IMLebanon

الحجار: تحركات الحريري للمحافظة على هوية البلد

كتبت كارول سلوم في “اللواء”:

ما ان تحرك رئيس الحكومة السابق سعد الحريري في اتجاه بكركي ومطرانية بيروت للروم الأرثوذكس حتى انطلقت قراءات عن هدف زيارتيه المتزامنتين مع مواقف نارية اطلقت سواء من البطريرك بشارة الراعي حول حياد لبنان ودعوته رئيس الجمهورية لفك الحصار او المتروبوليت الياس عودة بشأن الوضع الراهن وانتقاده للمسؤولين مع العلم ان المعلومات تشير الى ان مواعيد الرئيس الحريري مع كل من البطريرك الراعي والمطران عودة كانت محددة سابقا.

والواضح ان الرئيس الحريري لا يفوت مناسبة اللقاء بالمرجعيتين في كل مرة تدعو الحاجة الى ذلك دون إغفال الصداقة التي تربطه بهما على ان ما يجدر التوقف عنده هو التقاؤهم على ادانة ما يجري في لبنان على صعيد الأوضاع المعيشية واداء الحكم بحسب ما يؤكده مقربون من الحريري.

وفي حديث مع «اللواء» يتحدث نائب كتلة المستقبل محمد الحجار عن هذا التحرك وملفات الساعة فيقول ان «الرئيس الحريري زار كلا من البطريرك الراعي والمطران عودة وقبلهما ايضا التقى مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان ومفتي زحلة والبقاع الشيخ خليل الميس على ان القاسم المشترك لهذه الزيارات هو البحث في كيفية مواجهة الأزمة التي يتخبط بها البلد معيشيا ونقديا وماليا في الوقت الذي تعاني الحكومة الحالية من قصور في المواجهة وتردد فضلا عن مشاكل في ما بينها كما في تقاربها مع المجتمعين الدولي والعربي».

ويلفت الحجار الى ان «ما يجمع هذه القيادات هو النظرة الى الاعتدال كنهج والحوار كوسيلة للتواصل كما ان صوتها مسموع لدى المواطنين وهي تطالب بالإصلاحات ونأي لبنان عن الصراعات الاقليمية والمحافظة على موقعه مؤكدا ان عنوان تحرك الحريري هو المحافظة على طابع البلد السياسي والاقتصادي والعمل على منع تهجير اللبنانيين»، ويؤكد ان «البطريرك الراعي حريص على علاقة لبنان مع محيطه العربي ويريد ان ينأى البلد بنفسه عن الصراعات الإقليمية».

الحريري والتجاوزات

ويشير الحجار الى انه «في خلال اللقاءات التي عقدها الحريري فإن القيادات رفعت صوتها ضد السلطة وتعاطيها اما الكلام الذي أطلقه رئيس تيار المستقبل بشأن وجود مشروع تأميم البلاد من خلال دعوة الأمين العام لحزب الله السيد نصرالله الى اعتماد اقتصاد شبيه باقتصاد ايران والذي يريده حزب الله والقوى المتحالفة معه لو انها تنكر ذلك فإنه امر لا يقبل به الحريري الذي يعبر عن مواقف حادة حيال اي تجاوز او تعد على دور لبنان ونظامه وحقوق الناس.

ويؤكد انه «إذا كان التيار الوطني الحر يدعم الاقتصاد الحر كما يقول فعليه ان يترجم هذا الأمر ويبذل جهدا للمحافظة على هذا التوجه»، مشددا على ان «الفرصة التي تحدث عنها الحريري لإخراج البلد من ازمته تتمثل بتلبية مطلب الإصلاحات»، داعيا الحكومة الى تغيير مقاربتها وأن تتجه نحو الأفعال والقرارات بدلا من التباطؤ، والى الاقلاع عن الكلام الذي تردده «اي ما خصنا وما خلونا».

«غجر استفزني»

ويؤكد الحجار ان كلام وزير الطاقة والمياه ريمون غجر وهو صديق له استفزه «خصوصا في اشارته الى انه في حال تم تعيين الهيئة الناظمة لا نمنحها صلاحيات»، سائلا «هل ان المقصود بال training وجود أشخاص خبراء لتدريب الآخرين، وهل ان المطلوب تحويل الهيئة الى مؤسسة استشارية القرار فيها للوزير»، مكررا ان «الكهرباء هو البند الإصلاحي الذي يطالب به صندوق النقد الدولي».

وعن توظيف الحريري علاقاته لمساعدة لبنان، يشير الحجار الى ان «الحريري قالها لدى استقالته بأنه في اي موقع كان سيوظف كل امكاناته لانقاذ البلد، انما كيف سيساعد اذا كانت الحكومة غير قادرة على مساعدة نفسها، ومن يملك القرار في الحكومة لا يفعل شيئا»، داعياً «حزب الله الى تقديم تنازلات لمصلحة الوطن وتغيير سلوكه والكف عن التصفيق للحوثيين في حربهم ضد المملكة العربية السعودية»، ويسأل «كيف نطلب من المملكة مساعدتنا عند هذه الحالة؟».

لا معارضة موحدة

ويشدد على ان «الحريري أكد ان لديه شروطه للعودة الى رئاسة الحكومة»، واعرب عن اعتقاده انه «ما لم تتبدل الظروف التي أملت عليه الاستقالة فلن يعود، والأمر مستبعد لأن شروطه مستحيل تحقيقها في ظل الوضع الحالي ولا يمكنه العودة الى رئاسة الحكومة بالمضمون نفسه». وقال: «صحيح ان الخلاف استراتيجي بين المستقبل وحزب الله، لا سيما في موضوع التدخل بالشؤون العربية، انما القرار متخذ بربط النزاع ولا نريد خلافا سنيا شيعيا والفتنة خط احمر لا نقبل بها تحت اي ظرف كان».

وإذ يقر ان «المعارضة غير موحدة، انما هناك رؤية واحدة بين اطراف فيها حول اداء الحكومة والمطالبة بالإصلاحات»، يؤكد ان «هناك تباينات في ما بينهم لا بد من ان تعالج وهي تتصل بالمرحلة الماضية»، معلنا «ضرورة التواصل ضمن قواعد الحوار المطلوب وهناك تواصل بين المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي كما مع حزب الكتائب ولا بد من تصحيح العلاقة مع القوات اللبنانية». ويقول ان «حال الموالاة ليست أفضل فهناك تباينات بين أطرافها، ونحن في علاقة جيدة مع الرئيس نبيه بري الذي يدرك حساسية الوضع ونحن معه في خط واحد لدرء الفتنة كما ان هناك تواصلا مع تيار المردة».

ويتحدث الحجار عن مؤتمر تيار المستقبل المقبل الذي يشهد تغييرات ونفسا جديدا تحت متابعة مباشرة من الحريري نفسه.

الصايغ: التوجهات نفسها

اما مستشار الرئيس الحريري الدكتور داود الصايغ فيؤكد لـ«اللواء» ان «الأصوات التي رفعها البطريرك الماروني والمتروبوليت عودة تتوافق مع ما أعلنه الحريري منذ فترة معلنا ان الظرف الدقيق حتم هذه اللقاءات».

وعما إذا كان هناك من تعاون مستقبلي بينهم لمواجهة الوضع يقول الصايغ ان «لرجال الدين سلطة معنوية واللقاءات معهم تريح الأجواء، لا سيما ان أصوات القيادات الدينية مسموعة لدى المواطنين»، ويشير الى ان «الحريري ومما له من علاقات يساعد لبنان انما لا بد من التوقف عند كلام وزير خارجية فرنسا الذي رفع سقفا عالياً في كلامه».

ويدعو الصايغ الى «استذكار صورة قصر الصنوبر لدى اعلان دولة لبنان الكبير عندما جلس المفوض السامي غورو يحيط به البطريرك الماروني الياس الحويك ومفتي بيروت مصطفى نجا».