IMLebanon

رسالة فرنسية إلى “الحزب”: شيا تقول ما يفكّر به كثيرون

كتبت رندة تقي الدين في صحيفة “نداء الوطن”:

كشفت مصادر فرنسية مطلعة لـ”نداء الوطن” أنّ باريس ستوجّه رسالة إنتقاد قوية إلى “حزب الله” على ما حدث بالنسبة لقرار منع وسائل الإعلام من إجراء مقابلات مع السفيرة الأميركية في لبنان دوروثوي شيا، موضحةً أنّ الرسالة ستقول للحزب عبر السفير الفرنسي برونو فوشييه إنّ “السفيرة شيا ستكثّف مقابلاتها وستنتقد ما يقوم به الحزب وستقول علناً ما يفكر به كثيرون بالخفاء”.

المصادر التي شددت على أنّ “الأذهان الشمولية لا تفهم منطق حرية الإعلام”، لفتت إلى أنّ “باريس ستنبّه “حزب الله” إلى أنه إذا استمر على هذا النمط مع حكومة وأغلبية نيابية لا تنفذ شيئاً من الإصلاحات المطلوبة فلن يحصل لبنان على أي مساعدة وبالتالي سيواجه ثورة شعبية ضد الجميع”، مشيرةً إلى أنّ حوار بعبدا الأخير الذي نظّمه رئيس الجمهورية ميشال عون “كان فشله متوقعاً بما أن رئيس البلاد ظهر فيه كطرف في الأغلبية الحاكمة التي لا تتقدم على أي مسار وفي أي ملف، بل على العكس من ذلك بدا جلياً أنّ عون و(رئيس التيار الوطني الحر) جبران باسيل غير معنيين بالإصلاح الحقيقي لا سيّما وأنّ الأول عطّل التشكيلات القضائية والثاني أعاد فرض معمل سلعاتا ضمن خطة الكهرباء”، وأضافت: “لا شيء يتقدم ولا يمكن بهذه الطريقة إقناع الشعب اللبناني بأنّ هناك حلولاً بدأت تتبلور”.

وإذ نقلت عن الإدارة الفرنسية أنها “متشائمة جداً لأنّ الحل الوحيد للبنان يكمن في تنفيذ إصلاحات يواكبها صندوق النقد الدولي”، أعربت المصادر عن أسفها لكون “المسوؤلين اللبنانيين لن ينفذوا على ما يبدو هذه الإصلاحات ولا يريدون أي تدقيق (Audit) بالحسابات كما يطالب الصندوق”، محذرةً من أنّ “دفع اللبنانيين إلى الصرف في الليرة اللبنانية والتخلي عن دولرة الاقتصاد سيغرق السوق اللبنانية بالليرة وسيؤدي إلى انهيارها وتغذية التضخم”.

وفي سياق آخر، أكدت المصادر الفرنسية المطلعة أنّ “باريس على علم بأنّ دول الخليج، وفي طليعتها المملكة العربية السعودية، ما زالت على علاقة وثيقة برئيس الحكومة السابق سعد الحريري وكل ما يقال عن تخليها عنه غير صحيح”، مشيرةً إلى أنّ “تحرك الحريري منذ اندلاع الثورة الشعبية كان عاقلاً وعكس نضوجاً سياسياً، والسعودية بخلاف ما أثاره البعض لم تكن تقف وراء تحركات بهاء الحريري ولا أشرف ريفي، بل هي كما عدد كبير من أعضاء الأسرة الدولية ترى أنّ الحكومة اللبنانية الحالية مقيّدة كلياً من “حزب الله” وبالتالي لن تتمكن من القيام بتنفيذ أي إصلاح يتيح لها تلقي المساعدة من دول مجموعة دعم لبنان ومن بينها السعودية”.