IMLebanon

تطاحن “عوني – عوني” على اتحاد الجومة: “المناصب بتفرّق”

كتب مايز عبيد في صحيفة “نداء الوطن”:

فُتحت باكراً معركة الإنتخابات النيابية في عكّار، وتحديداً على أحد المقعدين الأرثوذكسيين الذي يشغل أسعد درغام نائب التكتّل العوني أحدهما. فانتخابات اتحاد بلديات الجومة فرّقت الأحباب والخلّان، وصارت صورة مصغّرة أو بالأحرى انعكاساً لانتخابات نيابية يمكن ترائيها من الآن حتى موعد تلك الإنتخابات بعد سنتين، هذا إن حصلت.

أصبح واضحاً للعيان أن “التيار الوطني الحر” ليس على ما يرام على صعيد التنظيم. وفي عكار كباقي المناطق، فإن هذا التنظيم الذي تغلغل في مناطق “تيار المستقبل” وقاعدته الشعبية (السنية) هو في تراجع كبير بالرغم من أنه يملك نائبين من نواب عكار السبعة. أما على صعيد الخلافات داخل البيت العوني العكاري الواحد، فحدّث ولا حرج. فتارةً، تسمع عن الخلاف بين درغام وعضو المجلس السياسي جيمي جبور، وطوراً عن الخلاف بين جبور وفادي بربر، وآخر تجليات هذه الخلافات هي معركة “داحس والغبراء” بين درغام وبربر والتي تأتي على خلفية نيّة الأخير الترشّح للإنتخابات النيابية 2022. فلقد قدّم بربر استقالته من رئاسة اتحاد بلديات الجومة ليتهيّأ قانونياً لخوض الإنتخابات المقبلة قبل سنتين على موعدها المفترض. وبما أن بربر حتى اللحظة محسوب بالسياسة على “الوطني الحر” فهو المنافس الجديد المستجد لنائب “التيار” درغام، سواء داخل “التيار” نفسه أم على مستوى عكار بشكل أعمّ. وبعد استقالة بربر من اتحاد بلديات الجومة، عيّن محافظ عكار موعداً جديداً لانتخابات في هذا الاتحاد ستجرى اليوم الخميس 21 أيار لاختيار خلفٍ لبربر، المصرفي والرأسمالي القادم إلى لبنان من أفريقيا والذي وصل إلى رئاسة الإتحاد بعدما خاض حرباً ضروساً على رئاسة بلدية رحبة مع المهندس سجيع عطية، يُقال أنه استعمل فيها مبالغ طائلة ليتمكّن من قلبِ الدفّة لصالحه.

وبالعودة إلى موضوع انتخابات اتحاد البلديات، صحيح أن بربر استقال قبل سنتين على انتهاء ولايته وللأسباب الآنفة الذكر، لكنه في الوقت نفسه، يريد أن يضمن وصول شخصية إلى هذا المركز تكون قريبة منه أو محسوبة عليه، لأنه يعتبر أن هذه الإنتخابات ستكون صورة مصغّرة عن الإنتخابات النيابية المقبلة فهل بمقدوره الفوز فيها؟ خصوصاً مع دخول خصمه الجديد على خطّها وهو النائب درغام الذي يدعم المرشح ربيع مكاري رئيس بلدية (ضهر الليسينه) بينما يدعم بربر رئيس بلدية (شطاحة) روني الحاج ويحاول التسويق لدى باقي أعضاء الإتحاد بأن هناك شبه اتفاق (عوني – قواتي) على هذا الإسم. أما الحاج فلم يعلن ترشحه بعد في هذه الإنتخابات وهو يفضّل التوافق على إسمه.

ومع إعلان المحامي طارق خبازي رئيس بلدية بزبينا ترشحه ونيّة جميل حنا (رحبة) الترشّح أيضاً، فإن المعركة بهذا الشكل ستكون بين 4 مرشحين كما يبدو إلا إذا حصلت تطورات في الساعات الأخيرة، خصوصاً أن معظم المشاورات حيال الموضوع تجرى في الغُرف المغلقة وقد تتمخض عن مستجدّات بانسحابات ما أو تبدّلات، قبيل موعد اللقاء عند المحافظ في سراي حلبا الساعة 12. ويبلغ عدد أعضاء اتحاد بلديات الجومة 18 عضواً ومع استقالة بلدية بينو منه، يبقى عدد المنتخبين 17 عضواً يشكّلون هذا الإتحاد. وتجدر الإشارة إلى أنه في منطقة الجومة، هناك ثقل سياسي لتيار “المستقبل” و”التيّار الوطني الحر” و”القوات” بشكل أساسي وحضور لأحزاب وشخصيات أخرى.

المعطيات تشير إلى أن بربر، الذي أعطى التفويض مُرغماً عنه لجميل حنا ليترشح للإتحاد لكنه لا يفضّله، يرى في هذه الانتخابات فرصة لإبراز نفسه على الساحة المسيحية كمرشحٍ محتمل للإنتخابات النيابية، يحاول فرض نفسه في المنطقة في وجه درغام النائب العوني الذي تشير المعلومات إلى أنه يعاني من مشاكل مالية، كما أن عدم قدرته على تقديم الخدمات لم يسعفه كثيراً لاكتساب شعبية في المنطقة، بينما لا يزال بربر يحتفظ بثروة مالية ضخمة ولن يتأخر في استعمالها خلال الإنتخابات المقبلة عندما تدعو الحاجة، علماً أن بربر الذي استلم بلدية رحبة والاتحاد لم يحقق أي نقلة نوعية في المنطقة على صعيد الوعود التي أغدق بها على أهالي رحبة والجومة وذهبت أدراج الرياح، وتراجعت شعبيته بشكل كبير في رحبة.

في المحصّلة، تبدو الإنتخابات وكأنها تطاحن عوني – عوني، وتبدو باقي الأحزاب أقل اهتماماً بالموضوع ولكنها تتفرّج على هذا الخلاف العوني المستجدّ، وبالطبع، ليست حزينة لذلك.