IMLebanon

فرنسا تعيد تسويق الحريري رئيساً وبري ممثلاً للحصة الشيعية

كتبت منال زعيتر في “اللواء”:

كل القوى اللبنانية والدولية تعزف على نغمة تطيير حكومة حسان دياب… تعددت الروايات كما الاهداف وراء الدعوة والاصرار على تغييرها، ولكن هناك ثابتة اساسية لا يمكن لواشنطن وحلفائها تجاوزها وعنوانها ان الثنائي الشيعي والقوى الداعمة له داخليا ودوليا لن يفاوضوا حول اية حكومة لتخلف حكومة دياب اذا كان احد الشروط استثناء حزب الله من المشاركة فيها حتى لو وصل سعر صرف الدولار الى ١٠٠ الف ليرة وزادت الضغوطات على لبنان بكل اشكالها السياسية والاقتصادية والامنية…

وعليه، اكدت مصادر مؤثرة في ٨ آذار  ان حكومة دياب ما زالت وستبقى موجودة وبدعم كامل من الثنائي الشيعي حتى ايجاد بديلة بشروط الثنائي ومشاركة الحزب… من هنا يمكن الجزم ان بدء التفاوض الجدي لايجاد اخراج مناسب لاقالتها والبحث عن البديل يبدأ من هذه النقطة، وكل طرح خلاف ذلك مرفوض.

وبصريح العبارة، قالت المصادر، ان الفرنسيين وبعد فشل مبادرتهم الاولى في ابرام تسوية حكومية على شاكلة التسوية العراقية، بدأوا جديا طرح مبادرة جديدة بتأييد «عربي- اميركي» قوامها اعادة تسويق الرئيس سعد الحريري لترؤس حكومة جديدة «تكنو-سياسية» على ان يمثل الرئيس نبيه بري حزب الله في الحكومة ولكن شرط توزير شخصيات شيعية غير محسوبة على الحزب بشكل مباشر.

وعلى ما يبدو فان فرنسا اعادت طرح تكليف الرئيس نبيه بري تمثيل الوزراء الشيعة في الحكومة الجديدة على اعتبار ان هذا الطرح لا يستفز الحزب ويمكن ان يشكل مخرجا لاعادة ترتيب الوضع الاقتصادي في لبنان.

ومن الشروط المطروحة ان تكون الحكومة انتقالية بمعنى ان تؤسس لاجراء انتخابات نيابية مبكرة وان تلتزم في مرحلة اولية تطبيق قانون قيصر بما لا يضر مصالح لبنان، والاهم من ذلك التزام الحكومة الجديدة بايقاف مخطط التوجه اللبناني شرقا.

ولكن تقدم المفاوضات حول الطرح الفرنسي الجديد لا يعني ان الامور ايجابية، فالملف شائك بشكل كبير والثنائي الشيعي يرفض بشكل كامل خوض اية مفاوضات مشروطة مع الفرنسيين تضر بمصالح لبنان او تشكل طعنا لسوريا او تطبيقا للاملاءات الاميركية فيما خص ترسيم الحدود البحرية والبرية مع فلسطين المحتلة، عدا ان الثنائي ابلغ الفرنسيين عدم موافقته بشكل نهائي على مناقشة طرح ترسيم الحدود البرية مع سوريا او  وضعها تحت رقابة الامم المتحدة.

اكثر من ذلك، فان الثنائي الشيعي لن يفاوض تحت الضغط، او بمعنى اوضح فانه ابلغ الفرنسيين ان حكومة دياب باقية ولن يتم اسقاطها قبل التفاهم بشكل كامل حول تفاصيل الحكومة الجديدة من اسم الرئيس الى الوزراء والبيان الوزاري والبرنامج الاقتصادي للحكومة البديلة.

وبموازاة العمل خلف الكواليس على التفاهم حول الحكومة الجديدة، اكدت المصادر ان هناك مبادرة يجري العمل عليها لمصالحة الحريري ورئيس التيار الحر جبران باسيل، واشارت المصادر ان هناك اكثر من طرف يعمل على تقريب وجهات النظر بين الرجلين ومحاولة ابرام اتفاق بينهما على قاعدة «لا غالب ولا مغلوب»، لافتة في هذا السياق الى وجود مصلحة للطرفين في التفاهم مجددا.

وفي هذا السياق، كشفت المصادر عن تطورات ايجابية سجلت في الساعات الاخيرة، ولكن وكما يقال تبقى الامور بخواتيمها.