IMLebanon

كينيات في لبنان يشكين من عنف واستغلال قنصليتهن

كتبت تمارا قبلاوي في الـCNN عربية:

 

ساور غلوريا إحساساً عميقاً بالخوف، عندما خرجت من الشارع الصاخب إلى قنصلية بلادها، فقبل أسابيع، دفعت إلى القنصل الفخري 1500 دولار، ادخرتها على مدار 5 سنوات من عملها كخادمة منزلية في لبنان، لمساعدتها في العودة إلى كينيا.

قالت إنه كان يطلب المزيد من الأموال، لكنها استعدت لمواجهته.

بادرته بالقول: “صباح الخير يا سيدي… لقد جئت لاستعادة أموالي”.

وقالت غلوريا لابنة عمها: “بدأوا بدفعي وضربي ودفعتهم أيضا”، مضيفة: “لقد نعتوني بالعاهرة. شتموا شقيقتي، وقالوا لي أن آكل القاذورات”.

وتحدثت غلوريا لـ CNN، فقالت إن لوحًا زجاجيًا تحطم بعد ارتطام جسدها به، كما رماها القنصل بكأس ماء ممتلئ.

 

اتهامات بالاعتداء الجسدي

وغلوريا، عاملة مهاجرة لا تملك وثائق رسمية، هي واحدة من 7 سيدات قلن إنهن تعرضن للاستغلال أو الاعتداء الجسدي من قبل القنصل الفخري الكيني في لبنان، سيد شالوحي ومساعده قاسم جابر، وكلاهما لبنانيان.

ليندا عاملة منزل أخرى، ادعت في حديثها لـCNN، إن شالوحي، اقترح عليها العمل في الجنس، لادخار رسوم إعادتها إلى الوطن، وأنها عندما لجأت بدلاً من ذلك لتنظيف مكتبه مقابل المال، رفض دفع المال لها.

أما جورجينا ادعت أن القنصل حاول غير مرة إقناعها بممارسة الدعارة، وتم استغلالها مقابل المال.

وقالت ميليندا، التي زعمت أيضًا أنها تعرضت للإيذاء الجسدي في القنصلية، إنها أمضت 3 سنوات في ادخار أكثر من 1000 دولار، ولكن الأموال حُجبت عنها.

وعندما طلبت تريسي من القنصلية تسهيل عودتها إلى الوطن، رفعت القنصلية التكلفة بمقدار 550 دولارًا ورفضت بدء العملية حتى غطت المبلغ.

وقالت عاملتا المنزل، إليزابيث وليزا، إنهما واجهتا أيضاَ رسوماً أكثر من اللازم.

ويذكر أننا في هذا التقرير، استخدمنا أسماء مستعارة للنساء الكينيات للحفاظ على أمنهن الشخصي.

 

القنصلية.. رمز الخوف لهؤلاء النساء

وترسم هذه المزاعم صورة لقنصلية كينيا في لبنان، بأنها تتجاهل بشكل كبير مجموعة كبيرة من المغتربات الكينيات، وتبالغ بالرسوم القنصلية الأساسية المفروضة عليهن، وتتصرف بحصانة، وتعاقب النساء جسديًا ولفظيًا على محاولة مواجهة إساءة استخدام السلطة.

من جانبه، نفى قاسم جابر مساعد القنصل، جميع المزاعم بارتكاب مخالفات في القنصلية، وقال لـCNN، عبر الهاتف: “نحن لا نفرط بفرض الرسوم على أي فتاة”، مؤكدًا أن “القنصلية ساعدت مئات النساء الكينيات المستضعفات في لبنان”، على حد قوله.

وأضاف جابر، أن “كل شيء يراقبه القنصل بنفسه حتى لا يضر أحد أو يهين أي فتاة كينية، لأن لدينا سمعة جيدة جدا هنا في لبنان. لن يحاول أحد أن يفسد اسمنا”، موضحاً أن كاميرات المراقبة موجودة في القنصلية، رغم أنه أشار إلى أنه لم يكن لديه تسجيلات مصورة لحادثة تشرين الثاني 2019 التي وقعت مع غلوريا.

كما أرسل لـCNN عددًا من مقاطع الفيديو، من خلال تطبيق “واتسآب”، صُورت بواسطة هاتف محمول، لنساء كينيات مجهولات يشكرنه وشالوحي والقنصلية لمساعدتهن، بالإضافة إلى بعض المحادثات التي تم التقاطها لنساء يعبرن عن امتنانهن عبر رسالة نصية.

وقال جابر: “النساء الكينيات خائفات من القنصلية ولا أعرف لماذا”، مضيفاً: “عندما يصلن إلى القنصلية، يمكننا حمايتهن. نحن هنا لمساعدتهن. نحن لا نطلب أي شيء في المقابل. نحن مستعدون للقيام بكل ما يلزم لمساعدتهن”.

أما شالوحي، الذي يُمثل كينيا رسميا في لبنان، رغم أنه ليس مواطنًا كينيًا ولا دبلوماسيًا محترفًا، بل هو محام لبناني، عينته نيروبي لقيادة البعثة الدبلوماسية في البلاد، فلم يستجب لطلبات CNN للتعليق.

وتتولى القنصلية مهمة حماية أكثر من 1000 من عاملي المنازل الكينيين، معظمهم من النساء، تتم رعايتهن للتواجد في البلاد في ظل نظام كفالة مثير للجدل، وهو شكل من أشكال ما يمكن تسميته بـ”العبودية” التي تربط هجرة وإقامة المرأة بالعمل، من خلال عقد.

ويُعتبر الاعتداء شائعاً في العمل المنزلي التعاقدي، حيث ينشر باستمرار على وسائل التواصل الاجتماعي في لبنان، ووسائل الإعلام الدولية، تقارير عن اعتداء على عاملات يعمل بالمنازل ويتم تعذيبهن، وأحياناً يشتبه في أنه جريمة قتل.

وتقول مجموعة حقوقية، إن أرباب العمل المسيئين لا يعاقبون أبداً تقريباً، وتنضم النساء اللواتي يخترن الاستغناء عن عقود العمل إلى صفوف عشرات الآلاف من المهاجرين “غير الشرعيين”، ويعانين من المضايقات والعنف.

وتعتمد هؤلاء النساء بشكل كبير على البعثات الدبلوماسية لبلدانهن للحماية من السجن، وفتح طريق لهن للعودة إلى الوطن.

 

مخاوف من المضايقة والاعتقال

أكثر من 10 نساء تحدثت إليهن CNN أكدن على أن القنصلية ترفض بانتظام بدء عملية إعادة المرأة إلى الوطن حتى تتلقى رسماً، وهو ما يشرحه مسؤولو القنصلية بالقول “إن الرسوم تغطي الغرامات القانونية ونفقات الطيران.”

ونادراً ما تبلغ النساء الكينيات الشرطة عن الرسوم الزائدة، خوفاً من المضايقة أو الاعتقال بسبب وضعهن غير القانوني.

وقالت ميليندا، عاملة منزل كينية، إنها تعرضت لسوء المعاملة في القنصلية، مؤكدة في حديثها لـCNN، أن مساعد القنصل جابر دفعها جسديًا خارج جناح مكتب القنصلية إلى ممر المبنى، خلال زيارة في كانون الثاني الماضي، عندما اتهمته باحتجاز أكثر من 1000 دولار كانت قد دفعتها مقابل رسوم العودة، فيما ينكر جابر الاعتداء الجسدي على امرأة كينية في القنصلية.

***لقراءة التحقيق الكامل اضغط هنا