IMLebanon

درباس: لقاء بعبدا “حبة أسبرين”

رأى وزير الشؤون الاجتماعية السابق رشيد درباس، أن تجربته السابقة مع طاولة الحوار التي دعا إليها الرئيس نبيه بري أيام حكومة الرئيس سلام لا تشجع على تكرارها بحيث استهلكت الوقت واستنفدت الطاقات دون أن تنتج ثمارا، «وعلى ماذا يقوم الفلاح بحرث الأرض اذا كانت هذه الأرض قد أصيبت بعقم قديم»؟ والعقم القديم هو عقم الحكم وليس عقم الدولة أوالشعب، فلطالما من سيطر على الحكم بواسطة شركاء التسوية، وجد ان مجرد وصوله الى السلطة يخوله أن يتخلص ويتملص منهم ومن قيودهم ليتحكم منفردا، وهو بعد ذلك عندما وصلت به الأمور الى ما وصلت إليه الآن وجد أن بمقدوره أن يجتهد بهم مرة أخرى ليقول لهم تعالوا نمثل فصلا جديدا من مسرحية مملة، معربا بالتالي عن اعتقاده أن لقاء بعبدا يوم 25 الجاري سيكون فيما لو انعقد أشبه بحبة الاسبرين في معالجة مرض عضال.

ولفت درباس في تصريح لـ «الأنباء» الكويتية الى أن قانون قيصر هو قانون أميركي لا نملك حياله أي سلطة، ولو أراد فعلا الداعون الى اللقاء الوطني ان يستجيب المدعوون، لبدأوا بإبداء حسن النية انطلاقا من احترام الدستور، اليوم في لبنان سيولة دستورية بحيث ان السلطات تتداخل مع بعضها بشكل فوضوي وعشوائي، فلو وقع فخامة الرئيس مرسوم التشكيلات القضائية لكانت هذه بادرة جيدة، ولو لم يتراجع مجلس الوزراء عن قراره الذي قضى بوقف إنشاء معمل ثالث للكهرباء في سلعاتا لكانت هذه أيضا مبادرة، ولو قرر رئيس الجمهورية بخطاب يوجهه الى الشعب ليقول «هذه مرحلة لإنقاذ البلد وأنا في حالة تشاور مع القيادات السياسية ومع الانتفاضة الشعبية لكي نجد الحلول المناسبة لكانت هذه مبادرة، فماذا ستنفع اللقاءات ان لم تكن مقرونة بخطوات تعبيرية لتغيير السلوك الذي أفضى الى ما أفضى اليه، ناهيك عن ان الحكومة التي لم يتعد عمرها الأربعة اشهر تسفر عن فشلها كل يوم وبجدارة كلية، وعندما عجزت عن انجاز أي شيء راحت تردد المعزوفة القديمة معزوفة التركة الثقيلة والثلاثين سنة من الفساد وما الى ذلك من خزعبلات سياسية لا يصدقها احد، علما ان العاجز هو الذي يرمي فشله على أكتاف الآخرين، فإمساك دفة السلة يعني انت ملم بالقيادة ولك شهادة في علم الإبحار وتستطيع أن ترصد النجوم وتغيرات الطقس لتتحاشى الدخول بين الصخور، إلا أن ما يجري اليوم هو ان ربان هذه المرحلة يتعمد الدخول بين الصخور ويؤكد كل يوم أنه ليس باستطاعته حتى قيادة فلوكة صغيرة في البحر.

وردا على سؤال، قال درباس «الرئيس بري دأبه في كل مرة عندما تكون الأمور سائرة الى انهيار كبير يحاول أن يضع حمولة تراب في وجه السيل لكن السيل هذه المرة جارف جدا، فالرئيس بري يتمتع بعلاقات طيبة مع الرئيس الحريري وله أيضا دالية عليه ويعتقد انه ربما استطاع بهذه الدالية أن يقنعه بحضور اللقاء لكنه يعلم أن المسألة لا تعالج لا بُحسن النيات ولا بالإرادة الطيبة فقط، بل تبدأ بإجراءات عملية، فمثلما له دالية على هذا الفريق عليه ان يمارس داليته على الفريق الآخر لحثه على التراجع عن تعنته وعن سلوكه الذي لا يمت الى الحنكة السياسية بصلة».