IMLebanon

بعلبك غير مكترثة بـ”المفرد والمزدوج”… لأن الجوع كافر

كتب عيسى يحيى في صحيفة “نداء الوطن”:

“لا مفرد ولا مزدوج” ولا التحذيرات من انتشار الوباء تثني الناس عن الخروج من منازلها بعدما داهم الجوع معظم العائلات، فيما إستشرف البعض زوال الخطر نتيجة تراجع أرقام إصابات العدوى، فعاد الكثير منهم لممارسة حياتهم بشكل طبيعي من دون الأخذ بتنبيهات وزارة الصحة، التي وضعت تاريخ العشرين من نيسان موعداً حاسماً لانتشار الوباء أو لكبح جماحه.

تتأرجح يوميات الناس بين نار الخروج لتأمين لقمة العيش وخرق قرارات التعبئة العامة لفتح أبواب المحال، وبين الإلتزام بالحجر المنزلي خوفاً من العدوى بانتظار تبلور الصورة، وبينهما من يخرج لمجرد النزهة… فضجت شوارع رأس العين في بعلبك أمس بالسيارات وشهدت المنطقة زحمة سير شبيهة بما كانت تشهده خلال الأيام العادية.

وفيما تشهد محافظة بعلبك الهرمل بعد السابعة ليلاً تشدداً في تطبيق منع التجول، حيث تقيم قوى الأمن الداخلي حواجز عند مداخل البلدات وتحث المواطنين على ضرورة الإلتزام بمنازلهم ليلاً، أقيمت أمس حواجز على الطرقات الدولية لتطبيق قرار سير الآليات التي تحمل الأرقام المفردة، فيما بقيت السيارات على اختلاف أرقام لوحاتها تضج في سوق بعلبك، حيث خرج البعض منهم للعمل وتأمين حاجاته وتوجه البعض الآخر إلى خارج المدينة.

لقمة العيش التي يجد الكثيرون صعوبة في تأمينها دفعت بإلهام إلى فتح محلها حيث تقدم المناقيش “على الصاج” علّها تستطيع تأمين القوت اليومي لها ولعائلتها، ولا تخفي في حديث لـ”نداء الوطن” الحال الصعبة التي بلغتها كما كثر في منطقة بعلبك، وتقول: “العديد من الناس لا ربطة خبز في منازلهم بانتظار مساعدات الحكومة أو الأحزاب أو أي جهة كانت”، وتضيف: “نحن على أبواب رمضان ولكن الظروف تدفعنا إلى شراء الأساسيات وبكمية محدودة بعد الجشع الذي سيطر على أصحاب المحال، فباتوا اشد قسوةً من الوباء الذي ينتشر”.

عند محال الخضار تجمع الناس لشراء حاجاتهم اليومية بالرغم من الأسعار “الجنونية” التي طاولت كل الأصناف، من دون أي رادع أخلاقي أو قانوني بالرغم من إصدار وزير الزراعة قراراً يقضي بتثبيت الأسعار وإصدار لائحة بها كل نهار أربعاء. وقبل الموعد المحدد يعمد البائعون إلى استغلال الفرصة، فيما لا يعطي البعض الآخر أي إهتمام للقرارات على اعتبار أن لا حسيب ولا رقيب سيمنع هؤلاء عن رفع الأسعار. وفي هذا الإطار أشار أحد بائعي الجملة في سوق “تل الأبيض” في حي الشراونة المخصص للخضار والفاكهة، الى أن “الأسعار إرتفعت ولكن بشكل بسيط غير أن أصحاب المحال أضافوا أرباحاً على الأسعار وصلت في الكثير من الأصناف إلى مئة في المئة وهي أصناف محلية”، ولفت الى أن “هؤلاء يكدسون الأموال على ظهور الفقراء والناس مستفيدون من الأزمة”.

ينتظر حسن دوره للدخول إلى أحد محال الخضار في بلدة دورس لشراء بعض الحاجات لتكفيه أياماً عدة، وهو يعمل “ميكانيكياً” لكنه توقف عن العمل منذ بداية التعبئة العامة، ويقول لـ”نداء الوطن”: “أيام زمان راحت، حالياً نشتري بالكيلو والنص”.