IMLebanon

لا كورونا ولا من يحزنون و”المجد” للسباحة!

كتب رمال جوني في “نداء الوطن”:

بين “كورونا” الأسعار و”كورونا” الوباء، يقف المواطن يواجه تحدّيات الأزمة بعناد، اعتاد على المقاومة، ويرى أزمته نوعاً من المقاومة الجديدة. يرفض عزل نفسه عن الشراء والوباء في آن، خرج من حجره، مارس حياته كالمعتاد، صحيح إنعزل عن شراء الملابس بسبب القلّة، غير أنه قصد المسابح للهو.

باعتقاد الناس، لا “كورونا ولا من يحزنون”، خرجوا ليمارسوا الهواية الأحبّ على قلوبهم، أبقوا على خوفهم من الوباء في المنزل وقصدوا الوادي الاخضر للسباحة، لقضاء وقت بعيداً من العمّ “كوفيد-19” ويوميّاته المقلقة.

ينشغل المعلّم علي بإنجاز تحضيرات إستراحته، بدأ يستقبل 30 بالمئة من الزبائن، لا يلتزم بالإقفال ليلاً، بل يفتح أيضاً، لانه كما يقول “بدنا نعيش”، يرى أن”الناس ملّت الحجر، وتريد الترويح عن النفس”. صحيح أن المعلم علي يلتزم التباعد بين الطاولات، لكنه لا يمنع أحداً من دخول المسبح، يُطلق العنان لحرية الناس بممارسة هواياتهم، “الدنيا لهيب”.

بالرغم من مخاوف موجة “كورونا” ثانية، حضر علي ورفاقه لممارسة رياضة السباحة، كسر الرفاق قرار التعبئة، للصيف أيضاً حساباته وقوانينه الصارمة خلافاً لـ”كورونا”.

يرمي علي نفسه في النهر كمن يحاول تبريد أزماته، إحترق في الأشهر الماضية بلهيب الأسعار، بات يحتاج الى متنفّسٍ، ربما الى فضاء آخر يسبح فيه، فضّل خرق التعبئة على البقاء في المنزل، ينتظر هبوط وحي الحلول، لم يعتد يوماً المواجهة، ولن يكون في مقدّم الثوار في مرحلة ما بعد “كورونا”، يترك الخيار لمن أخذ على عاتقه الكفاح.

بالرغم من تصاعد عداد الإصابات بالفيروس، ولكن من يأبه؟ لم يقتنع علي بالفيروس من أساسه، ويراه لعبة سياسية لتمرير المخططات، هو بمثابة تأخير انفجار الأزمة. لم ينزلق في أتون السياسة، فضَّل الرفاق اللهو على انتظار “كورونا”، باتت الاخيرة خارج حساباتهم، يلتفّون اليوم حول أزمتهم الإقتصادية، تأخذ كل اهتماماتهم، كيف سيواجهون المرحلة المقبلة؟ هل سقطت معادلة الإقتصاد في جورة الدولار؟ أسئلة تمحور حولها نقاش علي ورفاقه.

صحيح انهم هربوا بحثاً عن بعض الراحة، ولكنّ هموم الحياة تلاحقهم. يُقرّ الجميع بأن “الوضع يتّجه نحو التأزّم أكثر”، يشعرون بحجم المعضلة التي تُحدق بهم، ولكن ما باليد حيلة.

يُقرّ إبراهيم بأن “الدولة لم تهتمّ للفقراء بقدر إهتمامها بالقائد “كوفيد”، لم تدرك أن الفقر يقتل أيضاً، يدمّر الوطن ويهدّد تركيبته الإجتماعية”، يأسف لأن “حكومتنا لم تكافح يوماً وباء الفقر، وتُسخِّر كل إمكانياتها لخدمة هذه الفئة، مثلما سخّرت كل طاقاتها لخدمة مكافحة الوباء. حتى مساعدة الـ400 ألف ليرة، لم تُصرف حتى الساعة، بالرغم من انقضاء ثلاثة أشهر على تفشيّ الوباء، تركت المواطن يتخبّط بفقره وعوزه، وأبقت على مساعدة الـ400 الف قيد الدرس والمتابعة”. ثمة ما يقلق البعض، كيف يصمد الناس في عز الأزمة؟ وأكثر ما يثير الريبة هو عدم الإعتراض؟

يسأل محمد: “ماذا فعلت بنا جائحة “كورونا”؟ ويجيب:”هزّت عروشنا، غيّرت حالنا وأحوالنا، عرّت تفكيرنا، فضحته، كشفت لنا زيف حياتنا، ألّبت الظروف علينا”.

خرج الناس الى الحرية، أرادوا ان يتنفسوا قليلاً، إشتاقوا لممارسة يومياتهم البسيطة، للتنقّل من دون رقابة، للشراء من دون النظر في السعر، سقطت كل معايير التعبئة، لا تشديد، لا رقابة، المجوز والمفرد يتحّركان في الطرقات، كما يتحرك الدولار، صعوداً وهبوطاً.

ما زال هناك فريق يرى الوباء خدعة كبرى لتأخير الإنفجار، وربما للحدّ من ثورة الفقر المنتظرة، ويذهب فريق آخر للقول: “يجري التلاعب بعدّاد الإصابات حسبما تقتضي الحالة لغاية في نفس يعقوب الدولة”.