IMLebanon

الحملة الألمانية على “الحزب” مرتبطة بصعود اليمين المتطرّف

كشفت مصادر مطلعة على الوضع الداخلي الألماني أن السلطات اعتقلت عددا كبيرا من عناصر تابعة لحزب الله، وهو حزب شيعي لبناني، في مختلف أنحاء البلاد.

وجاءت حملة الدهم والاعتقالات مباشرة بعد إعلان وزارة الداخلية الخميس عن اتخاذ قرار باعتبار الحزب “تنظيما إرهابيا”، وهي خطوة لطالما طالبت بها إسرائيل والولايات المتحدة.

وربطت هذه المصادر مستندة إلى اتصالات لها مع الأجهزة الأمنية بين قرار وزارة الداخلية من جهة وصعود اليمين المتطرف من جهة أخرى.

وأوضحت أن اليمين المتطرف بدأ يكسب شعبية قوية في صفوف الألمان لأسباب عدّة بينها النشاط، الذي يمارسه حزب الله في الشارع الألماني والذي ظهر بوضوح من خلال مسيرات عاشوراء في العام الماضي.

وذكرت أن اليمين المتطرف كان المستفيد الأوّل من هذه المسيرات التي أثارت شعورا بالخوف، لدى المواطن الألماني العادي في ضوء الشعارات التي رفعت فيها والانضباط والتنظيم الجيّد الذي ميّز سلوك المشاركين في المسيرات.

وإضافة إلى ذلك، كشفت المصادر نفسها أنّ المداهمات التي رافقتها اعتقالات والتي شملت كلّ الأراضي الألمانية استهدفت الحؤول دون مسيرات جديدة يقوم بها حزب الله في “يوم القدس”، وهو يوم الجمعة الأخير من شهر رمضان.

وكان آية الله الخميني مؤسس الجمهورية الإسلامية في إيران قد أعلن عن يوم القدس، الذي يشارك فيه عادة الإيرانيون والأحزاب الشيعية التابعة لإيران في مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك بريطانيا وألمانيا.

وبعودة حزب الله إلى لعب دوره المحوري في التهديد والتهويل على الناشطين صنّفت ألمانيا الخميس حزب الله اللبناني المدعوم من إيران، منظمة إرهابية وحظرت جميع أنشطته داخل حدودها.

وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إن من بين الأسباب التي جعلت السلطات تتخذ هذا القرار هو “نفي حزب الله حق إسرائيل في الوجود”.

وخلال تغريدة على تويتر كتب ماس أن “حزب الله يهدد بالعنف، والإرهاب بينما يواصل تطوير ترسانته على نطاق واسع في ألمانيا”.

وكانت نشاطات الجناح العسكري فقط لحزب الله، الذي تعتبره دول الاتحاد الأوروبي حركة إرهابية، محظورة لكن ليس نشاطات الجناح السياسي الذي ينظم باستمرار خصوصا تظاهرات أو تحركات ضد إسرائيل.

وكتب ستيف ألتر أحد الناطقين باسم وزارة الداخلية، في تغريدة على تويتر أن الوزير هورست سيهوفر “منع اليوم نشاط المنظمة الإرهابية الشيعية حزب الله في ألمانيا”، مؤكدا أنه “منذ الفجر جرت تحركات عديدة للشرطة في مناطق عدة” ضد مراكز مرتبطة بحزب الله.

وخلال المداهمات فتشت الشرطة أربع جمعيات تابعة لمساجد في دورتموند ومونستر في ولاية نورد راين فستفاليا بغرب البلاد وفي بريمن وبرلين، لاعتقادها أنها مقربة من الجماعة، كما فتشت كذلك محال سكن زعماء الجمعيات.

وطالت المداهمات مسجد الإرشاد في برلين، بالإضافة إلى مركز للمهاجرين اللبنانيين في دورتموند.

وقال سيهوفر إن “حزب الله منظمة إرهابية ارتكبت عددا من الهجمات وعمليات الخطف في العالم، كما أن أنشطته غير الشرعية وتحضيره لهجمات يجريان أيضا على الأراضي الألمانية”.

وأضاف أن حزب الله “يشكك بحق إسرائيل في الوجود ويدعو غالبا إلى تدميرها”، في حين حددت ألمانيا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية الدفاع عن إسرائيل كأولوية.

الاعتقالات في ألمانيا شملت مئات الشيعة اللبنانيين، الذين ينتمون إلى حزب الله ويعملون تحت غطاء الجمعيات الخيرية
وحزب الله لاعب سياسي أساسي في لبنان، وهو حليف لإيران والنظام السوري. وقد تأسس عام 1982 في أعقاب الاجتياح الإسرائيلي للبنان، بدعم من الحرس الثوري الإيراني.

وقدرت السلطات الألمانية بحوالي ألف فرد عدد أعضاء حزب الله الذين تتهمهم الاستخبارات الداخلية بجمع تبرعات وتجنيد مؤيدين وتنظيم تظاهرات تدعو إلى تدمير إسرائيل.

ورحبت إسرائيل بالخطوة الألمانية تجاه حزب الله وقال وزير الخارجية يسرائيل كاتس إنه “قرار مهم جدا وخطوة مهمة وكبيرة في الحرب ضد الإرهاب في العالم”.

ودعا الدول الأوروبية الأخرى وكذلك الاتحاد الأوروبي إلى أن يحذوَا حذو المانيا “بمنع كافة نشاطات حزب الله الاجتماعية والسياسية والعسكرية لأنها منظمة إرهابية ويجب التعامل معها على هذا النحو”.

كما رحب سفير الولايات المتحدة السابق في ألمانيا ريتشارد غرينيل بالقرار الألماني، معتبرا أنه “لا يجب السماح لحزب الله باستخدام أوروبا ملجأ لدعم الإرهاب في سوريا والشرق الأوسط كاملا”.

وفي تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية دعا غرينيل، المدير العام بالوكالة للاستخبارات الأميركية أيضا “الدول الأخرى في الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ تدابير مماثلة” وإلى “حظر حزب الله بأكمله”.

وكان غرينيل قد دعا ألمانيا في سبتمبر الماضي، إلى حظر النشاط السياسي للحزب على أراضيها، كما فعلت كل من بريطانيا وهولندا.

وقالت هيئة حماية الدستور بألمانيا (الاستخبارات الداخلية) إنها راقبت تحركات حزب الله وهياكله في ألمانيا منذ فترة طويلة، وجمعت معلومات عن فروعه في كافة الولايات شكلت الأساس لقرار الحظر.