IMLebanon

أزمات خانقة تطال كل مادة تُهرَّب الى خارج الحدود

كتب أنطون الفتى في وكالة “أخبار اليوم”:

 

يبدو أن اللّبنانيّين سيشتهون كلّ مادّة تُهرَّب الى خارج حدودهم، وسيُعانون من أزمات تتعلّق بشحّها أو ربما نفادها بالكامل، في شكل أزمات رهيبة.

فعلى غرار الدولار الذي يخضع لصراع سياسي أوّلاً وأخيراً، بدأ اللّبنانيون يعانون من ارتفاع في سعر ربطة الخبز، وذلك بسبب عدم إيجاد الخواتيم النهائية السّعيدة والكاملة لمسألة تهريب الطحين. بالإضافة الى أزمة مازوت، تبدو سياسية أكثر من أي شيء آخر، على غرار الدولار والخبز. فلو كانت أزمة المحروقات تقنية فقط، كيف يُمكن للتوقّعات المرتبطة بما يُمكنها أن تصل إليه، سوداء في الصباح، فيما تعود التطمينات الى الواجهة من جديد، في المساء؟ وكيف يُمكن تأمين ضخّ المادة من جديد، لبعض الإستعمالات الضرورية (وهذا طبيعي وصحيح وواجب)، بسحر ساحر، وبوفرة، لو أن المادّة شبه مفقودة بالكامل، كما يوحي بذلك البعض؟

الحلقة تضيق أكثر. وإذا كنّا نعيش حالياً تطايُر رسائل سياسية تتمظهر بانقطاع كبير للكهرباء، فإن تلك الأمور عشناها في أوقات سابقة. ولكن ماذا لو وصلنا الى مرحلة اللّاعودة اليوم أو مستقبلاً، في هذا الإطار، انسجاماً مع حدّة الأزمة الحالية، والتي لا مجال للاكتفاء بمساومات بسيطة في شأنها؟

فماذا لو تمّ إيصالنا الى مرحلة الافتقاد الكامل والتامّ، لكلّ ما يُمكن تهريبه من لبنان؟

فوضى كاملة

رأى عضو تكتّل “الجمهورية القوية” النائب وهبه قاطيشا “أنّنا نتّجه الى الانهيار الكامل، إذا كان المسؤول في الدولة لا يريد أن يشعر بأنه فشل. فمنظومة الحكم فشلت، وإذا لم تُقرّ بذلك، وقرّرت الاستمرار بالتحكّم في مصير البلد كما يحصل الآن، فهذا يعني أنّنا ذاهبون نحو الفوضى الكاملة”.

وأوضح في حديث الى وكالة “أخبار اليوم” أن “الفوضى الكاملة تعني غياب قُدرَة السلطة على ضبط أي شيء، على أي مستوى كان، إذ لا أحد سيسمع لينفّذ أصلاً، في تلك الحالة”.

وأضاف:”التحكُّم بلقمة عيش الناس، وبمعيشتهم الى هذه الدّرجة، وبما فيهم فئة العسكريين، يوصل الى الفوضى الكاملة. وهو ما يتوجّب تداركه سريعاً”.

تدريبات

وردّاً على سؤال حول المخاوف الأمنية، والحديث عن تدريب عناصر وتمويلها، أجاب قاطيشا:”لماذا لا يقدّم الفريق الحاكم الأدلّة الحسيّة على تلك الأنشطة؟ ولماذا لا يقمعها طالما أن الدولة في يده؟ ولماذا لا يوضِح بدقّة من أين تأتي تلك الأموال، والى أيدي من تذهب؟”.

وتابع:”أين هي معسكرات التدريب؟ ومن هي العناصر التي يتمّ تدريبها؟ فلا أثر واضحاً لمثل تلك الأمور في المناطق التي يُمكن أن تحصل فيها تدريبات، مثل عكار والضنية والبقاع. وبالتالي، فإن هذه المعلومات تبثّها مجموعات من الفاشلين، تنتمي الى منظومة الحكم، بهدف تبرير الفشل فيه (الحكم)، بموازاة السّعي الى الحفاظ على السلاح غير الشّرعي ونشاطه في لبنان”.

وقال:”يتمّ تسويق تلك الأمور تماماً مثلما قيل خلال سنوات سابقة إنهم حاربوا تنظيم “داعش” ودحروه، فيما هو من صنعهم، وصنع النّظام السوري الذي يتحالفون معه، إذ لم توجد عناصر “داعشية”، ولا مرّة، لا في بيروت ولا في صيدا ولا في طرابلس”.

مثل سوريا

وعمّا يُمكنه أن يحصل إذا بقي الفشل في ضبط التهريب على حاله، رأى قاطيشا أن “الطغمة الحاكمة فشلت في التعاطي مع “صندوق النّقد الدولي”، إذ إنّها لم تنفّذ شيئاً ممّا هو مطلوب منها في إطار الإصلاحات وضبط الحدود، وحتى على مستوى الإصلاحات الإدارية”.

وختم:”كلّ الإخفاق الحاصل سيجعل أوضاع لبنان في النّهاية مشابهة لأوضاع سوريا، في شكل تامّ، حيث راتب العميد السوري في الحضيض، وحيث لا معنى للّيرة الوطنية، خصوصاً أن لا إنتاج لدينا يأتي لنا بالدولارات من الخارج. ومن هنا، يتوجّب الإسراع في تدارُك كلّ ما يحصل، خصوصاً أن كلّ الألاعيب الماضية انتهت”.