IMLebanon

حكومة دياب تحصد تقريع لودريان.. وماكرون لن يزور لبنان

ما خلا الدعم الذي قدمه للمدارس الفرانكوفونية في لبنان، وإعلان تأييد بلاده لحياد البطريرك بشارة الراعي، فإن وزير خارجية فرنسا جان إيف لودريان، لم يحمل معه في زيارته إلى بيروت، سوى عبارات الانتقاد و”التقريع”، لأداء الحكومة اللبنانية وتقاعسها في تنفيذ الإصلاحات التي التزمت بها إلى الدول المانحة، بعدما تبين للفرنسيين، أن شيئاً من هذه الإصلاحات لم يتحقق، لا بل على العكس، فإن رقعة الفساد قد اتسعت، ما زاد في عمق الأزمة حتى وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه من ترد وانهيار على المستويات الاقتصادية والمالية، بحيث أن الوزير الفرنسي لم يعد المسؤولين الللبنانيين، بتقديم مساعدات مالية لإنقاذ البلد من هذا الإنهيار، لا بل أنه رمى الكرة في الملعب اللبناني، جازماً بصريح العبارة أن لا مساعدات للبنان، إذا لم يساعد اللبنانيون أنفسهم، بتنفيذ الإصلاحات التي وعدوا الدول المانحة بها، ولغاية الآن لم يحصل شيء منها .

وأشارت المعلومات المتوافرة لـ”السياسة” من أوساط متابعة لزيارة الوزير لودريان إلى بيروت، إلى أن الانطباعات التي تكونت للوفد الفرنسي من هذه الزيارة، ستكون سبباً أساسياً في تأجيل أو حتى إلغاء زيارة الرئيس إيمانويل ماكرون إلى لبنان، والتي كان وعد القيام بها في وقت لاحق، كموقف اعتراضي على عدم التزام لبنان بواجباته لناحية تنفيذ الإصلاحات التي سبق ووعد بها، وهذا يعتبر ضربة موجعة لمصداقية الموقف اللبنانية تجاه فرنسا والمجموعة الأوروبية

وكشفت مصادر قريبة من بكركي، لـ”السياسة”، أن “البطريرك الراعي الذي تلقى دعماً قوياً من وزير الخارجية الفرنسية لخيار الحياد الذي يطالب به، سوف يستمر في دعوته لتبني هذا الخيار، من خلال التحضير لعقد لقاء حوار وطني، إذا سارت الأمور وفق ما هو مرسوم لها”، لافتة إلى أن “الأصداء الإيجابية للدعوة البطريركية، ستدفع الراعي إلى التمسك بها، لأنها تحفظ مصالح لبنان وتنأى به عن صراعات المنطقة ” .

ولفت عضو كتلة “اللقاء الديمقراطي” النائب مروان حمادة، إلى أن “زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى لبنان مستبعدة اذا بقيت الأمور كما هي”، مُشيراً إلى أن زيارة وزير الخارجية الفرنسية ، “هي زيارة استقصائية بامتياز، وهو أكد في خلالها أن ضمان استمرارية السيادة يكمن بضمان استقرار حدودنا، وهذا يعني أن السيادة هي بواسطة الحياد”.
وشدد حمادة على أن “لا أمل لخروج لبنان مما هو عليه في نمط هذا العهد وهذه الحكومة”.
من جهته، قال رئيس “حركة التغيير” إيلي محفوض، أن “حزب الله يرفض مبادرة البطريرك، لأنها تحرج وضعية الميليشيا وتسحب عنها هويتها الإيرانية، فالسيد حسن نصرالله يتموضع في خانة الإنتماء والإرتماء بالحضن الإيراني، وبالتالي هو مع الانحياز الكلي في مواجهة الحياد، وأي حوار مع فريق مسلح لن يجدي بل سيكون تمييعا وتضييعا للقضية اللبنانية وتحديدا لقضية الحياد”.