IMLebanon

“الحزب” يعلن سقوط الدولة ويطالب بصيغة “غالب ومغلوب”

أعلن حزب الله بلسان المفتي الشيعي في لبنان أحمد قبلان انتهاء الدولة اللبنانية بصيغتها الحالية داعيا إلى وجود “غالب ومغلوب” في البلد، وذلك دون تحديد رؤيته لصيغة البلد الجديدة.

وألقى المفتي الشيعي (المفتي الجعفري الممتاز) كلمة بمناسبة عيد الفطر قال فيها “نؤكد أن أصل نشأة لبنان تم على أساس طائفي واستبدادي، بوظيفة خدمة المشروع الاستعماري والاحتكاري، وهذه الصيغة قد انتهت، وما قام به بشارة الخوري ورياض الصلح لم يعد يصلح لدولة إنسان ومواطن، بل أيضا مرحلة وانتهت”.

واعتبرت مصادر سياسية لبنانية أن الكلام الصادر عن قبلان هو الأخطر من نوعه منذ قيام دولة لبنان الكبير قبل مئة عام، ومنذ الاستقلال في عام 1943، ومنذ توقيع اتفاق الطائف الذي هو في أساس الدستور الحالي المعمول به المبني على المناصفة بين المسيحيين والمسلمين في عام 1989.

ورأت هذه المصادر في تصريح لـ”العرب” أن “حزب الله أعلن انقلابا حقيقيا في لبنان، مستخدما المفتي الجعفري الذي يريد إسقاط صيغة الميثاق اللبنانية المعمول بها عبر عنوان وهمي اسمه سقوط الدولة الطائفية ومضمون فعلي اسمه سيادة الغالبية الإسلامية وبالتالي الشيعية”.

وقال قبلان في هذا الصدد “البلد سقط، سقط لأن دستوره فاسد، وآلية الحكم فيه فاسدة، وطائفيته فاسدة، ومشروعه السياسي فاسد، وتسوياته المختلفة فاسدة”. وأضاف “بالفم الملآن أقول: لا للطائف، لا لمزرعة الطوائف، لا لدولة الحصص، لا لنظام المحاصصة، لا لدولة تجويع المواطن والاستئثار بثرواته، لا لفيدراليات الطوائف والمتاريس”.

وهاجم رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، الذي اغتيل في عام 2005، دون تسميته وحمّله مسؤولية المرحلة التي مرّ بها لبنان في تسعينات القرن الماضي، داعيا الناس إلى أن “يتحرروا من قيودهم، وبالأخص من تجربة التسعينات” التي يعتبر أنّها “انتهت”.

وردّ قبلان على بعض الأصوات المسيحية التي انطلقت أخيرا منتقدة سلاح المقاومة ضمنا وتربطه بالانهيار الاقتصادي، وقال “ليس مسموحا لأحد أن يختصر ناسنا وشعبنا وآمالنا وعذاباتنا ومشروعنا بشخصه أو بصيغته الطائفية والسياسية الخاصة… وإلا فإننا أمام كارثة هائلة، وقصة غالب ومغلوب، وفقير وغني، ومالك ومملوك، ومحتكِر ومحتَكر، ستحول البلد إلى نفق لا مخرج منه أبدا (أهم شيء غالب ومغلوب) ومعه سينتهي لبنان كمشروع دولة ووطن”.

وكرر المفتي الجعفري كلام حزب الله  في حربه على المصارف ورجال الأعمال والمال وأصحاب مقولة إما الاقتصاد أو السلاح غير الشرعي.

وقال في هذا المجال “أما إصرار جماعة المصارف وكبار التجار ورجال الأعمال والمال على المواجهة بخلفية تهديد البلد وكشفه واستنزافه لهو أمر خطير جدا جدا، ويجب ألّا يمر دون محاسبة”.

وكرر أيضا نظرية حزب الله في ما يتعلق بالاتجاه الاقتصادي المشرقي، أي اقتصاد الممانعة، وقال “المطلوب من الحكومة الانفتاح الكامل على كل الدول، وبخاصة على أسواق الشرق، كطريق إنقاذ رئيسي، بشرط الإصلاح السياسي والجمركي والرقابي والاجتماعي بعيدا عن لوبي هنا أو هناك”.

وهدد بتقسيم الجيش والمؤسسات ضمنا إنْ فكّر اللبنانيون في خيارات أخرى غير الممانعة، قائلا بشكل خطير “ولبنان بلد له وظيفته السياسية ومشروعه الوطني والأخلاقي، وأي لعب بالأولويات يعني كارثة، ولا نريد 17 أيار جديدا”.

واتفاق 17  أيار هو الذي وقعه لبنان مع إسرائيل في عام 1984، لكنّه أُلغي لاحقا. وتحدث عن “نجاحات محور المقاومة كجزء من هذه الوظيفة السياسية” للبنان.

وطالب الدول الإسلامية والعربية “بالعودة إلى الله، والخروج من وثن التبعيات الفاسدة، والانتصار لحاجات منطقتنا وشعوبنا وناسنا وأخلاقياتنا، بعيدا عن مصالح القوى الكبرى وهيمنتها”.

ووصف سياسيون لبنانيون هذا الكلام بأنّه “كلام إيراني بامتياز يستهدف دول الخليج العربي تحديدًا”.

وعلّق النائب السابق فارس سعيد “لبنان بشارة الخوري ورياض الصلح أعطى أجمل وطن في المنطقة، قتلتم لبنان الطائف بسلاحكم غير الشرعي، ولكننا أبناء رجاء، لا أحد أكبر من لبنان”.

ورد على رفض الشيخ  قبلان لاتفاق الطائف بقوله “سيسجّل التاريخ أنك تقود لبنان إلى مجهول، وسنتصدّى للتهوّر من أي جهة أتى فيدراليّا أم إلغائيّا”.

بينما قال عضو كتلة الجمهورية القوية، النائب زياد الحواط، “إذا كانت ميثاقية بشارة الخوري ورياض الصلح لم تعد صالحة لدى البعض فلنعد إلى ميثاقية إميل إده” رئيس الجمهورية الثالث في عهد الانتداب الفرنسي.