IMLebanon

حب الله: الحكومة ستدعم الصناعة والزراعة بما يقارب 600 مليار ليرة

اعتبر وزير الصناعة عماد حب الله أن “في هذه المرحلة من الظروف الصعبة نحتاج إلى من يطالب بسلاح الصدق والشرف والايمان والنزاهة، لا أن يطالب بنزع سلاح المقاومة والتي لولاها لما بقينا في ارضنا وتجذرنا بها”.

وأضاف، خلال جولته على بعض المعامل الصناعية في قرى وبلدات قضاء بنت جبيل : “يتوجب علينا كوزارة وكبلديات وكمجلس نواب أن نعمل جاهدين على دعم الصناعة هنا في هذه المنطقة لتكون سببا آخر مع المقاومة في تثبيت الناس بأرضهم”.

وعن قضية ضبط المعابر عبر الحدود اللبنانية – السورية قال: “عقدنا اجتماعا بهذا الخصوص مع الأمين العام للمجلس الأعلى السوري – اللبناني وما نسمعه من البعض عن ضرورة اغلاق الحدود مع سوريا، فإن هذا الأمر لا يخدم سوى مصلحة العدو الإسرائيلي”.

وردا على سؤال حول سبل دعم قطاعي الزراعة والصناعة قال: “هناك عدة أمور منها تحرير أموال المودعين في البنوك وكذلك هناك مساع لاجتذاب مستثمرين وهناك القرار الاهم الذي اتخذته الحكومة وهو رصد مبلغ 450 مليار ليرة لبنانية لدعم الصناعة و 150 مليار ليرة لبنانية لدعم الزراعة وقد تم الاتفاق بهذا الخصوص مع منظمة ” إيدال”.

وعن تقديم قروض داعمة للصناعيين بقيمة 50 مليون ليرة لكل واحد قال: “هذا الأمر غير مطروح بعد”.

وكانت المحطة الأولى لحب الله في بلدة دير نطار، وكان في استقباله رئيس البلدية قاسم حجيج ونائبه مصطفى شعيتو وفعاليات بلدية واختيارية واقتصادية، وجال حب الله على أقسام معمل فرش الاسفنج في البلدة ثم غادر إلى المحطة الثانية في مدينة بنت جبيل، حيث زار أحد أقدم معامل الأحذية المتبقية في للبلدة، وكان في استقباله النائبان حسن فضل الله وعلي بزي ورئيس اتحاد بلديات بنت جبيل رضا عاشور ورئيس بلدية بنت حبيل عفيف بزي، وفاعليات، حيث تفقد المصنع مستمعا إلى مشاكل وهموم أصحاب هذه المهنة والحلول التي يطالبون بها.

والقى فضل الله كلمة قال فيها: “اليوم هو الخامس من حزيران، وهو تاريخ محفور في ذاكرة أجيال من أبناء هذه المنطقة، يوم اضطروا إلى النزوح خشية ما كانوا يسمعونه من أصداء انفجارات حرب عام 1967، حيث تتذكر بنت جبيل هذا التاريخ، لأنها على تخوم منطقة مزارع شبعا والجولان، فآنذاك، كانت المعادلة قوة لبنان في ضعفه، أما اليوم في الخامس من حزيران ونحن لا نزال في أجواء عيد المقاومة والتحرير، أصبحت قوة لبنان بمقاومته وجيشه وشعبه، حيث باتت تعيش هذه المنطقة حالة من الاستقرار والأمان والطمأنينة، حتى من نزح من أبنائها ومن غادر بفعل الظروف الأمنية، عاد إليها لأنه وجد فيها الدفء الحاضن، وهذه واحدة من ميزات هذه المنطقة التي هي اليوم ربما الأكثر أمانا ليس في لبنان فحسب، وإنما في جزء كبير من محيطنا العربي والعالم، وحتى عندما حصلت أزمة كورونا، وجد أبناء هذه المنطقة في قراهم وبلداتهم الحضن الدافئ”.

ولفت إلى أن “هذه المنطقة كما بقية المناطق اللبنانية، تعاني من تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، والأهالي يشعرون بقساوة هذه الحال، وينتظرون الحلول التي تكمن إحداها بالعودة إلى الصناعة والزراعة، اللتين يعول عليهما الكثيرون في هذه المنطقة”.

وأمل أن “تساهم هذه الزيارة في دعم الصناعات الوطنية، وصحيح أن هناك مفاوضات تجريها الحكومة اليوم مع صندوق النقد الدولي من أجل توفير مساعدات ما أمكن للبنان، ولكن وفق معطياتنا، أن هذا المسار سيطول ربما أشهر وربما إلى حدود السنة، ولا نعرف النتائج، ونحن ممن قلنا لتفاوض الحكومة اللبنانية، ولكن هناك خيارات وحلول وطنية نستطيع أن نعود إليها جميعا، وعمادها الصناعة والزراعة”.

وأشار فضل الله إلى أنه “في بنت جبيل كان هناك أكثر من 200 معمل للأحذية، وكانت هذه المنطقة مشهورة بهذه الصناعة وبصناعات خفيفة أخرى، فضلا عن زراعات القمح والتبغ وغيرها، ولكن نتيجة السياسات الرسمية المتعاقبة، ضربت الصناعة والزراعة، واليوم يوجد معمل أو معملان في هذه المدينة، وعليه، فإننا نسأل لماذا لا نعود إلى الحلول الوطنية كالزراعة والصناعة، لا سيما وأنه لدينا إمكانيات حقيقية، ونستطيع أن نكفي السوق المحلي، ويمكننا أن نصدر إلى الخارج، وهذا أمر يحتاج أيضا إلى سياسات حكومية، لأن المعبر الوحيد الذي يفتح لنا أسواق، وخصوصا في العراق وربما في الخليج، هو المعبر البري عبر سوريا”.

وشدد على أن “دعم الصناعة يحتاج إلى مجموعة من الأجراءات، ونحن نأمل أن نجد خطوات عملية، وأن لا نبقى نرهن البلد لمفاوضات مع صندوق النقد والناس تنتظر وربما لا نصل إلى النتيجة المطلوبة، علما أننا نأمل أن نصل إلى نتيجة وفق ضوابطنا ومصالحنا الوطنية، فنحن نرحب بأي عون ومساعدة من الخارج وفق هذه الضوابط، ولكن علينا أن نساعد أنفسنا من خلال الصناعة والزراعة، ونجد اليوم في منطقتنا أن هناك عودة للزراعة، ونأمل أن نجد أيضا عودة إلى الصناعة، وإن شاء الله بهذه الزيارة والجولات التي يقوم بها معالي وزير الصناعة، يستطيع أن يساهم مساهمة فعالة بدعم هذه الصناعات التي تؤمن فرص عمل، وتخفف من الاستيراد، وتعدل في الميزان التجاري، الذي هو أساس في معالجة الوضع النقدي الموجود لدينا، وقد انخفضت قيمة الاستيراد نتيجة الأزمة من 20 مليارا إلى 12 مليارا، ويمكننا أن نخفضها أكثر إذا كان لدينا صناعات نصدرها إلى الخارج، وندخل ثمنها إلى البلد بعملة الدولار”.

بدوره قال بزي: “ننتمي إلى هذه المنطقة وهذه البيوت، بيوت “الكندرجية” التي لنا شرف الانتماء اليها، حيث عمل معظم أهالي المنطقة في هذه المهنة وكانت مورد رزقهم وعيشهم ولكن للاسف كان هناك استهداف ممنهج لهذه المهنة عبر تهريب البضائع واغراق السوق بالمستورد حتى انخفض عدد المعامل في بنت جبيل من مئتي معمل الى معملين”.

وختم بالطلب إلى “جميع الافرقاء في الوطن من موالاة ومعارضة وبالرغم من كل التباينات في المواقف دعم توجهات الحكومة في تنفيذ الإصلاحات ومكافحة الفساد والنهوض بالوطن”.

ثم تابع حب الله جولته إلى بلدة عيترون حيث زار مصنع الأجبان والالبان واطلع من صاحبه على هموم ومشاكل هذا القطاع ومستلزمات تطويره.

وانطلق إلى محطته الأخيرة في بلدة شقرا حيث تفقد معملا للالمنيوم والأخشاب واستمع من صاحبه إلى متطلبات دعم هذه الصناعة.