IMLebanon

غلاء يكوي جيوب الشماليين وقلوبهم

كتب مايز عبيد في صحيفة “نداء الوطن”:

يمضي الدولار في ارتفاعه من دون سقف ولا رادع، بينما تتعالى أصوات المواطنين في الشمال وشكواهم، من غلاء الأسعار وارتفاعها الجنوني، مع بداية شهر رمضان ومن دون حسيب ولا رقيب.

وفي استطلاع ميداني لـ”نداء الوطن” على أسواق الخضار الشعبية في طرابلس وعكار، وعلى عدد من المحلات التجارية التي تبيع المواد الغذائية والإستهلاكية مع استقبال شهر رمضان، يتبيّن أن الأسعار بشكل عام مرتفعة للغاية، في وقت كان يشهد فيه الدولار إرتفاعاً تاريخياً، بالغاً عتبة الـ4000 ليرة لبنانية، بينما أسعار السلع الأكثر استهلاكاً في موسم رمضان، بلغت ارتفاعاً تاريخياً هي الأخرى، فبدت تلك السلع بسعر، كل يومٍ، بل كل ساعة. ومع كل هذا الغلاء، وعلى مدخل شهر رمضان المبارك، لا غنى للناس عن شراء حاجياتهم حتى لو اقتصدوا أو زهدوا بالكثير منها، إلا أن هناك ضروريات لا بدّ من تأمينها، وهذا ما يفسّر الزحمة التي كانت تشهدها الأسواق ومحلات بيع المواد الغذائية، بينما لم يظهر للتعبئة العامة شمالاً في آخر يوم، قبل دخول الشهر الفضيل، أي أثر. يقول خليل أسعد، الذي صادفناه في أحد المحال التجارية في عكار، لـ”نداء الوطن”: “لا نعرف كيف سنقضي شهر رمضان المبارك مع هذا الغلاء الفاحش. الأسعار كل يوم في ازدياد، و100 ألف ليرة لم تعد صالحة لشراء غرضين أو ثلاثة، كنت تشتريها في رمضان الماضي بـ 25 ألف ليرة لبنانية. أين وزارة الإقتصاد والتجارة مما يجري؟ ولماذا لا تقوم فعلاً بمراقبة الأسعار في عكار، أو بالأحرى لماذا تسكت الدولة على كل هذا الغلاء الفاحش ولا تتحرّك؟”.

أما علي طالب فقال: “أريد أن أشكو هؤلاء الحكام الظالمين إلى الله، وهو يأخذ حق المواطن منهم. قبل أيام، دعانا وزير الإقتصاد راوول نعمة الى ان لا نأكل البيض لأن سعره يرتفع، وأنا أقول له ماذا سنأكل يا معالي الوزير فكل شيء ارتفع، هيّ وقفت على البيض؟ لو أنك تقوم بدورك بالمراقبة والمحاسبة بدل هذه النصائح الفارغة. هل تستطيع أنت أن تتخلى عن الأكل؟”.

ومن عكار إلى طرابلس، دخلنا إلى سوبرماركت مشهور في المنطقة، سألنا الناس عن الأسعار وهل هناك غلاء وكانت ردود مستنكرة. فالسيدة أم طارق قالت: ليس هناك إلا الغلاء بل هذا كفر حقيقي. هناك علبة جبنة اشتريتها الأسبوع الماضي بـ 11 ألف ليرة، أصبح سعرها الآن 16 ألف ليرة، بينما كنت أشتريها في شهر رمضان الماضي بـ 6 آلاف ليرة لبنانية”. إلى ذلك، يؤكد الكثير ممن التقيناهم أنّ “السلة الغذائية هذه السنة وخصوصاً الرمضانية ستكون بمنأى عن العديد من الأصناف التي كان اللبناني يحبّذ وجودها على سفرة رمضان. فالأوضاع المعيشية الضاغطة على الجميع، لن تسمح هذه المرّة بالإسراف، بل جلّ ما هنالك شراء الأساسيات”.

في محلات الخضار والفواكه، بدا ان الأسعار قد عادت إلى بعض من صوابها بعدما جنّت جنونها قبل مدة. بالطبع الأسعار هذا الموسم الرمضاني أغلى بكثير منها في رمضان العام الماضي، لكنّ مقارنة أسعار الخضار اليوم بأسعارها قبل شهر من الآن، يعكس تراجعاً ملحوظاً ومقبولاً.