IMLebanon

“7 أيار” يوم العار… الظروف لا تسمح بتكراره

كتبت مريم سيف الدين في “نداء الوطن”:

أحيا اللبنانيون أمس ذكرى أحداث “7 أيار” عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الإجتماعي. فبعد أن بدأ مناصرو “حزب الله” و”أمل” بالتفاخر بذكرى اجتياح بيروت ومناطق أخرى مستخدمين وسم #7 أيار_يوم_مجيد”، ردّ عليهم آخرون باستنكار التلويح مجدداً بالعنف واستخدام سلاح “حزب الله” في الداخل اللبناني، مستخدمين وسم #7_أيار_يوم_عار. وتتميّز الذكرى هذا العام بأنها الأولى بعد انتفاضة 17 تشرين، التي أعاد خلالها مناصرو “حزب الله” ومحازبوه إستذكار اليوم الذي فرض فيه “الحزب” بقوة السلاح إرادته على جميع اللبنانيين، وأرسى معادلة جديدة يحرص اليوم على إبقائها، وطالبوا بتكراره.

والمفارقة أنّ “الحزب” الذي استنكر الاحتجاجات السلمية، لوّح مرات عدة بالسلاح والقوة، ونزل عناصره إلى الشارع واعتدوا على المتظاهرين. على الرغم من أن الانتفاضة تجنبت التطرق لموضوع السلاح، وكانت مطالبها واضحة لجهة محاكمة الفاسدين ووضع خطة إقتصادية إنقاذية. وبعد أن لوّح “الحزب” مجدداّ بلسان أمينه العام بقدرته العسكرية وقوّته في محاولة لإحباط عزم المتظاهرين وإخراجهم من الساحات، اقتنع كثر ممن كانوا يبررون أحداث السابع من أيار بحجة المؤامرة على “المقاومة”، بأن سلاحها يستخدم فعلاً في الداخل اللبناني لمصالح تتعارض ومصلحة اللبنانيين، خصوصاً بعدما تمسك “الحزب” بالأطراف السياسية التي قاتلها واتهمها بالتآمر عليه في العام 2008، فمنحها، في تشرين، نفساً اصطناعياً أنعش وجودها في الحياة السياسية في لحظة كانت مؤاتية لإخراجها من اللعبة السياسية. وكأنّ همّ “الحزب” الحفاظ على مفاعيل السابع من أيار الذي جعله يستلم السلطة تحت سقف القانون الذي أخضعه لسلطة السّلاح.

في حديث إلى “نداء الوطن” يفسر الأستاذ الجامعي والناشط السياسي، الدكتور علي مراد، استحضار جزء من جمهور الثنائي الشيعي ومحازبيه 7 أيار في لحظة التظاهرات خلال انتفاضة 17 تشرين. ووفق مراد فإن الجمهور يعتبر أنه أنهى 14 آذار بقوة السّلاح، وينادي بإنهاء 17 تشرين بـ7 أيار جديد، “ومن ينادي بـ 7 أيار يقول ان تغيير المعادلة يتمّ بوسائل غير ديموقراطية”، ويشدد على أن مطالب الإنتفاضة سياسية بسبب الأزمة المعيشية، “نقول إن الوضع الإقتصادي بجوهره أزمة نظام وحكم وليس أزمة حكومة. يريدون لـ 17 تشرين أن تكون انتفاضة مطلبية فقط لا سياسية. ويقولون إنهم يتفهمون المطالب بهدف تجريدها من كونها سياسية، لأن المضمون السياسي يطال جوهر النظام. وحزب الله هو الحاكم والحامي لهذه المنظومة، لذلك اشتبك مع الانتفاضة”.

وعن إمكانية استخدام السلاح مجدداً لقمع الانتفاضة، كما يهدد ويطالب به حزبيون ومناصرون، يشير مراد إلى وجود السلاح ضمن المعادلة الداخلية قبل السابع من أيّار وبعده، “فالحزب ليس مضطراً إلى استخدامه فمجرد وجوده يؤثر بالمعادلة”. ويستبعد الناشط تكرار السابع من أيار إذ اختلف الانقسام اليوم، والانتفاضة خارج اصطفاف 8 و 14، بل صنعت ثنائية الناس والمنظومة ولا يستطيع “الحزب” استخدام السلاح بمواجهة الناس، فالأمر يختلف عن استخدامه بوجه خصوم سياسيين، خصوصاً أن للانتفاضة امتدادها الجغرافي في كل لبنان ما لا يسمح باستخدام كامل القوة لقمعها”. سبب آخر يدفع بمراد لاستبعاد تكرار 7 أيار، إذ يعتبر أن مفاعيله السياسية لم تنته وأن تكرار المشهد لن يضيف شيئاً في السياسة”. لكنه يحذّر من أننا متجهون إلى مشهد ستزداد فيه القبضة الأمنية على البلد وهو ما يراه واضحاً من خلال التوقيفات التي تطال المنتفضين.

في انتفاضة تشرين أيضاً، وجوه عاشت تفاصيل اليوم المشؤوم. الزميل أيمن شروف أحد الصحافيين الذين كانوا في مبنى جريدة “المستقبل” لحظة استهدافه بقذائف الأر بي جي، وعاش لحظات الاعتداء والرعب، يستبعد هو أيضاً تكرار أحداث “7 أيار” التي كان شاهداً على بعض تفاصيلها. إذ يرى أن الانقسام الذي كان حينها بين 8 و14 قد انتهى، “وخلقت 17 تشرين جواً وطنياً، والانقسام اليوم بين أشخاص حريصين على قيام دولة حرة سيدة خالية من الهدر والفساد من جهة، وبين حزبيين يعتبرون أنّ البلد يمرّ بالحزب والطائفة”. كذلك يعتبر شروف أنه “لم يعد بإمكان الحزب تضليل الناس كما في السابق، كما أن المعادلتين الإقليمية والداخلية لا تسمحان بتكرار ذلك. هو يملك البلد سياسياً اقتصادياً عسكرياً واذكى من أن يغلق البلد”. ويلفت الزميل إلى أنّ التهديدات المستعادة تدعو الانتفاضة للتمسك بشعار “كلن يعني كلن”.