IMLebanon

هل يرث “الحزب” بعث لبنان؟

كتب جورج العاقوري في “نداء الوطن”:

لا “كورونا” ولا إقفال حدود حالا دون توجه الامين القطري لحزب البعث في لبنان (جناح 2) عاصم قانصو في 10 حزيران 2020 على رأس وفد الى سوريا، لقراءة الفاتحة على روح الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد في الذكرى العشرين لوفاته.

المعلومات تشير الى ان قانصو سلك معبراً غير شرعي في منطقة البقاع الشمالي وربما شرّعت له الحدود الشرعية غير القائمة بنظره وهو الذي اعتاد مرورها خطاً عسكرياً. اياً كانت الطريقة، فالنتيجة واحدة اكليل باسم “الرفيق الامين القطري عاصم قانصو والرفاق اعضاء القيادة القطرية” على الضريح، يفتح الباب على اسئلة عدة حول فشل توحيد “البعث” في لبنان ومدى جدية اهتمام بشار الاسد بذلك.

فالحزب في واقعه الحالي مقسوم الى جناحين اساسيين: الجناح الرسمي بزعامة الامين القطري نعمان شلق ويحظى برعاية السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي، وجناح عاصم قانصو “أبو جاسم” (هو على صلة وثيقة بعبدالله الاحمر، الذي شغل منصب رئيس القيادة القومية والأمين العام المساعد في البعث حتى تاريخ 14-5-2017، حين حُلّت القيادة القومية واستُبدلت بمجلس قومي استشاري). وهناك جناح ثالث يتزعمه فادي حسامي واديب الحجيري ( يقف وراءه اللبناني ماجد منصور الذي يتزعم “قوات بعث لبنان” التي اسسها في العام 2013، وشاركت في معارك عدة في سوريا إلى جانب قوات النظام. كما اشتُبه بدور له في تسليم عدد من المعارضين السوريين الموجودين في لبنان الى النظام، ونسب اليه في هذا الاطار تسليم السوري المعارض محمد أحمد النعماني. هذا الجناح مدعوم من بعض ضباط امن الدولة هناك). فيما المجموعة التي كانت موالية للامين القطري السابق فايز شكر معتكفة بمعظمها عن التركيبة القائمة.

لقد فشل سفير نظام الاسد بتوحيد اجنحة “البعث” على الرغم من نجاحه بجمعها في 9 نيسان 2019 خلال حفل استقبال للقيادة القطرية في بيروت، لمناسبة الذكرى الثانية والسبعين لتأسيس الحزب بعدما عقد سلسلة لقاءات معهم تمهيداً لاجراء مصالحة.

قانصو والوفد المرافق

فهل ذلك يعكس فقدان القبضة الحديدية للقيادة القومية للبعث السوري على القيادة القطرية في لبنان لانشغالها بالبيت السوري؟ أم الحفاظ على هامش لأبو جاسم الذي تبوأ لأطول مدة منصب الأمين القطري، ولو اتى ذلك على حساب وحدة الاطار التنظيمي للحزب. فقد كان اميناً قطرياً في أحلك الظروف أكان عشية دخول جيش الاسد الى لبنان وطيلة فترة الحرب ( من العام 1973 الى العام 1989)، أو في المرحلة التي تلت وفاة الاسد الاب الى ثورة الارز، حيث كان ببلطته وكوفيته طليعياً في “خلية حمد” المطالبة ببقاء جيش الاسد في لبنان ( من العام 2000 الى العام 2005)؟

ربما الأمر أبعد من ذلك، فقد أوكل الرئيس بشار الاسد الى امين عام “حزب الله” حسن نصرالله قيادة قوى “8 آذار” في لبنان وترتيب بيتها الداخلي، منذ ما بعد اندلاع الثورة السورية في ربيع العام 2011. ثمة من يعتبر أن شرذمة “البعث” في لبنان تسهّل على “حزب الله” احتواءه تمهيداً لوراثة جمهوره فور رحيل الاسد، بعدما نجح “الحزب” باستقطاب بعضهم في صفوف “سرايا المقاومة”. وكان لافتاً تحجيم تمثيله النيابي في الانتخابات الاخيرة العام 2018 حيث مارس “حزب الله” اللعبة نفسها مع “البعث”، كما مع “السوري القومي الاجتماعي” في بعلبك الهرمل، فعمد الى ترشيح اللواء جميل السيد عوض مرشح بعثي اصيل عن المقعد الذي كان يشغله قانصو، كما فعل عبر ترشيح الدكتور البير منصور عوض مرشح قومي اصيل عن المقعد الذي كان يشغله الدكتور مروان فارس.

“البعث” في لبنان في موت سريري وسيسلم الروح حتماً متى رحل الاسد، فهل يكون “حزب الله” ببعده الطائفي وولائه الايراني الوريث الشرعي لحزب “الامة العربية الخالدة”؟!