IMLebanon

هذا ما قاله لودريان عن “التايتنك”… وهكذا أجاب عون!

كتبت رندة تقي الدين في صحيفة نداء الوطن:

 

 

عزّزت زيارة وزير خارجية فرنسا جان إيف لودريان إلى لبنان قناعته بأنّ السلطة السياسية التي التقاها عاجزة عن القيام بالإصلاحات المطلوبة منها. وأكدت مصادر فرنسية متابعة لنتائج الزيارة التي استغرقت يومين أنّ كلام لودريان للرؤساء الثلاثة “كان أشد قساوة مما قاله علناً”، كاشفةً لـ”نداء الوطن” أنه عندما قال له رئيس الجمهورية ميشال عون إنه سيكافح الفساد أجابه: “أجل، إفعل إذاً”، وسأل: “ماذا عن استقلال القضاء والتعيينات المستقلة والكهرباء حيث يوجد قانون لإصلاح قطاع الكهرباء تم التصويت عليه منذ العام 2002 لكنه لم يطبق حتى الآن، وأين تشكيل الهيئة الناظمة الذي أفرغ من معناه القانوني مع تعديل الجزء المتعلق بتشكيل الهيئة بغية إعادة كل سلطاتها إلى وزير الطاقة؟”.

 

ونقلت المصادر أنّ الوزير الفرنسي أكد لمحاوريه اللبنانيين بصراحة أنهم “لن ينالوا شيئاً لا من فرنسا ولا من غيرها من أعضاء الأسرة الدولية طالما لم ينفذوا الإصلاحات”. وقال لهم بلهجة قاسية: “إن البلد يغرق مثل “التايتنك” وأنتم لا تفعلون شيئاً”. وأشارت المصادر عينها إلى أنّ “الانطباع الذي ساد خلال لقاءات لودريان في بيروت هو أنّ موقف الرؤساء الثلاثة كان دفاعياً تبريرياً يرددون فيه أنهم يريدون تنفيذ الإصلاحات ولكن في الحقيقة لم يقدّم أحد منهم أي إنجاز يُذكر حتى الآن”. وعندما أُعلم باختيار شركة للتدقيق في حسابات المصرف المركزي، كما طلب صندوق النقد الدولي، عشية زيارته لبنان، ردّ لودريان متعجباً: “هل المطلوب إذاً أن أزور لبنان كل أسبوعين كي تتقدّم الأمور”، وأضاف: “ليس المهم اختيار شركة للتدقيق بل تنفيذ القرارات”، مشدّداً للمسؤولين اللبنانيين الذين التقاهم على انتفاء الحاجة لإرسال مبعوثين إلى مختلف الدول الصديقة التي زارها بنفسه وأبلغته: “لا مساعدات للبنان طالما ليست هناك إصلاحات”.

 

وخلال لقائه مجموعة من المعارضين من المجتمع المدني، كان تركيز منها على أن “أركان الدولة والسلطة فاسدون ولا ينبغي أن تقدّم فرنسا مالاً قبل التوصل إلى برنامج مع صندوق النقد. غير أنه ولدى مطالبة أحد المشاركين في اللقاء بمساعدة فرنسية للبنان قبل الاتفاق على برنامج مع الصندوق، حصل خلاف بينه وبين الحاضرين حسمه الوزير الفرنسي متسائلاً: “كيف تطلبون مني أن أكون قاسياً مع السلطات اللبنانية وتريدون في الوقت نفسه أن تساعد فرنسا لبنان قبل الإصلاحات؟”. وتوقعت المصادر الفرنسية المتابعة للوضع اللبناني أن “تحتدم الخلافات أكثر بين لبنان والأسرة الدولية عندما تزداد الأوضاع تأزماً ويبدأ نقص السلع والفيول والبنزين وغيرها من المواد الأساسية المستوردة في البلد”.