IMLebanon

“الوفاء للمقاومة”: على الحكومة ألا تخضع للضغط وتقدم تنازلات مرفوضة

رأت كتلة “الوفاء للمقاومة” أن “في المشهد المحلي الراهن، ما بين مواصلة تصدي لبنان اليوم لوباء كورونا الذي لا يزال يحقق إصابات في مرمى المقيمين والوافدين من اللبنانيين، ويستدعي التشدد من الجميع في التزام قواعد السلامة الصحية والتعبئة العامة إزاءه، وبين محاولة الحكومة الاستثمار على خطتها الاقتصادية العامة للحصول على مساعدات طازجة غير مصحوبة بشروط مكبلة أو معطلة تحول دون إنعاش الوضع الراكد تحريك بعض مشاريع الاستثمار في البنى التحتية وغيرها في البلاد، يستنزف اللبنانيون أوقاتهم بمتابعة أخبار التحقيقات في بعض ملفات الهدر والفساد علهم يستطيعون محاكمة منظومة الفساد المعقدة التي تستأثر بالمصالح والثروات على حساب حقوق المواطنين ومصلحة الوطن، أو عل القدر يمكنهم أن يستعيدوا الأموال المحولة إلى الخارج لسبب غير مفهوم وبكميات لا تزال غير مدققة”.

وأشارت الكتلة، في بيان بعد اجتماعها الدوري في حارة حريك، الى أنها “عرضت للرأي العام خلاصة جهدها على مدى عامين متواليين في ملاحقة بعض قضايا الهدر والفساد في البلاد، وأحالت للمتابعة لدى المراجع القضائية والجهات المختصة ملفات تقدر قيمتها بما يوازي الواحد والثلاثين مليار دولار، وهي تتابع باهتمام بالغ سير التحقيقات والملاحقات، ومسار إنقاذ الوطن من أزمته الخانقة التي ألمت بوضعه السياسي فضلا عن وضعه المالي والنقدي والاقتصادي. وعشية عيد الفطر السعيد الذي يطل هذا العام وفيما أغلب الناس تلتزم الحجر المنزلي الطوعي احترازا ضد الكورونا، لا يفوتها ان تهنىء اللبنانيين خصوصا والمسلمين عموما بهذا العيد الذي نرجو ان يكون مدخل خير وعافية للبشرية جمعاء وبداية رحلة النقاهة من معاناة المكافحة للوباء والعودة الى استئناف الحياة الطبيعية في لبنان والعالم”.

وأعلنت الكتلة أنها “عرضت في اجتماعها للعديد من الملفات والقضايا وتوزعت المهام بين اعضائها استعدادا لجلسة الهيئة العامة المقبلة بعد العيد”، معتبرة أن “عيد المقاومة والتحرير هو عيد وطني يستشعر فيه اللبنانيون قدرتهم على حماية وطنهم والدفاع عن وجودهم ومصالحهم واستعدادهم لمواجهة الغزاة وفرض الهزيمة عليهم عبر التزام معادلة الجيش والشعب والمقاومة، التي كرست الانتصار للبنان ضد اعدائه وفرضت على الصهاينة توازن ردع يستعصي تجاوزه من قبل الكيان الاسرائيلي، رغم تهديداته ووعيده المتواصل”. وحيت “بهذه المناسبة اهلنا المقاومين وجيشنا القوي ومقاومتنا الباسلة”، مستحضرة “آيات التقدير والاجلال لكل الشهداء والجرحى والاسرى المحررين”.

ودعت “الحكومة اللبنانية وهي تفاوض الجهات والمؤسسات والدول حول ما يلزم من مساعدة لتنفيذ خطتها الاقتصادية، الى أن تكون واثقة تماما بوجود خيارات بديلة، حتى لا تقع فريسة الوهم بعدم وجود بدائل، وكي لا تخضع لمحاولات بعضهم الضغط عليها لتقديم تنازلات مرفوضة”، مؤكدة أن “الحرص على العلاقات الجيدة مع الدول ينبغي أن يظهر متبادلا وإلا يصبح ارتماء أعمى في حضن المبتزين”.

وأسفت “لوجود أصوات تشجع على التنازل وتبرر للجهات الأخرى المفاوضة إملاء شروط لها على لبنان، وتضع المفاوض اللبناني في موقع المهزوم مسبقا قبل أن يبدأ التفاوض”.

ولفتت إلى أن “التزاما منها بحماية مصالح اللبنانيين كافة، ودرءا لما خلفه وباء الكورونا من تداعيات وأضرار، وأحدثه من تعقيدات، اضافة الى ما تسبب به وباء الكورونا من اضرار وارباكات في أكثر من مجال يتصل بأوضاع المواطنين القانونية والمعيشية، فقد أعدت خمسة اقتراحات قوانين تقدم بها بعض نوابها إلى المجلس النيابي إسهاما في معالجة المشاكل والظروف الناجمة عن الإعسار الذي فرضته على الجميع التداعيات الصعبة والراهنة في البلاد”.

واعتبرت أن “محنة العالم بوباء كورونا وما كشفته من خبايا في نظرة الغرب الحقيقية إلى حقوق الإنسان وفي درجة نفاقه الذي ظهر في التخلي عن احترام تلك الحقوق في الصحة والحياة، وتغليب الأرباح والمنافع الاقتصادية على حساب حفظ وجود الإنسان وبقائه، كل ذلك ينبغي أن يدفع الرأي العام في بلادنا والأنظمة الحاكمة في دول منطقتنا لاعادة النظر ومراجعة علاقاتها وتحالفاتها مع هذا النمط من الدول ذات السلوك الخسيس والرديء الذي لا يبعث على الطمأنينة، فضلا عن الثقة بجدوى الرهان على توجهاتها ورؤاها التربوية والاجتماعية”.

وشددت على أن “إحياء يوم القدس العالمي هو وثبة حضارية لها بالغ الفاعلية والأثر للانتقال بالأمة من موقع الانهزام النفسي الذي استولدته النكبة في العام 1948، إلى موقع الثقة والاعتزاز لتحقيق التحرير ضمن مسار جهادي وعقائدي يرتكز إلى الإيمان بالله وبقدرات شعوبنا على بناء القوة اللازمة لدحر العدوان وإزالة الاحتلال”، لافتة الى أن “الغفلة عن فلسطين والتقصير في واجب تحريرها، هو إلغاء للهوية واستسلام للاذعان وخضوع لن يستقر عند حدود، وثغرة يتسلل منها الاعداء والمتواطئون ليعقدوا صفقات على حساب شعبها وارضها ومصيرها. وليست النكبات التي توالت في المنطقة إلا بعضا من نتائج تلك الغفلة وذلك التقصير. في المقابل، ليست الانتصارات المتكررة ضد العدو الصهيوني والعدو التكفيري إلا الدليل الحي على واقعية الطموح الذي تصنع منه الجدية والمثابرة انجازات واقعية وحقيقية”.