IMLebanon

ماكرون يرفض زيارة لبنان والعقوبات الأميركية قد تُصبِح دولية

الجرح ينزف باستمرار، ولكن الطبيب يضع “السبيرتو” الى جانبه، خوفاً من جَعْل المريض يشعر بالوجع. ولكنّه (الوجع) آتٍ لا محالة، مهما طالت مدّة تأجيل الشّعور به.

فإذا كانت الإصلاحات من أبرز النّقاط التي تدفع الى “اشتباكات” سياسية في الدّاخل اللبناني، سواء بين أحزاب هي على خصومة سياسية في ما بينها، أو بين أطراف “متحالفة” ولو نظرياً. وإذا كانت الحكومة اللّبنانيّة “تشرحط” أيامها ولياليها، فيما لا إمكانيّة لإجراء أي تغيير حكومي لأن البديل غير جاهز، على الطريقة اللّبنانية، إلا أن البلد في ورطة كبيرة، بات الخروج منها صعباً جدّاً.

فالحكومة غير قادرة على المضيّ في طريق الإصلاحات، لأسباب سياسية واستراتيجيّة معروفة، فيما المجتمع الدّولي يركّز على ذلك كشرط، وهو ما برز بوضوح في البيان الذي وزّعته بعثة الإتّحاد الأوروبي أمس، حول “مؤتمر بروكسيل” الرابع، والذي جاء فيه أن الإتحاد الأوروبي شدّد على استعداده للعمل، في شكل بنّاء، “مع حكومة لبنانية ملتزمة بتنفيذ الإصلاحات الهيكلية، وتحسين نظام الحوكمة”.

فاشلة

رأى مصدر مُطَّلِع أن “الحكومة باتت فاشلة في نظر المجتمع الدولي على مستويات عدّة، أبرزها حديث رئيسها (حسان دياب) عن إنجاز 97 في المئة من بيانه الوزاري، فيما لا إصلاحات على الأرض، ولا شيء على مستوى ملف الكهرباء، وبموازاة أن حكومته أخذتنا الى أزمات على مستوى المحروقات والخبز والطحين والدولار، دون أن يصدر أي قرار حكومي يطمئن الناس، قبل المجتمع الدولي”.

وأشار في حديث الى وكالة “أخبار اليوم” الى أن “حكومة رئيسها يغيب عن السّمع، ووزير التربية فيها لا يعرف ماذا يفعل منذ اللّحظة الأولى لتوزيره، ووزيرة الدفاع فيها لا موقف لديها من كلّ التطورات التي تحصل، فيما وزير الإقتصاد يخرج كل يوم بما يخالف تصاريح سابقة له، هي (حكومة) فاشلة داخلياً، فكيف لها أن تنجح في التعاطي على المستوى الخارجي، ومع المجتمع الدولي؟”.

وقال:”ثقة المجتمع الدولي كانت واضحة جدّاً منذ مؤتمرات “باريس 1″ و”باريس 2” و”باريس 3″، وصولاً الى مؤتمر “سيدر”، وهي ترتبط بالإصلاحات التي من دونها لا أموال للبنان. ولذلك، سنذهب الى انهيار أكبر، والى الهيمنة المحورية لمحور “الممانعة” الذي أثبت فشله”.

تنازلات

وشدّد المصدر على أن “المجتمع الدولي يدرك كل تلك الوقائع، ولهذا السبب لم يعبّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن رغبته في أي زيارة للبنان، رغم العلاقات التاريخية بين البلدَيْن، ورغم التعثّر اللّبناني، وذلك بعدما أجّل زيارته التي كانت مقرّرة العام الماضي دون تحديد موعد جديد لها حتى الساعة. فيما فرنسا، وبكلّ ما هو متوفّر من معلومات، لن تتعامل مع لبنان بلا خطة إصلاحية واضحة. والأوروبيون أيضاً تبنّوا الموقف الفرنسي، وهو ما سهّل للأميركيين السّير في هذا الاتّجاه”.

وكشف أن “العقوبات الأميركية قد تُصبح دولية، إذا تبنّاها مجلس الأمن الدولي. والوصول الى تلك الحالة يعني الانهيار اللّبناني الكامل”.

وختم:”حزب الله” يُدرِك كل تلك الوقائع، فيما يعجز عن الردّ على الخروق الجويّة الإسرائيلية اليوميّة، وعلى الغارات الإسرائيلية الوهميّة فوق مناطق الجنوب. كما أنّه يعجز عن التعامُل مع الغارات الإسرائيلية على مواقعه، وعلى المواقع الإيرانيّة، في سوريا. ولكنّ جمهوره سينتفض عليه، وعندها سيُضطَّر الى البدء بتقديم التنازلات”.