IMLebanon

باسيل متخوف من تأثير الحياد على مصالحه

يبدو أن وصفة الحياد لا تلقى صدى إيجابيا لدى رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل وتنمّ إيحاءاته عن تشكيك في دوافع طرحها وفي القدرة على تطبيقها قائلا بهذا الخصوص “الحياد حلم من الأحلام اللبنانية لكنه يحتاج إلى عناصر قوة لحمايته وهذا الأمر يتطلب حوارا حول موضوع حزب الله، وهو ما تحدث عنه تفاهم مار مخايل (2006)، ولكن أنا ضد استعمال الموضوع لاستكمال الحصار على الحزب”.

وقال إن “وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان تحدث عن إبعاد لبنان عن المشاكل، لكن هناك فرقا بين هذا الأمر وبين الحياد الذي يتطلب تعديلا دستوريا، وظروف تكوينه يجب أن نعمل عليها والبطريرك الراعي يدرك أن الأمر لن يتحقق بين ليلة وضحاها”. في المقابل شدد باسيل “طبعا نحن متحفظون حول دور حزب الله في اليمن مثلا والتفاهم بيننا هو حول الأمور المتعلقة بلبنان وليس الشؤون الإقليمية، ولكن دائما نحن مع حزب الله في مواجهة العدو الإسرائيلي”.

موقف باسيل المشكك في دوافع طرح الراعي لمبادرة “الحياد” ولاسيما حينما حذر من استعمالها لاستكمال حصار حزب الله ليس جديدا وسبق أن أوحى رئيس التيار الوطني الحر الأسبوع الماضي بذلك حينما صرح “سويسرا محايدة، لكنها دولة قوية وجيشها من أقوى جيوش العالم وشعبها مسلّح… لا حياد إذا لم تكن الدولة قوية، ولكي تكون كذلك يجب أن تحافظ على كل عناصر قوتها… لا حياد مع الضعف سيدنا”.

وتقول أوساط سياسية إن مواقف باسيل تعكس في واقع الأمر تماهيا مع أجندة حزب الله، وأنه رغم بروز بعض الخلافات والتباينات في بعض المحطات بين الطرفين إلا أن هناك التقاء وتحالفا حول القضايا الجوهرية، كما أنه لا يخفى أن كلا الجانبين يستند على الآخر في معركة البقاء والسيطرة.

وتشير الأوساط إلى أن التيار “الوطني الحر” يرى في وصفة الحياد التي يطرحها الراعي والتي أخذت صدى واسعا داخليا وخارجيا، أنها لا تخدم مصالحه المرتبطة عضويا بحزب الله، ويدرك التيار ورئيسه أن أي هزة يتعرض لها الحزب الشيعي ستؤثر بالضرورة عليه.

وبدا باسيل مناقضا لنفسه في تصريحاته ففيما اعتبر أن بلاده على علاقة طيبة مع الجميع وأنها لا تنضوي ضمن أي محور إقليمي، صرح بأن الاتفاق الأميركي – الإيراني “واقع حتما والمسألة هي متى؟ ورهاننا على صمود لبنان والخروج من الأزمة بتصحيح الاقتصاد والسياسة المالية”.