IMLebanon

عندما همس حتّي في بعبدا “سأستقيل”!

من حضر الاجتماع الاخير للمجلس الاعلى للدفاع، وراقب عن كثب وجوه الحاضرين عندما باشر رئيس الحكومة حسان دياب الكلام وشن هجومه في كل اتجاه، مستثنياً المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم الذي خصه بإشادتين على الاداء الامني وعلى المهام السياسية التي يقوم بها، لمس بوضوح تعكّر مزاج وزير الخارجية والمغتربين المستقيل ناصيف حتي، الذي تحول لون وجهه الى الاصفر هامساً بأذن أحدهم “سأستقيل”.

لم يطل الامر وفعلها حتي، بعدما ظن كثيرون انه يرفع السقف من باب الاعتراض، لذلك كان وقع المفاجأة كبيراً على رئيسي الجمهورية والحكومة، اللذين تداعيا الى التشاور صباح امس في القصر الجمهوري واتفقا على عدم التأخير في تعيين البديل بعد قبول استقالة حتي، لأسباب تتصل بكون حقيبة الخارجية استثنائية ومن الحقائب السيادية والتي تلقى على عاتق شاغلها مسؤوليات ومهام مضنية، ولا يمكن ابقاء الوزارة من دون وزير أصيل، وتمّ الاتفاق على اسم السفير شربل وهبة الذي يشغل موقع مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدبلوماسية، والذي سبق وطرح اسمه في خلال تأليف الحكومة الحالية قبل ان يتم اختيار حتي، وفي الاجتماع الصباحي بين عون ودياب استدعي وهبة الى الاجتماع بحيث تعرّف عليه دياب عن قرب وتناقش معه في مواضيع مرتبطة بالملفات الخارجية، وعلى ضوء هذه الجلسة غادر دياب وفور وصوله الى السراي تم الاعلان عن قبول استقالة ناصيف حتي، وأجرى رئيس الحكومة مشاورات بعيدة من الاعلام مع مراجع رسمية وسياسية، ليصعد مجدداً الى بعبدا بعد الظهر ويحسم الامر بصدور مرسومي قبول استقالة حتي وتعيين شربل وهبة خلفاً له.

ووفق المعلومات ان عون ودياب استعرضا بشفافية الواقع الحكومي ووجوب ان تكون استقالة حتي حافزاً لتفعيل العمل الحكومي وانذاراً لمن يتعامل مع التحديات القائمة بخفة وعدم مسؤولية، مع فتح النقاش على كيفية تفعيل العمل الحكومي حتى لو استدعى الامر تبديلاً في الاسماء والحقائب.

فبعد 6 ساعات على تقديم وزير الخارجية والمغتربين السابق الدكتور ناصيف حتي استقالته من الحكومة، عين السفير شربل وهبة وزيراً للخارجية والمغتربين. وصدر في الساعة الرابعة والنصف من بعد ظهر امس المرسوم الرقم 6749 بقبول استقالة الوزير حتي، والمرسوم الرقم 6750 بتعيين السفير وهبة، وذلك بعد اجتماع بين عون ودياب في قصر بعبدا، تمّ خلاله الاتفاق على تعيين السفير وهبة. وانضم الوزير الجديد الى عون ودياب في وقت لاحق حيث أبلغاه قرار التعيين، فشكر لهما ثقتهما متمنياً ان يوفقه الله في مسؤوليته الجديدة.