IMLebanon

حسن يستثني نواب “14 آذار” من زياراته الشمالية: إستثمار سياسي بالصحّة

كتب مايز عبيد في “نداء الوطن”:

مضى ما يزيد على سنة لزيارة أول وزير صحّة محسوب على “حزب الله”، الوزير السابق جميل جبق، إلى المستشفى الحكومي في عكّار، التي استهلّ منها زيارته المناطقية، بعد نيل حكومة سعد الحريري الثقة في المجلس النيابي.

جاءت زيارة جبق في تلك الفترة بمشاركة نواب عكّار، في وقتها وزمانها، إلى منطقة عطشى للتنمية، وفيها مستشفى حكومي واحد بحاجة إلى كثير من التجهيزات. ويومها طلب مدير المستشفى منه رفع سقفها المالي من 4.5 مليارات ليرة إلى 5.5 مليارات، أي بزيادة مليار واحد. فقال له الوزير جبق: “سأعطيك 7 مليارات شرط ألا يبقى مريض واحد في عكار خارج المستشفى”. تصويب ما بعده تصويب، مارسه “حزب الله” من خلال وزيره، على تيار “المستقبل” في عكار، عُقر دار “الأزرق” الذي يترك مستشفى حكومياً بحاجة إلى كل هذه التجهيزات والدعم ولا يقدّمها، وبالتالي، استطاع “حزب الله” شنّ غارة سياسية على “المستقبل” في عقر داره. المهمّ، راحت حكومة الحريري، وراح معها جبق، وظلّ الناس ينتظرون تحقيق وعد رفع السقف المالي للمستشفى إلى 7 مليارات ليرة.

جاءت حكومة حسان دياب، وتمسّك “حزب الله” خلال تشكيلها بوزارة الصحة، وكان الوزير حمد حسن هذه المرة. مع بداية انطلاقة عمل الحكومة، وقع لبنان في شَرَك جائحة “كورونا”. بدأ السعي لتجهيز المستشفيات الحكومية في المناطق بالمستلزمات الطبية وأجهزة فحص PCR لتكون جاهزة في مواجهة الفيروس. زيارتان حتى اليوم قام بهما حسن إلى عكّار لم يكن النواب خلالها حاضرين، ودائماً يتذرّع الوزير بأنها زيارات خاطفة وسريعة للإطلاع على وضع المستشفيات وتأهّبها لمواجهة “كورونا”.

في الزيارة الأولى وعد حسن بتجهيز مستشفى حلبا الحكومي، ولما تمّ صرف الأموال من هبة البنك الدولي، استُثني مستشفى عكار منها، بينما كان التوجّه لدى الوزير بتجهيز مستشفى طرابلس الحكومي فقط لكل الشمال. فأثار النائب وليد البعريني الأمر في حينه في مؤتمر صحافي رفع فيه السقف قائلاً: “لن نقبل بصيف وشتاء تحت سقفٍ واحد”. في المحصّلة، عاد الوزير ووضع مستشفى حلبا الحكومي على التجهيز. كذلك، دفعت إثارة أهل المنية الموضوع وتحميله أي خطر على أبناء المنطقة، بالوزير إلى زيارة مستشفى المنية الحكومي.

في الزيارة الثانية إلى عكّار، حضر الوزير إلى المستشفى الحكومي لتسليمه جهاز فحص PCR، وحضر معه، من نواب عكّار السبعة، فقط نائب “التيار العوني” أسعد درغام، واستُثني نواب “المستقبل” ونائب “القوات” عن الحضور. وفي معلومات خاصة بـ نداء الوطن” فقد أحدث هذا الأمر امتعاضاً كبيراً لدى النواب الباقين، وكاد أن يؤدي إلى ردّة فعل قاسية منهم، لولا تدارك النواب الذين لم تتم دعوتهم وقبول مبررات الوزير، وتوضيح زميلهم درغام الذي أرسل لهم رسالة صوتية قبل موعد الزيارة بساعتين، ليخبرهم بحضور الوزير وأنه سيشارك، ليس لأنّهم صدّقوها، بل ربما لأنهم لا يريدون توتير الوضع، فالأبدى بالنسبة إليهم أن يتجهّز المستشفى. أما جواب الوزير على عدم الدعوة للنواب، بأن الزيارة جاءت من دون تخطيط ولم تكن مُقرّرة إلى عكار إلا قبل ساعات قليلة من حصولها، أما حضور درغام وحده، فحصل نتيجة تواصل الأخير معه قبل ساعة من الزيارة، بينما كان نواب آخرون قد حصلوا على وعد من حسن بأن يضعهم في جوّ أي زيارة سيقوم بها إلى عكار قبل حصولها بأيام.

وفي زيارة حسن إلى مستشفى طرابلس الحكومي لم يحضر نواب المدينة بينما جاءت زيارته إلى المستشفى الإسلامي – طرابلس، وقبلها إلى دارة النائب فيصل كرامي المحسوب على قوى الثامن من آذار، ولاحقاً زيارته إلى مستشفى المنية الحكومي، برفقة الحاج كمال الخير، المحسوب سياسياً على القوى نفسها، لتؤشّر جميعها أنه ليس بالصدفة وحدها تحصل كل هذه الزيارات ويشارك فيها سياسيون محسوبون على طرف سياسي واحد. وفي حين يرى فريق من اللبنانيين أن حسن حقّق نجاحاً للوزارة، من خلال السرعة في التعامل مع انتشار “كورونا”، يرى أصحاب هذا الرأي أن حسن أيضاً، يريد أن يستثمر النجاح لمصلحة الجهة السياسية التي ينتمي إليها وحدها.