IMLebanon

نتاشا شوفاني: علينا كتابة قصصنا في الدراما المحلية وأؤيّد حقوق المرأة

كتب روي أبو زيد في “نداء الوطن”:

هي جميلة، لكنها لم تتوقّف عند هذا الحد بل عملت على نفسها بكلّ جهد كي تتطوّر وتحجز لها مقعداً في الدراما المحلية بفضل ذكائها، إثبات موهبتها وحُسن أدائها. تُعتبر نتاشا شوفاني اليوم من الممثلات المميّزات في عالم الدراما، خصوصاً وأنها من المثقفات والراقيات اللواتي يدافعن عن حقوق المرأة والبيئة ومن المجتهدات لحملهنّ مشعل الدراما اللبنانية وتعزيز مسيرة التمثيل الصحيح والهادف.

“نداء الوطن” التقت شوفاني وكان هذا الحوار:

لماذا اخترت مهنة التمثيل وما الذي يميّز هذه المسيرة؟

أنا مغرمة بالتمثيل منذ السادسة من عمري. بدأت بأدوار صغيرة جداً وعملتُ على نفسي كي أتطوّر أكثر ولأتمكّن من تجسيد أدوار تتطلّب مجهوداً أكبر.

أنا فخورة بما أنا عليه اليوم، خصوصاً وأنني عملتُ بجدّ وتعب على الصعد كافة لأضمن موقعاً لي في عالم الدراما. أنا متمسّكة بالتمثيل لأنني أستثمر من نفسي كثيراً في هذه المهنة!

 

وأعتبر نفسي محظوظة أنني أحوّل شغفي الى مهنة. فالتمثيل مرآة المجتمع لأن الشخصيات التي نمثّلها تعكس كثيراً الخبايا الموجودة في حياة الناس اليومية.

كيف تتحضّرين لتجسيد أدوارك؟

أقرأ النص وأدرس وضع الشخصية الإجتماعي كما أطّلع على خلفيّاتها. أحاول أن أضع نفسي مكانها وإيصالها بوقائع من الحياة بطريقة منطقية. أسعى في بعض الأحيان الى مراقبة أشخاص أعرفهم في الحياة الواقعية، لكنهم يشبهون الى حدّ ما الشخصية التي سوف أجسّدها.

لماذا تجسّدين دوماً أدواراً درامية مركّبة؟ متى سنراك بدور كوميدي؟

أنا جسّدتُ أدواراً كوميدية لكنها لم تنتشر بقدر الأدوار الدرامية والمركبة. أعد القرّاء أنهم سيرونني قريباً في أدوار جديدة ومختلفة.

ما هي ثغرات الدراما اللبنانية؟

ما ينقص الدراما المحلية أننا لا نستعرض في مسلسلاتنا قصصاً من واقع حياتنا الاجتماعية اللبنانية. مثلاً المسلسلات المكسيكية والتركية تجسّد وقائع وقضايا مجتمعاتهم لذا نراها تحصد كلّ هذا النجاح. بينما في الدراما المحلية نحن “نلبنن” قصص المجتمعات الأخرى، حتى أنّ المسلسلات الغربية تؤثّر على الكاتب المحلي، فيستوحي السيناريو والحوار من هذه المسلسلات بدل تطبيق الأحداث اللبنانية فحسب.

وفي السياق نفسه، لا يتم تحويل الروايات اللبنانية الى مسلسلات وهو أمر محزن، إذ بهذه الطريقة يمكن تعزيز الثقافة المحلية وإبراز جمال أفكار كتّابنا.

لكن أرى أن المسلسلات تتحسّن وتتقدم كتابةً وإنتاجاً لكننا نسعى دوماً نحو الأفضل!

لا يجب نسيان أنّ الممثل اللبناني لا يحصّل حقوقه الأساسية كالضمان الاجتماعي والتأمين على الذات، ما قد يدفعه الى عدم الاطمئنان إزاء هذه المهنة ولا يقدّم أدواره كما يجب.

وأطلق صرخة عبر منبركم راجيةً تقديم التفاتة صغيرة لممثلينا المخضرمين والذين طعنوا في السن، إذ لا أحد يهتم بهم في هذه الايام الصعبة!

أخبرينا عن تجربتك في الدرامـا السورية؟

أحب زيارة الشام كثيراً كذلك الأردن والإمارات حيث قمت بتجارب تمثيلية أيضاً. يهمني التعرّف على حضارات عربية أخرى على الساحة الدرامية، إذ إن الأعمال العربية المشتركة تغنيني خصوصاً من خلال التفاعل مع ممثلين آخرين، فضلاً عن التعرف على حضارات جديدة ومختلفة.

أنت ملتزمة بقضايا المرأة والبيئة، كيف تناضلين لتعزيز الحقوق المنبثقة عن هذه القضايا؟

أطلقت مقطع فيديو “مش بسيطة” للتوعية على مخاطر التحرش الجنسي، وأتت حملة “Me too” لتدعمها كذلك. شعرتُ حينها أنه في الاتحاد قوة، إذ أنا لا أناضل وحيدة لتعزيز حقوق المرأة بل أضم صوتي للأصوات المطالبة والمدافعة عن هذا الكائن.

المرأة هي نصف المجتمع ولا يمكن لنا أن نتقدّم إن لم نعطها حقوقها ونحفظ لها كرامتها.

وبالنسبة للبيئة، يجب أن ندرك من خلال أزمة كورونا أنّ الطبيعة الأم يمكن لها أن تسحقنا! لذا من الضروري حماية الأرض والطبيعة والحيوانات للحفاظ على هذا التوازن الطبيعي على كوكب الأرض. وعلينا توعية الجيل الجديد للحفاظ على الطبيعة ولضمان استمرارية البشرية!

ما الدرس الذي تعلّمته في الحياة من خلال تجربة كورونا؟

تغيّرت نظرتنا للحياة خلال هذه الأزمة وبتنا ندرك قيمة بعض الأمور الحياتية العادية كتقبيل أحدهم أو ضمّه. أنا أعيش مع جدتي لكنني لا أستطيع أن أقبّلها كي لا أعرّضها لخطر الإصابة بالفيروس. تصرّفاتنا في المجتمع تبدّلت، إذ إنني على وشك نسيان كيفية عيش الحياة قبل كورونا! يجب التشديد على أنّ الطبيعة الأم هي أقوى من البشر بكثير، إذ في أسبوع واحد فقط من الحجر المنزلي لاحظنا تمكّن الطبيعة من شفاء نفسها إزاء كلّ الممارسات البشرية ضدها على مدى سنوات عدة.

والمفارقة أنّ فيروساً صغيراً جداً جمّد حياة بشرية جمعاء وأوقف كوكب الأرض!

من هو مثالك الأعلى في الحياة؟

ليس عندي مثال أعلى واحد في الحياة، إذ أراقب الناس بشكل عام وأدرس تصرّفاتهم لذا أتعلّم كثيراً من كلّ إنسان ألتقيه على دروب الحياة. كما وأعتبر أمي مثالي الأعلى كامرأة قوية، وعلى صعيد الفن والكتابة والقيادة أحب كثيراً ناديا مراد (ناشطة إيزيدية عراقية من قرية كوجو في قضاء سنجار، تم اختيارها في العام 2016 سفيرة الأمم المتحدة للنوايا الحسنة). أما في التمثيل فمثالي الأعلى هي الممثلة الفرنسية ماريون كوتيار.

ما هي حكمتك؟

كما تريدون أن يفعل الناس لكم، افعلوا أنتم أيضاً بهم كذلك.

نعرف أنك تكتبين الشعر باللغة الإنكليزية. أخبرينا عن هذه التجربة!

الشعر مجموعة كلمات تتبادر إلى ذهني حين أكون في وضع ما، فأعبّر عمّا يخالجني من مشاعر وأحاسيس بنظم القوافي. كما أنّ الفن على أنواعه هو مصدري وملجأي لتخفيف التوتر.

ما هو جديدك؟

أستكمل تصوير المسلسلات التي توقّفت بسبب كورونا، أنهيت أخيراً مشاهدي في مسلسل “دانتيل” وأستكمل دوري في “أسود فاتح” و”دفعة بيروت”. أشعر بالحماسة لرؤية هذه الأعمال معروضة وأتطلّع نحو الأفضل دوماً وخوض تجارب جديدة في الحياة.