IMLebanon

باريس قلقة: البلد أسير هيمنة “الحزب” والحكومة أظهرت عجزها

كتبت رندة تقي الدين في صحيفة نداء الوطن:

أوضح مصدر ديبلوماسي فرنسي لـ”نداء الوطن” أنّ “زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت يوم الأربعاء ستكون مناسبة جديدة للتكرار وبقوة، مشاعر قلق الفرنسيين ودعوتهم الحكومة لاقرار الإصلاحات، والتأكيد أنّ المخرج الوحيد من الأزمة هو أن يقبل لبنان بإعادة هيكلة اقتصاده مع صندوق النقد الدولي على أن تكون مواقف المسؤولين اللبنانيين موحدة”.

فقد اعتبر مسؤولو الصندوق، حسب المصدر الديبلوماسي، أنّ خطة الإنقاذ الحكومية صالحة لتكون أساس برنامج عمل وكانت باريس رحبت بوضعها كأساس للعمل ولكن كل ذلك تعطل، إذ رأى المصدر ان الصندوق يريد معرفة قيمة الخسائر المالية بدقة، ثم يناقش كيفية توزيعها واستيعابها ووضع قيود على خروج رؤوس الأموال، ولكن هذه النقاط لم تشهد تقدماً بين الدولة اللبنانية والصندوق لان التعطيل سياسي.

وقال المصدر إنّ “من بين شروط إعادة هيكلة الاقتصاد اللبناني، ضبط الاقتصاد غير الشرعي ووقف التهريب عبر الحدود والسيطرة على عائدات المرفأ. فالوزير الفرنسي سيقول مجدداً إنّ الحل للبنان هو عبر التفاوض الضروري مع صندوق النقد وتنفيذ الإصلاحات المطلوبة. كما سيركز على ضرورة النأي بالنفس عن أزمات المنطقة، وهو تعهد عبّر عنه نص بيان بعبدا وأعيد التأكيد عليه في المؤتمر الدولي لدعم لبنان الذي جرى في كانون الأول الماضي في باريس، حيث أكدت الأسرة الدولية على مبدأ النأي بالنفس وعلى أنّ الجيش اللبناني هو المسؤول عن القوة الشرعية في البلد، وعندما ينفذ “حزب الله” سياسة خارجية بنفسه خارج الدولة اللبنانية فهذا يعني خرقاً لمبدأ النأي بالنفس الذي لم يطبق يوماً، ما أدخل البلاد في سياسة المحاور، وهذا ما ندد به البطريرك الراعي في كلامه الأخير”.

وتابع المصدر إنّ “الوزير الفرنسي سيقدم دعماً مهماً للمدارس اللبنانية المرتبطة بالشبكة الفرنسية خصوصاً وأنّ باريس قلقة جداً على مستقبل لبنان، ولذا قرر لودريان القيام بهذه الزيارة للتشديد على ضرورة التقدم في الإصلاح لأن الأمور معطلة بنظر باريس والحكومة أظهرت أنها عاجزة”.

ورأى المصدر أنّ “ما قاله البطريرك الماروني بشارة الراعي عن ضرورة حياد لبنان ينبع من سلطته المعنوية وما يعيشه ويراه في بلد يغرق في أزماته، من دون أن يتمكن المسؤولون فيه من تحديد خريطة طريق تمكنهم من الخروج من الازمة العميقة ولأن البلد أسير هيمنة “حزب الله”.

ويرى البطريرك، حسب الديبلوماسي، أنّ “سياسة المحاور عنصر معرقل يمنع البلد ومسؤوليه من اتباع سياسة تمكنهم من مواجهة الأزمة”، مؤكداً أنّ مواقف الراعي ليست “بإيعاز من أي دولة غربية ولو أنّ الدول الصديقة تشارك البطريرك رأيه، وباريس في طليعتهم”.