IMLebanon

بعد كورونا.. أكل الصينيين للقوارض ينشر الطاعون

أثار إعلان السلطات في مدينة بيان نور بمنطقة منغوليا الداخلية الصينية، تحذيرا الأحد، بعد يوم من إبلاغ مستشفى بحالة يشتبه بأن تكون طاعونا دبليا، المخاوف من هذا المرض الذي أصبح تفشيه في العصر الحديث نادرا.

وأصدرت لجنة الصحة في المدينة هذا التحذير من المستوى الثالث وهو ثاني أقل تحذير في نظام يتضمن أربعة مستويات.

ومنعت اللجنة صيد وتناول الحيوانات التي قد تكون حاملةً للطاعون، لا سيما المرموط، حتى نهاية العام، وحضت السكان على الإبلاغ عن وجود أي قوارض مريضة أو ميتة.

ويطلب من الناس الإبلاغ عن أي حالات يشتبه بأنها طاعون أو ارتفاع في درجات الحرارة دون أسباب واضحة.

ويأتي هذا التحذير بعد الإبلاغ عن أربع حالات إصابة بالطاعون في منغوليا الداخلية في تشرين الثاني من بينها حالتا إصابة بالطاعون الرئوي، وهو سلالة قاتلة من الطاعون، حسبما ذكرت “رويترز”.

وكان الطاعون في الماضي من أكثر الأمراض فتكا في تاريخ البشرية، إلا أنه بات اليوم قابلا للعلاج بسهولة بالمضادات الحيوية.

ما هو الطاعون الدبلي؟

يعد الطاعون مرضا معديا مميتا إذا لم يتم علاجه، وينتج عن بكتيريا يطلق عليها اسم “يرسينيا”، تعيش في بعض الحيوانات وخصوصا القوارض والبراغيث، وفق ما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” .

ويمثل “الطاعون الدبلي” النوع الأكثر شيوعا للمرض الذي تصاحبه أعراض كتورم العقد اللمفاوية في مناطق الفخذين والإبطين والرقبة، وتكون مؤلمة، وتتطور بشكل متسارع في الأسبوع الأول بعد الإصابة.

ويشير موقع “مايو كلينيك” الطبي، إلى أن أعراض المرض قد تتضمن أيضا الحمى والقشعريرة، بالإضافة إلى الصداع والتعب وآلام في العضلات.

كذلك قد يؤثر هذا الطاعون على عمل الرئتين، الأمر الذي يسبب سعالا وآلاما بالصدر وصعوبة في التنفس.

وفي بعض الحالات، تدخل البكتيريا إلى مجرى الدم وتسبب “إنتانا” أو “تسمما”، يمكن أن يحدث تلفا في الأنسجة، وفشلا في الأعضاء.

واشتهر هذا النوع من الطاعون في العصور الوسطى بـ”الموت الأسود”، في إشارة إلى اللون الأسود للغرغرينا الذي قد يرافق المرض ويتسبب بموت أجزاء من الجسم مثل أصابع اليدين والقدمين.

وبحسب الدراسات الطبية، فإن أعراض الإصابة بالطاعون تظهر خلال مدة تتراوح بين اليومين إلى ستة أيام.

كيف ينتقل؟

يمكن للشخص أن يلتقط العدوى بهذا الطاعون من لسعات البراغيث الحاملة للمرض، وكذلك لمس الحيوانات المصابة به كالجرذان والفئران.

كما ينتقل المرض من خلال استنشاق قطرات صادرة عن جهاز تنفسي لشخاص أو حيوان مصاب بالطاعون.

ويحذر الخبراء من أن هذا الطاعون قد تصاب به القطط والكلاب إن تعرضت للسعات البراغيث، أو أكلت قوارض مصابة به.

وأخيرا بمقدور الطاعون أن ينتقل من جسد شخص متوفى لأولئك الذين يتعاملون مع الجثة كمن يحضرونها مثلا للدفن.

ما هو العلاج؟

يعتبر العلاج الفوري بالمضادات الحيوية أمرا بالغ الأهمية، علما أن المرض غالبا ما يكون قاتلا في حال إهماله.

ويساهم التشخيص المبكر في علاج المرض، كما أنه من الضروري أيضا إخضاع المريض الذي يشتبه بإصابته بهذا الطاعون للفحوصات التي تشمل اختبارات الدم بالدرجة الأولى، وأخذ خزعات من مناطق معينة من الجسم.

أخبار جيدة

رغم تخوّف كثيرين من احتمال تفشي “الطاعون الدبلي” وخصوصا أن العالم لا يزال يواجه جائحة “كوفيد-19″، إلا أن العلماء يتوقعون أن يكون تفشيه حتى وإن حدث على نطاق محدود، إذ لا يزال المرض موجودا أصلا في بعض البلدان مثل الكونغو ومدغشقر.

ويرى الباحثون ومنهم استشاري الأحياء المجهرية بجامعة ساوثهامبتون بإنجلترا، ماثيو درايدن، الذي يعتقد أن اكتشاف “الطاعون الدبلي” والإبلاغ عنه بسرعة مهم لعزله وتفادي انتشاره والقضاء عليه.

وقلّل درايدن من خطورة الطاعون مقارنة بفيروس كورونا المستجد قائلا: “الطاعون مصدره بكتيريا بخلاف كوفيد-19، وهو قابل للعلاج بسهولة بالمضادات الحيوية، كما أن معدل الإصابات المنخفض به لا يبعث على القلق”.