IMLebanon

متطوّعات من “الدفاع المدني الفلسطيني” في “عين الحلوة” يواجهن “كورونا”

كتب محمد دهشة في صحيفة “نداء الوطن”:

تحمل المتطوعة في “الدفاع المدني الفلسطيني” في مخيم “عين الحلوة” ايمان أحمد البني، آلة التعقيم بالدخان بعزم، تشارك زملاءها من الشباب، في رش وتعقيم ارجاء المخيم، تارة في شارع وطوراً في حي، في اطار الاجراءات الوقائية لمنع تفشي “كورونا”، وتقول لـ “نداء الوطن”، ان “الواجب الانساني والاخلاقي والوطني يحتم علينا ان نكون على ارض الميدان وبين الناس في الظروف الصعبة، لقد تطوعت في الاصل لخدمة الناس وبلسمة جراحهم ومساعدتهم حين تدعو الحاجة”، قبل ان تضيف “اليوم معركة مواجهة كورونا مفتوحة وتحتاج الى كل الجهود، لذلك أتواجد على ارض الميدان وأساعد في حملات الرش والتعقيم والتوعية معاً”.

قبل أزمة “كورونا”، لعبت متطوعات الدفاع المدني وعددهن تسعة من الفريق البالغ 50 متطوعاً، دوراً رئيسياً في الادارة، وشاركت في بعض المهام الانسانية، اليوم وجدن انفسهن الى جانب زملائهن الشباب، في مشهد ليس غريباً كثيراً عن يوميات الناس، على اعتبار ان المرأة والشابات يلعبن دوراً بارزاً في الحياة المدنية والاجتماعية والشعبية الفلسطينية الى جانب السياسية.

وتقول المتطوعة مروة ابو هيكل: انتسبت الى الدفاع المدني، لانني مهتمة بالعمل الانساني لخدمة أبناء شعبي، وشعرت اليوم انه من واجبي حمايتهم من “كورونا”، فانخرطت في عمليات التعقيم والرش في ارجاء المخيم الى جانب زملائي، وفي التوعية من خلال العمل الاجتماعي ومواقع التواصل”.

ويثبت فريق “الدفاع المدني” حضوره القوي في المخيم منذ بدء الازمة وهو من ابتكر طرقاً جديدة لتسهيل المهمة، ومنها “آلة تعقيم” متحركة لاستخدامها عند المداخل الرئيسية، و”غرفة تعقيم” صغيرة عند المداخل الفرعية للمشاة. ويؤكد قائد الفريق تامر الخطيب لـ “نداء الوطن”، ان “الفريق تأسس عام 2017، وخلال السنوات الثلاث أنجز الكثير من المهام من اخماد الحرائق داخل الاحياء الضيقة في المخيم، ومساعدة المصابين والمرضى، وتعدت مهامه حدود المخيم الجغرافية، وكان لنا لفتة مميزة في مساعدة طواقم الدفاع المدني اللبناني في اخماد الحرائق التي اشتعلت في لبنان، في تشرين الاول الماضي”.

واوضح ان “جهوزيتنا منذ انشاء الفريق عالية، والشباب على استعداد للقيام بأي مهمة، هم مدربون جيداً، ما ينقصنا الدعم المادي فقط، لان متطلبات العمل كثيرة وتحتاج الى أموال، والامكانيات ضعيفة”، شاكراً “الذين تبرعوا لدعمنا في هذه المرحلة تحسساً منهم بالمسؤولية”.

في المخيم، وعلى الرغم من الخوف المتزايد والذي ما زال يساور ابناءه من تفشي الفيروس، في ظل تقصير واضح من وكالة “الاونروا” صحياً واغاثياً، تتوالى المبادرات الفردية والجماعية لملء بعض من الفراغ، اذ اتفقت خمس لجان أحياء هي “طيطبا، الصفصاف، عكبرة، والعرب والنبعة”، على تشكيل “لجنة طوارئ خماسية” ومهمتها تتركز على التوعية والتعقيم، والتكافل الاجتماعي، اعتماداً على تبرعات الميسورين والخيرين.

وفي وقت قياسي، نجحت اللجنة بوضع نقطتي “مراقبة وتعقيم” عند مدخلي “النبعة” و”طيطبا” لجهة “الفيلات”، لفحص حرارة الداخلين وتعقيمهم، وإقفال المحال غير الغذائية في الاحياء وتحديداً العاب التسلية، ولا سيما “البلياردو، والكومبيوتر” لمنع الاكتظاظ، وانشاء صندوق تكافلي لمساعدة العائلات الاكثر فقراً والمتعففة، وقد وزعت الى غالبية الاحياء مساعدات غذائية تسد بعضاً من الحاجة في هذه الازمة الاقتصادية الخانقة.

ويقول عضو “اللجنة” عدنان الرفاعي لــ” نداء الوطن”، ان “هذه الخطوة لاقت ارتياحاً، على أمل ان تعمم كنموذج لباقي أحياء المخيم وتقسيم المسؤوليات، لجهة الاشراف على تطبيق الاجراءات الوقائية على الارض، وعدم اقتصار الامر على الحملات فقط، ما يستوجب رفع منسوب الاستنفار الصحي والاغاثي ليسيرا على خط مواز، فلا يعقل ان تطلب من الناس ان تلازم منازلها ولا تؤمن لها قوت اليوم”، داعياً رجال الاعمال الفلسطينيين والميسورين الى التبرع بسخاء الى “صندوق التكافل”.