IMLebanon

“الانفجار الكبير” يطال الرياضة اللبنانيّة

لا يمكن أن يكون «منكوباً» وتبقى رياضته بعيدة عن نتائج هذه «النكبة». عديدة هي القطاعات التي تضرّرت من الانفجار الكبير في مرفأ بيروت ومنها القطاع الرياضي الذي تأثّر مادياً ومعنوياً على أكثر من صعيد، وخصوصاً اتحادي كرة القدم والتجذيف

لا تكاد الرياضة اللبنانية تحاول أن تلتقط أنفساها حتى تتوالى الضربات فتعيد المسؤولين الرياضيين إلى النقطة صفر في مسعاهم لإعادة الحياة إلى هذا القطاع الحيوي. أوّل من أمس حدث الانفجار الكبير في مرفأ بيروت فطالت ارتداداته القطاع الرياضي وتحديداً في كرة القدم والتجذيف. في اللعبة الشعبية الأولى التي كانت تستعدّ لإطلاق الموسم الكروي بعد انطلاق تمارين الأندية، وخصوصاً الدرجة الأولى منها، جاء قرار مجلس الوزراء المتعلّق بإقفال الملاعب عقب انتشار كورونا بشكل كثيف لـ«يفرمل» مساعي العودة. «حتى إشعار آخر» عبارة عادت إلى الواجهة مجدّداً ملغية تاريخ الأول من آب كموعدٍ لانطلاق كأسَي النخبة والتحدي التنشيطيتين، إضافة إلى بطولة لبنان للكرة الشاطئية التي كان من المفترض أن تنطلق في التاريخ عينه.

جمّد قرار مجلس الوزراء تمارين الأندية في ما يشكّل ضربة معنوية لها تأثيرها السلبي الكبير على اللاعبين وجهوزيتهم. تأمّل القيّميون على اللعبة من اتّحاد وأندية أن تنحسر أزمة كورونا فيعاودوا التمارين، ليأتي الانفجار الكبير ويوجّه ضربة معنوية جديدة. عُلّقت التمارين مجدّداً، بل طالت آثار الانفجار مقرّ الاتحاد اللبناني لكرة القدم الذي تضرر بشكل لافت شأنه شأن آلاف الوحدات السكنية والمقارّ والأبنية.
ولم تتوقّف الأضرار المادية عند مقرّ الاتحاد اللبناني، حيث طالت بعض مرافق المدينة الرياضية، وخصوصاً غرف اللاعبين والممر الرئيسي إلى أرض الملعب.
أضرار الانفجار لم تقف عند الجانب المادي، حيث أصيب نائب رئيس نادي النجمة السابق صلاح عسيران بإصابة بالغة في رأسه توجبت نقله سريعاً إلى مستشفى الجامعة الأميركية، حيث خضع لعملية زرع سبع قطب قبل أن يعود إلى منزله حيث يتماثل إلى الشفاء.

أصيب نائب رئيس نادي النجمة السابق صلاح عسيران بإصابة بالغة في رأسه

كثيرة هي المواقف المتضامنة مع الكرة اللبنانية ومسؤوليها، حيث كان هناك العديد من رسائل التضامن، أبرزها من رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم البحريني سلمان بن ابراهيم آل خليفة، ورئيس المجلس الأولمبي الآسيوي الكويتي أحمد الفهد الصباح الذي وجهها إلى رئيس الاتحاد اللبناني لكرة القدم هاشم حيدر كرئيس للاتحاد ونائب لرئيس اللجنة الأولمبية اللبنانية. وأعرب رئيس الاتحاد الآسيوي عن تضامن أسرة الاتحاد الآسيوي مع الشعب اللبناني على خلفية الانفجار المؤسف الذي وقع في مرفأ بيروت، وأودى بحياة العشرات من الضحايا والمصابين.

وقال سلمان بن ابراهيم في رسالته: «إننا إذ نتوجّه إلى أسرة الاتحاد اللبناني لكرة القدم بخالص العزاء والمواساة ،فإنّنا نؤكد وقوف أسرة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم إلى جانبكم في هذه الظروف الأليمة. كما نؤكد في هذا الإطار تضامننا الكامل مع الشعب اللبناني، ونعرب عن ثقتنا التامة بقدرته على تجاوز آثار هذا الحادث المأساوي من خلال وحدة وتلاحم اللبنانيين جميعاً. ندعو الله أن يرحم الضحايا ويمنّ بالشفاء العاجل على المصابين

ويلهم أسر الضحايا والشعب اللبناني الصبر والسلوان».
بدروه، تقدّم الاتحاد اللبناني «بأحرّ التعازي وصادق المواساة لأهالي الضحايا سائلاً الله عزّ وجل أن يتغمدهم بكامل رحمته وأن يلهم أهلهم الصبر والسّلوان، مع أصدق التمنيات بالشفاء العاجل للجرحى والمصابين. كما ويودّ الاتحاد اللبناني التوجّه بالشكر إلى العائلة الكرويّة في الدول العربية والآسيوية على الموقف التضامني الذي عبّروا عنه سواء بالتواصل المباشر أو بإرسال رسائل التضامن مع الشعب اللبناني بعد الحدث الجلل الذي أصاب لبنان بعد الانفجار الكبير في مرفأ بيروت. وثمّن الاتحاد اللبناني هذه المواقف غالياً، والتي تجسّد روح الأخوّة والإنسانية.

ويشدّد الاتحاد على أن هذه المواقف تعتبر مثالاً فريداً على روح التضامن والوحدة، وتأكيداً على الروابط القويّة وأواصر الصداقة بين لبنان والعالمين العربي والآسيوي. ويثني الاتحاد اللبناني على المبادرات القيّمة والتضامنيّة مع لبنان، شاكراً لهم مواقف الدعم والاستعداد التام للمساعدة والتعاون.

حمى الله بلدنا الحبيب وحفظه من كل مكروه»، كما جاء في رسالة الاتحاد اللبناني.
وإذا كانت الأضرار المادية في الاتحاد اللبناني لكرة القدم متوسطة، فهي كانت بالغة في مقرّ الاتحاد اللبناني للتجذيف. إذ تعرّض المقر في حرم مرفأ بيروت لأضرار جسيمة، وقد طاولت الأضرار المبنى الإداري ومستودع القوارب. وقام رئيس الاتحاد الأمين العام للجنة الأولمبية العميد المتقاعد حسان رستم بجولة تفقدية اطّلع خلالها على هذه الأضرار التي وصفها بالكارثية .

وكان العميد رستم فور وقوع الانفجار قد تلقى العديد من الاتصالات من شخصيات رياضية عربية وأجنبية قدّمت له التعازي بضحايا الانفجار والتمنيات بالشفاء العاجل للجرحى. وكانت أبرز الاتصالات من مدير الاتحاد الآسيوي للتجذيف كيم لي، ومن عضو لجنة الدعم في الاتحاد الدولي فيصل صولا باسمه وباسم الاتحاد التونسي للعبة الذي أبلغه أن مدير الاتحاد الدولي للتجذيف مات سميث ورئيسة لجنة الدعم في الاتحاد الدولي تشايلا ستيفنس سيعقدان جلسة طارئة لمناقشة كيفية دعم الاتحاد اللبناني.

من جانبه، وجّه العميد رستم التعازي باسمه وباسم أعضاء الاتحاد لذوي الضحايا الذين سقطوا وتمنى الشفاء العاجل للجرحى، ولفت إلى أن الاتحاد هو في صدد وضع خطة لإعادة إعمار مقرّ الاتحاد والمرافق الملحقة له في منطقة المرفأ وذلك بالتضامن والتكافل مع المؤسّسات والجهات المحلّية والخارجية.

إنفانتينو يتضامن مع لبنان

أعرب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» جياني إنفانتينو عن بالغ حزنه تجاه الفاجعة الكبيرة التي خلّفها الانفجار في مرفأ بيروت. ووجّه إنفانتينو رسالة إلى رئيس الاتحاد اللبناني لكرة القدم هاشم حيدر، واصفاً إياه بالصديق، عبّر فيها عن تضامنه مع لبنان مبدياً أسفه الشديد لقاء الحادث المأساوي. وقال إنفانتينو في رسالته: «تلقّينا بحزنٍ كبير خبر الانفجار العنيف الذي دمّر ميناء بيروت بعد ظهر أمس، والذي أدى إلى قتل عشرات الناس وإصابة العديد منهم بجروح».

وأضاف: «بالنيابة عني وعن الاتحاد الدولي لكرة القدم، أودّ أن أشارككم أعمق تعاطفي مع أسر الضحايا، وكذلك تضامني مع الشعب اللبناني في هذا الوقت العصيب والحداد الشديد الذي تمرّ به البلاد. تفكيرنا معكم جميعاً».
وختم إنفانتينو رسالته قائلاً: «آمل أن تساعد كلمات دعمي، بطريقة ما، في إحلال القليل من السلام والعزاء في هذا الوقت الحزين».