IMLebanon

هل ينطلق العام الدراسي بخير؟!

كتب عمر الراسي في وكالة “اخبار اليوم”:

مطلع ايلول بات على الابواب… انه الموعد الذي حددته معظم المدارس في لبنان لعودة الطلاب الى مقاعد الدراسة على ان تنتهي هذه العودة كحد اقصى في منتصف الشهر المقبل لكافة المراحل…

ويترافق “استدعاء” الطلاب الى مقاعد الدراسة مع تقديرات ان عدد الاصابات بفيروس كورونا قد يصل الى 10 آلاف اصابة آخر شهر آب ما لم يتمّ احتواء الفيروس والحدّ من وتيرة الإصابات.
ا

مام هذه الوقائع فان الوضع على المستوى الصحي اخطر بكثير مما كان عليه في مطلع آذار الفائت حين اتخذ القرار باقفال المدارس، وكانت الاصابات لا تزال معدودة…

من جهته، أكّد وزير التربية طارق المجذوب ان “خطة العودة الآمنة للمدارس أصبحت جاهزة وسنطلقها في الأسبوع الذي يلي المقبل”، معلنا ان “العام الدراسي سيبدأ بين ايلول وتشرين الأوّل المقبل”. وقال: العام المقبل امام ثلاثة خيارات: – تعليم عن بُعد، تعليم حضوري، تعليم حضوري جزئي والباقي عن بُعد.

وعلى وقع تسجيل اصابات يومية تتجاوز الـ 150 اصابة واتجاه الى اقفال البلد مجددا اقله لمدة 15 يوما من اجل حصر الاصابات واحصائها، فان السؤال الاساسي كيف سينطلق العام الدراسي بعد اربعة اسابيع، ما هي الاجراءات اللوجستية وكيف ستتطبق على ارض الواقع؟

المرحلة اللاحقة
تشرح عضو الامانة العامة للمدارس الكاثوليكية الاخت باسمة خوري ان وزارة التربية تتخذ القرارات وتبلغ المدارس الخاصة بالتنفيذ دون اي تواصل معها، مشيرة الى ان الوزير حين يتكلم عن اجراءات او تحضيرات فانه يقصد المدارس الرسمية.
وفي حديث الى وكالة “أخبار اليوم”، تشير خوري الى ان المدارس الكاثوليكية، منذ الاقفال في اواخر شباط الفائت تبحث في المرحلة اللاحقة، ومن الواضح لديها ان لا عودة الى ما كان عليه الوضع قبل شباط، اقله على المدى المنظور.
وتؤكد استعداد المدارس لاستقبال الطلاب، فالعملية التربوية لا تتم من المنزل، موضحة اننا ننظر الى البروتوكولات التي تعتمد في عدد من الدول وفي مقدها فرنسا حيث اتخذ القرار بعودة كل الطلاب الى المدارس ، مع اتباع الاجراءات للتباعد بين الطلاب ووسائل التنظيف والتعقيم.

التعليم عن بُعد
وبرأي الاخت خوري ان التعليم عن بُعد online لم يكن تجربة ناجحة بما فيه الكفاية حتى في الدول الاوروبية، لافتة الى ان هذا الاسلوب قد يكون ممكنا في الصفوف المتوسطة والثانوية، لكن في المراحل ما دون فهو صعب اذ كيف يمكن لاطفال ان يتدبروا امرهم في حال كان الاهل في العمل، مع الاشارة هنا الى ان ليس للاهل القدرة او المعرفة لكيفية تعليم الاولاد، وحيث المناهج كلها تغيرت، اضافت الى ذلك ان لدى الناس ما يكفيها من هموم .
وفي هذا السياق تتحدث الاخت خوري عن مشاكل كثيرة تواجه التعليم online من ابرزها انقطاع الكهرباء، عدم توفر الانترنت لدى كل الطلاب، ليس لدى كل تلميذ كمبيوتر خاص به، عدم خضوع الاساتذة في كافة المناطق الى دورات تدريبية حول التعليم عن بُعد، مشيرة الى انه في المدارس الخاصة نحو 50 % من الاساتذة لم يخضعوا لهذا النوع من التدريب، لا سيما في مدارس الاطراف، مشددة على اننا امام مشكلة طارئة جدا لم يتم التحضير لها مسبقا اطلاقا، كما ان الدولة غائبة.

غياب الدولة
وردا على سؤال، توضح خوري ان الوزارة تهتم فقط بالمدارس الرسمية، وتغيب بشكل تام عن المدارس الخاصة لجهة مواكبة دخول الطلاب الى المدارس، قائلة: لم يحصل اي نقاش معنا حول التمويل وتأمين الكتب، المقاعد الدراسية التي تحفظ التباعد، تدريب الاساتذة على الواقع الجديد. مع علم ان المدارس الرسمية تستقبل نحو 30 % فقط من طلاب لبنان، في حين ان الوزارة لا تهتم بالـ 70% الآخرين، حيث تترك المدارس الخاصة لـ”تدبر رأسها”، مضيفة: في الوقت عينه لا نعرف متى ستفرض علينا الدولة شروطا جديدة.

السيناريوهات المحتملة

على اي اساس ستفتح المدارس ابوابها اذاً؟ تجيب: اتحاد المدارس الكاثوليكية حضّر اكثر من سيناريو قد تلجأ اليه الوزارة، من ابرزها:
– العودة الى المدارس بنفس الوقت على غرار السنوات السابقة
– تقسيم دوامات الطلاب على اساس 3 ايام في المدرسة لقسم منهم و3 ايام للقسم الآخر
– 4 ساعات في اليوم بدلا من 7
– الدمج بين الـ online والتعليم داخل الصفوف
– التعليم online بشكل كامل

وتقول: كما اننا نعلم في هذا المجال ان الدولة في ظل تفشي الوباء مرتبطة بمنظمة الصحة العالمية التي تفرض اجراءات على الوزارات المعنية بالشأن الصحي كالصحة والتربية والداخلية ، مما يؤدي الى تعدد الرؤوس.
وتعتبر ان كل سيناريو يتطلب اجراءات خاصة، فعلى سبيل المثال: اذا كان الخيار لتقليص ساعات التعليم في المدارس فقد يفرض الامر وقف التعاقد مع بعض الاساتذة، التعليم عن بُعد يتطلب توفير اجهزة الكومبيوتر لكل الطلاب، اختصار الدوام اليومي سيؤدي الى اختصار المواد التعليمية…

نعمل بما يرضي ضميرنا

ولكن في المقابل، تؤكد الاخت خوري ان المدارس الكاثوليكية مستعدة من نواحي النظافة والاجراءات الوقائية والتباعد، قائلة: لسنا مكان وزارة التربية او وزارة الصحة لكننا نعمل بما يرضي ضميرنا، موضحة ان القرار نهائي بموعد فتح المدارس يبقى مرتبطا بقرار الوزارة.

وتختم: بالنسبة الى المدارس الكاثوليكية كل شيء حاضر لكي نفتح، لكن الدولة غائبة بشكل تام!