IMLebanon

دياب “لن يتزحزح”: كُن مع “الحزب” ولا تبالي!

حكومة حسان دياب.. أتت من العدم ووجودها كعدمه، لا تملك ما تخسره، الناس ضدها وخصومها ضدها ومعظم مكوناتها يتنصلون من وصمة فشلها. الشارع ملتهب تكويه نار الدولار، وليد جنبلاط يصفها بـ”حكومة الإفلاس والجوع التي فقدت الاتصال بالواقع”، إيلي الفرزلي يدعو من بيت الوسط إلى “إلزامية إعادة النظر” بتركيبتها، حتى تغريدة وئام وهاب المحذوفة عبّرت “بمحبة” عن انسداد الأفق أمامها، أما رئيسها فـ «لن يتزحزح» ويتصرّف على أساس “كُن مع حزب الله ولا تبالي” لا تهتز له “شعرة” طالما بقي الحزب ممسكاً بأسنان المشط الحكومي مانعاً انفراط عقده، وكلما استشعر اهتزاز “كرسيّ” السراي من تحته يسارع إلى طرق باب “حارة حريك” مطمئناً، فيأتيه الجواب “لا تخف” لتهدأ فرائسه ويعود إلى لعب دور رئيس الحكومة الصلب المتماسك، إلى درجة لم يتوانَ معها أمس عن ترجمة شعوره بـ”فائض قوة” يخوله استعداء السلك الديبلوماسي الغربي والعربي في لبنان والسير على خطى القاضي محمد مازح في مواجهة السفيرة الأميركية دوروثي شيا، مقابل تشريع أبواب السراي أمام خيار “الاتجاه شرقا” ليترأس ليلاً اجتماعاً وزارياً مع السفير الصيني بحث آفاق التعاون “على جميع المستويات”.

وإزاء المستجدات الأخيرة التي تقاطعت فيها تصريحات الأقربين والأبعدين عند تأكيد قرب أجل هذه الحكومة، سارع دياب وفق ما تنقل مصادر واسعة الإطلاع لـ”نداء الوطن” إلى استمزاج رأي “حزب الله” والوقوف على حقيقة موقفه من هذه التصريحات فكان تأكيد متجدد بأنّ حكومته باقية و”حبلها السرّي” لم ينقطع بعد وما عليه سوى المضي قدماً نحو محاولة إيجاد حلول فورية تخفف الاحتقان الشعبي في الشارع منعاً لتفلّت الوضع، لافتةً الانتباه إلى أنّ تصريح وزير الصناعة عماد حب الله من السراي الحكومي كان خير معبّر عن موقف “حزب الله” الذي لا يزال متمسكاً بحكومة دياب ويؤمن مظلة أمان لها في مواجهة الضغوط التي تتعرض لها.

وعن حركة نائب رئيس مجلس النواب المكوكية بين عين التينة وبيت الوسط وحديثه المتكرر بوجوب استبدال الحكومة، تؤكد المصادر أنّ هذه الحركة هي مرتبطة بمرحلة “انعدام الثقة” التي تمر بها علاقة الفرزلي برئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، موضحةً أنّ الأول “يزكزك” الثاني بهذه التصريحات ويقول صراحةً في مجالسه: “جبران عم يلبط فييّ”، نافيةً صحة ما يتم تداوله عن كون الفرزلي يعبّر في مواقفه الحكومية عن رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي لم ولن يخرج عن الخط الحكومي الاستراتيجي الذي يرسمه “حزب الله” في هذه المرحلة.

وإذا كان أكثر ما أقلق دياب أمس هو حديث الرئيس سعد الحريري لأول مرة عن “شروط” يضعها على الطاولة لإمكانية قبوله بالعودة إلى ترؤس الحكومة، أشارت المصادر إلى أنّه سرعان ما اطمأن إلى ما سمعه لدى استفساره عن الموضوع لناحية تأكيد المعنيين جازمين بأنّ رئيس الجمهورية لن يقبل تحت أي ظرف بأن يوقع على مرسوم تأليف حكومة يرأسها الحريري لأنه سيكون بذلك يوقع على مرسوم “نهاية عهده” بيده، كاشفةً أنّ عون يسعى بموازاة ذلك إلى قطع الطريق على أي إمكانية لقبول قوى 8 آذار بشروط عودة الحريري من خلال محاولات يقوم بها مستشاره سليم جريصاتي لاستشراف البدائل المتاحة للحكومة الحالية في حال وصلت هذه الحكومة إلى حائط مسدود وسقطت تحت ضغط الشارع، وهو في هذا السياق أوفد جريصاتي منذ مدة للاجتماع مع الرئيس نجيب ميقاتي لـ”جس نبضه” إزاء إمكانية قبوله بترؤس حكومة سياسية تضم باسيل، فجاءه الجواب بأنّ ميقاتي غير مستعد للخوض بهكذا طرح وأنه لن يخرج من تحت عباءة قرار رؤساء الحكومات السابقين.