IMLebanon

الراعي: “الحزب” يُهيمن على الحكومة

أشار الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الى انه “يوجد نوع من هيمنة من حزب الله على الحكومة وعلى السياسة اللبنانية بسبب الدخول في حروب وأحداث عربية ودولية، لبنان لا يريدها بالأساس. وهذا خلق مشكلة أزمة سياسية كبيرة أزمة اقتصادية ومالية ومعيشية حادة للغاية يعيشها اللبنانيون”، لافتاً الى ان “الحكومة لا تستطيع أن تقوم باي مبادرة لأنها تجد الصعوبات من داخلها، لان الذين أتوا بها هم الذين يعرقلون عملها”.

وقال الراعي في مقابلة لـ”فاتيكان نيوز”: “لا يمكن البقاء في ذلك، لبنان في الأساس هو كما أراده البطريرك الحويك دولة مدنية تفصل بين الدين والدولة، ثم أتى الميثاق ١٩٤٣ يقول نريد أن نعيش معا لبنانيين مسلمين ومسيحيين من دون أي عداوة للشرق أو للغرب، وأتى اتفاق الطائف ١٩٨٩ ليكرس هذا الميثاق. لكن بعد ذلك صارت إنحرافات. نحن نقول اليوم من أجل خير كل اللبنانيين دون استثناء لا خلاص للبنان الا بإعلان نظام الحياد الفاعل والحياد الإجابي الملتزم”.

وتابع الراعي “وهذا يخرجنا من هيمنة اي فئة من أي جهة لبنانية ويخرجنا من نزاعات وصراعات سياسية أو عسكرية إقليمية أو دولية. هذا النظام الحيادي الفاعل والمفيد يعني ان يكون لبنان فاعلا وملتزمًا في الدفاع عن قضايا السلام وعن الاستقرار في المنطقة وعن قضية الشعوب وعن القضية الفلسطنية وعن قضايا العرب من دون أن يدخل في أحلاف سياسية أو أحلاف عسكرية ويلعب دوره التاريخي كجسر ثقافي وتجاري بين الشرق والغرب”، مضيفا “هذا الواقع اللبناني اليوم مهدد لاننا اليوم متروكون من البلدان العربية وخاصة الخليج ومتروكون من أوروبا وأميركا لأن الجميع يقول لا نستطيع أن نساعد لبنان لأننا بمساعدة لبنان نحن نساعد حزب الله، لانه يسيطر على البلاد. نحن نقول إننا لسنا ضدد حزب الله لكننا نريد أن نعيش سوية بمساواة وببناء مجتمعنا اللبناني ولا حل الا باخراج لبنان من هذه الأحلاف السياسية والعسكرية مع اي دولة ويكون لبنان بذلك دولة حيادية فاعلة ومفيدة من أجل السلام والإستقرار وحقوق الشعوب. هذا ما نحن نعمل من أجله فكانت ردة الفعل العارمة في لبنان وكأنهم وجدوا بابًا للخلاص لهذه الأزمات التي نعيشها”.

وردا على سؤال حول الآلية التي يجب اتباعها من أجل هكذا حياد، قال الراعي: “نحن نستمر في بحث هذا الموضوع مع القيادات اللبنانية والشعب اللبناني ثم مع سفراء الدول، ثم مع الكرسي الرسولي، حتى يصل هذا الأمر الى الأمم المتحدة دولة أو دولتين أو أكثر من الدول التي تشكل مجلس الأمن، الدول الستة. يكفي أن دولة واحدة أم اثنين تقدم اقتراح الى الأمين العام مع لبنان ليكون لنا نظام الحياد الايجابي والفاعل. الأمين العام يطرح على التصويت. هذه هي الآلية داخلية واقليمية ودولية. ونحن نعول على دور الكرسي الرسولي الفاعل في هذا الموضوع”.

وعن الجهات الدولية التي أعلنت عن نيتها في مساعدة الدولة اللبنانية شرط أن تطبق هذه الأخيرة الاصلاحات، اوضح الراعي: “هذا ما نحن نردده في عظة الأحد، في كل مناسبة وفي نداء الأساقفة الشهري ننادي بالإصلاحات وفي رأسها الفساد. وهذا ما يطالب به العالم كله ومؤخرًا كما ذكرت انت وزير خارجية فرنسا. لكن الحكومة لا تستطيع أن تقوم باي مبادرة لأنها تجد الصعوبات من داخلها لان الذين اتوا بالحكومة هم الذين يعرقلون عملها، ويا للأسف. والحكومة تتألم من ذلك ونعرف هذا من الداخل. نتأمل الفرج”.

وعن مكافحة حالات الجوع والفقر والبطالة المتفاقمة، قال الراعي: “نحن أنشأنا في بكركي لجنة إغاثة شارك فيها كل المطارنة والرؤساء العامين شاركت فيها كاريتاس لبنان والبعثة الباباوية ومار منصور دي بول والصليب الاحمر وما في ذاتها من المؤسسات الإنسانية اللبنانية، ونظمنا شبكة تغطي كل الأراضي اللبنانية ونتبادل المعلومات بشكل ان البرنامج هو ألا تموت عائلة جوعًا، وهكذا استطعنا ان نؤمّن المساعدات الطبية وبعض الأحيان المادية على كل الأراضي اللبنانية. لكن هذا لا يحل المشكلة الاساسية، يوجد نصف الشعب اللبناني في حالة بطالة وحالة الجوع”.

وتابع “نحن نساعد العائلات التي ليست لها اي مدخول لكي لا تموت جوعًا. فنأمل أن تنتهي المشكلة السياسية التي اذا حلت المشكلة السياسية تحل حتماً المشكلة والأزمة الإقتصادية والمالية والمعيشية. وهنا أود أن أحيي كل الذين من لبنانيين وغير لبنانيين، مؤسسات وأفراد، يساعدون في المال والغذاء من أجل هذا الإغاثة والحمد لله أننا نجد العدد الكبير من المتهمين والمحسنين أكان من مؤسسات أو من أفراد ونتكل على فعل المحبة”.