدات البقاعية، والخوف من تسلل العدوى إليها.

تتحمل بلديات البقاع اليوم أعباء إضافية بوجود النازحين السوريين، وفي ظل أزمة سيولة تعيشها بفعل وقف تحويل أموالها من الصندوق البلدي المستقل. ولذا ثمة خشية من عدوى أو إنتشار قد يحصل بين صفوف النازحين السوريين في البقاع الشمالي نظراً لأعدادهم الكبيرة، وعدم قدرة البلديات على تغطية كل تلك المساحة والمخيمات بسبب الإمكانيات المحدودة، وغياب المنظمات والجمعيات التي تعنى بالنازحين وتقديم المساعدات اللازمة من إرشادات توعوية ومنظفات ومعقمات، وهو أمر يحتاجه النازحون نظراً للظروف البيئية الصعبة داخل الخيم التي يسكنون فيها.

ورغم الإمكانيات المتواضعة لمحافظة بعلبك الهرمل وبلدياتها، يصرّ محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر على اتخاذ أقسى درجات الحيطة والحذر في التعاطي مع مسألة مخيمات النازحين، ويعمل بالتعاون مع البلديات والقوى الأمنية على ضبطها ومنع وصول العدوى إليها. وفي هذا الإطار تحدث خضر في حديث لـ”نداء الوطن” عن الإجراءات والقرارات التي اتخذها في سبيل حماية المخيمات من إنتشار فيروس “كورونا”، حيث أشار إلى أنه ومنذ اليوم الأول أصدر “تعاميم لكل القرى الحدودية بعد وصول معلومات عند دخول النازحين إلى الأراضي السورية خلسةً والعودة منها، وهذا الأمر مخالف للقانون وبالتالي لا يتم فحص النازح بعد عودته، وتمّ الطلب من البلديات التشدد بالإجراءات، وكذلك تم التواصل مع الجيش اللبناني وفوج الحدود البري الثاني والأمن العام، وأصدرنا تعاميم تتعلق بعد تنقل النازحين بين البلدات البقاعية في حال كان أحدهم حاملاً للفيروس وبالتالي ينقله من مكان لآخر، وأجرينا مناورة بالتعاون مع المفوضية العامة للاجئين تحاكي إصابة نازح بالفيروس وبالتالي نعرف كيف نتصرف”، مضيفاً ان “الإجراءات المتخذة لناحية الأخوة السوريين يتم تطبيقها على اللبنانيين أيضاً ولا تتم من منطلق عنصري”.

وحول الإجراءات في محافظة بعلبك الهرمل عموماً والإلتزام التعبئة العامة ومنع التجول، أشار خضر الى أن “الإلتزام جيد جداً رغم حصول بعض الخروقات كفتح محال تشهد تجمعات أو أمام المصارف بالتزامن مع صدور الرواتب، حيث طلبنا من المصارف والقوى الأمنية تنظيم الموضوع لمنع الإحتكاك”، مشيراً إلى أن “الإلتزام والحجر ضروريان لمنع الإنتشار، ونحن نجحنا في منع الإنهيار الذي حدث في العديد من الدول”.

وفي بلدة عرسال التي تشهد أكبر تجمع للنازحين السوريين والذي يفوق عددهم الـ35 ألف نازح أشار رئيس بلديتها باسل الحجيري في حديث لـ”نداء الوطن” الى أن “البلدية تعمل على الإرشاد والتوعية في المخيمات بالتعاون مع بعض الجمعيات، وقمنا بتعقيم المخيمات، وهناك جهات ستقدم معقمات للمخيمات ليصار إلى تعقيمها بشكل دوري من قبل سكانها، كذلك عملت البلدية على منع التجمعات والتحركات والتخفيف منها قدر الإمكان إلا في حالات الضرورة، ويتم التشدد في موضوع خروجهم ودخولهم من وإلى البلدة بالتعاون مع القوى الأمنية ويتم إجراء فحوصات يومية لكل الوافدين إلى البلدة، سواء من السوريين أو السكان الأصليين وتعقيم كل الآليات الداخلة إلى البلدة، ومن كان خارج البلدة وجاء ليستقر فيها يخضع للحجر المنزلي بإشراف ورقابة البلدية. وأضاف أن البلدية تعمل على تأمين أماكن للحجر الصحي والعزل تحسباً لأي طارئ أو تطورات قد تحصل، حيث قدم أحد أبناء البلدة ست غرف ليتم تجهيزها إضافةً إلى وجود غرفة عزل في المركز الصحي لعرسال، وتحضير غرف جاهزة ليصار إلى إستخدامها في المخيمات، بالإضافة إلى مستشفى عودة والمراكز الصحية التي يمكن إستخدامها. وختم الحجيري بأن لا حالات تسلل غير شرعية من وإلى الأراضي السورية، وتنقل النازحين يتم عبر المدخل الرئيسي للبلدة تحت أعين الأجهزة الأمنية والجيش اللبناني”.

بدوره رئيس بلدية القاع بشير مطر أشار لـ”نداء الوطن” الى أن “البلدية تقوم بتعقيم المخيمات ويتم التواصل مع النازحين بشكل يومي، حيث تم تشكيل خلية رصد لمراقبة النازحين في حال ظهور أي من عوارض الفيروس كالحرارة، كذلك منعت البلدية خروجهم ودخولهم إلا في حال الضرورة وما يطبق على اللبنانيين يطبق عليهم، كذلك تم تشكيل لجان تنسيق من كل مخيم ويتم التواصل معهم بشكل دوري، وزيارات البلدية مستمرة إلى المخيمات بشكل يومي، ونعمل على تأمين مراكز حجر مستقبلية في حال احتجنا اليها كخيم أو بيوت جاهزة، مشدداً على غياب الجمعيات بشكل تام عن القاع والمخيمات ولم تقدم أي مساعدات حتى الآن في هذا المجال”.

ولفت مطر إلى “وجود حالات تهريب لسوريين من الحدود، والفيديو الذي وزع يظهر سيارة رباعية الدفع تتم ملاحقتها من قبل عناصر شرطة البلدية، كانت تضم ستة اشخاص سوريين تمّ تهريبهم عبر مهربين لبنانيين معروفين، وبعدما اجتازوا حاجز قوى الأمن الداخلي عند مركز الأمانة القديم، وحاجز التعقيم الذي يقيمه شباب من البلدة، تمت مطاردتهم من قبل عناصر الشرطة حتى وصلوا بلدة راس بعلبك عبر الطرق الترابية، ومن هناك توجهوا نحو بلدتي الزيتون والفاكهة ومن هناك إلى بعلبك”.

من جهته وفي إتصال مع “نداء الوطن” أشار شاويش أحد مخيمات النازحين في مشاريع القاع الى أن “سكان المخيمات يتخذون الإحتياطات كافة خوفاً من العدوى، والبلدية قامت برش المخيمات وتعقيمها، غير أن المنظمات الدولية والجمعيات لم تقم حتى الآن بتعقيم أو تقديم معقمات للمخيمات، وكل شاويش أو مسؤول عن مخيم يقوم برش المخيم المسؤول عنه”، وأكد على “التزام جميع النازحين بالتعليمات التي تصدر عن البلدية كمنع التجمعات وإرتداء الكمامات والقفازات بحال الخروج لشراء المواد الغذائية، وعدم إستقبال أي من الوافدين من خارج المخيمات”.