IMLebanon

مستشفى صيدا الحكومي “ملاذ الفقراء”: من المرض لجبهة ضد مواجهة “كورونا”

كتب محمد دهشة في صحيفة “نداء الوطن”:

فجأة وجد “مستشفى صيدا الحكومي” نفسه في قلب المواجهة ضد “كورونا”، بينما هو كـ “المريض” في غرفة العناية الفائقة يئن ألماً، فلا المعدات كافية ولا التجهيزات متوافرة، غير ان الاطباء والموظفين فيه قبلوا التحدي وخوض غماره بـ”اللحم الحي”، إلتزاماً بشرف المهنة الإنساني والأخلاقي والوظيفي، خلافاً لكثير من المستشفيات الخاصة التي وقفت على الحياد ومتفرجة.

حال المستشفى اليوم أشبه بـ “الانقلاب” والتمرد، اهتمام مستعجل بعد إهمال مزمن، قبل أشهر قليلة تحديداً، دق الموظفون والعاملون فيه ناقوس الخطر من إقفاله، بسبب عدم دفع رواتبهم والمستحقات المالية لتأمين احتياجاته، وصلت الأمور الى وقف العمل بأقسام “الأطفال، النسائية والعناية، المختبر والأشعة وجزء من العمليات”، فاقمها الخلاف “العابر” مع الادارة والتي وصلت الى حد رفع دعوى قضائية، جرى التنازل عنها من الادارة ووزارة الصحة في عهد الوزير السابق جميل جبق.

في غمرة الانشغال بالاستعداد لمواجهة “كورونا”، “تعافى” المستشفى من الإهمال قبل ان يعافي غيره من المرضى، دفعت المستحقات المالية وسددت الديون وقبض الموظفون والعاملون رواتبهم التي تأخرت أشهراً عديدة، لكن “الانقلاب” المستجد لم يخف مرارة التساؤلات، ما الذي كان يمنع الدولة من دعمه والمستشفيات الحكومية أصلاً لتعكس صورة اهتمامها بعلاج الفقراء، وتكون في الوقت نفسه جاهزة للتصدي لأي جائحة تجتاح البلاد على حين غرة؟”.

“رب ضارة… نافعة”، يقول رئيس “لجنة الموظفين” في المستشفى وعضو “الهيئة التأسيسية” لـ “نقابة العاملين في المستشفيات الحكومية”، خليل كاعين لـ “نداء الوطن”: “إن المطلوب استكمال الخطوات بدفع القسم الثاني من المتأخرات المالية للعام 2019، والأهم إدراجنا على الأملاك العامة – وزارة الصحة، وهما خشبة الخلاص لانهاء معاناتنا، وطمأنتنا الى دفع الرواتب في المستقبل”، قبل ان يضيف ان “الامور عادت الى مجاريها، والعلاقة مع الادارة لا تشوبها اي شائبة، وما جرى سحابة صيف ومرت، اليوم أيدينا متكاتفة وموحدة لمواجهة خطر “كورونا”. لا يخفي كاعين، انه “منذ الاعلان عن تجهيز المستشفى لاستقبال حالات الاشتباه بـ “كورونا”، تراجع عدد المرضى بشكل لافت، ما يرتب علينا أعباء مالية اضافية”، مناشداً “المجتمع الصيداوي والمتمولين والميسورين مد يد العون لدعم المستشفى وموظفيه”.

في أروقة المستشفى، انطلقت ورشة العمل بإشراف مجلس الانماء والاعمار فيما تتولى مهمة التنفيذ شركة “خطيب وعلمي”، التي تعمل على وضع أفضل المواصفات وأكثرها عالمية، وفق ما يؤكد الدكتور عبد الرحمن البزري الذي يتابع التفاصيل، وقد بدأ تجهيز الطبقة الثانية لاستقبال المصابين بـ “كورونا”، الى جانب “قسم العناية” وتخصيص مدخل منفصل عن باقي أرجاء المستشفى مع مصعد خاص.

ويؤكد مدير المستشفى الدكتور احمد الصمدي لـ “نداء الوطن”، ان ورشة التجهيز تسير على قدم وساق، وفريق وزارة الصحة اللبنانية يواكبها، خصصنا طابقاً لقسم “كورونا” يتضمن 20 غرفة، منها 12 غرفة لعزل المرضى و8 غرف عادية للمرضى الذين يعانون من العوارض، وجهزنا “قسم العناية” وفيه 8 غرف مع أجهزة تنفس اصطناعي، وطلبنا من الوزارة تأمين 5 أجهزة اضافية”، مشيراً الى ان “التقنيات المخبرية المطلوبة لفحص “كورونا” غير متوفرة حتى تاريخه”، قائلاً: “نحن نفحص حالات الاشتباه، ونقوم بأخذ العينات وارسالها الى مستشفى رفيق الحريري الجامعي في بيروت وننتظر النتيجة”، موضحاً انه “من ضمن خطة وزارة الصحة وفي اطار خطة الطوارئ الصحية للمستشفيات الحكومية، تزويدها بجهاز فحص “الكورونا” – PCR، ريثما تصل اليها”، مشدداً “اننا جاهزون لذلك بعد تزويد الطواقم بالثياب اللازمة لحماية الاطباء والطاقم التمريضي مع عزل الغرف المخصصة”.