IMLebanon

السعودي: مرفأ صيدا جاهز لاستقبال السفن

كتب محمد دهشة في صحيفة “بنداء الوطن”:

على وقع بدء امتصاص هول صدمة إنفجار مرفأ بيروت الكارثي، بدأت تتكشّف حكايات مؤلمة تُدمي القلوب وتُدمع العيون، بعدما طالت الكثير من اللبنانيين ومن مُختلف طوائفهم ومذاهبهم ومناطقهم، إنطلاقاً من العاصمة ووصولاً الى الأطراف، الشمال والجنوب، فيما واصلت صيدا إستنفارها العام الرسمي والسياسي والشعبي والطبّي والمدني من أجل تخفيف مُعاناة المُتضرّرين، في وقفة تضامن وتكاتف، جسّدت وِحدة لبنان ورسالته.

وأحصت مصادر طبية لـ”نداء الوطن” أنّ عدد الجرحى الذين وصلوا الى مستشفيات المدينة فاق المئتي جريح، جروح بعضهم خطيرة، وِفق ما أوضح مسؤول قسم الطوارئ في مركز لبيب الطبّي الدكتور يحي شهاب، الذي قال إنّ “المستشفى استقبل 50 إصابة من سكّان العاصمة، بينهم ثلاث حالات خطرة للغاية، وأجريت للعديد من الجرحى عمليات عاجلة، فيما أجريت العلاجات اللازمة والإسعافات الأولية للآخرين، بناءً على تعليمات وزير الصحّة العامة الدكتور حمد حسن”.

ولليوم الثاني، بدا مشهد المدينة حزيناً ومصدوماً من هول الكارثة. خفّت الحركة في الشوارع، ولازم الكثير من الصيداويين منازلهم، وتابعوا تداعيات الإنفجار عبر شاشات التلفزة، فيما عُقدت سلسلة لقاءات لاستكمال تقديم العون والإغاثة.

وترأس محافظ الجنوب منصور ضو إجتماعاً طارئاً للجنة إدارة الكوارث والأزمات في سراي صيدا الحكومي التي قرّرت وضع كل إمكاناتها في تصرّف الجهات المعنية، بينما عقد “تجمّع المؤسّسات الأهلية” في منطقة صيدا إجتماعاً موسّعاً في قاعة بلدية صيدا، خلُص الى قرار بتنفيذ وضع خطة طوارئ، أُعدّت سابقاً للتعامل مع الكوارث، وخصوصاً الطبيعية وليست العسكرية فقط، تزامناً مع فتح متوسّطة معروف سعد الرسمية أبوابها لاستقبال المساعدات بمُختلف أنواعها، لإيصالها الى المتضرّرين في بيروت تِباعاً. وقال منسّق التجمّع ماجد حمتو لـ”نداء الوطن” إنّ “التجمّع باشر تنفيذ خطة الطوارئ بالتنسيق مع المحافظ ضو، ضمن لجنة إدارة الكوارث والأزمات، وبالتعاون مع بلدية صيدا وفاعليات المدينة، واللجان الإجتماعية والصحّية تحرّكت ميدانياً الى جانب فريق من المتطوّعين مؤلّف من مئة شاب وشابة، وسيتمّ رفدهم لاحقاً بنحو 300 متطوع، للمساعدة في إزالة الأنقاض والركام في الدرجة الأولى، وتقديم العون للعائلات المنكوبة التي فقدت منازلها، وتوفير المواد الغذائية والتموينية لها ولفِرق الإطفاء والدفاع المدني الموجودين في مسرح العمليات”، مؤكداً أنّ الكارثة كبيرة وتستدعي استنفاراً شاملاً وعلى كافة المستويات.

وتوجّهت فرق طبية وإسعافية وإنقاذية وكشفية أخرى الى العاصمة، للمساهمة في أعمال الإغاثة والتنظيف وإزالة الركام من المنازل والمكاتب والشوارع المُتضرّرة، وأطلقت الرعاية حملة “كرمال بيروت” لتقديم الدعم للعائلات المُتضرّرة من وجبات سريعة ومياه وخدمات طبية عبر العيادات النقّالة، إضافة الى الوحدات الغذائية ووحدات النظافة وعمليات الترميم، مع اتّخاذ الإجراءات الوِقائية كافة.

ووضعت بلدية صيدا فِرق الطوارئ والإطفاء والشرطة البلدية والكوارث والأزمات التابعة لها في حالة إستنفار، وأرسلت ليلاً مولّدات نقّالة للإنارة، للمساعدة في أعمال الإغاثة، ووضعت سرية إطفاء البلدية في جهوزية كاملة للتدخّل والتوجّه إلى بيروت لتقديم المؤازرة والدعم.

السعودي والمرفأ

وأكد رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي لـ”نداء الوطن” أنّ مدينة صيدا بكل قواها السياسية والبلدية والطبّية والمؤسسات الأهلية مُستنفرة من أجل المساهمة في تخفيف آثار الإنفجار الكارثي الذي وقع في مرفأ بيروت، لأنه أكبر من طاقة العاصمة وكلّ لبنان على تحمّل تداعياته.

وحول استعداد مرفأ صيدا لاستقبال السفن البحرية بدلاً من مرفأ بيروت، أوضح السعودي أنّ هناك رصيفين جاهزين لاستقبال باخرتين، والأمر يتطلّب إجراءات إدارية لجهة الجمارك والأمن العام وسواهما، ونعتبر أنّ مرفأ صيدا التجاري جاهز لاستقبال السفن لتفريغ البضائع فيه جرّاء تعطّل الملاحة في مرفأ بيروت حالياً. وعلمت “نداء الوطن” أنّ وزيري الصناعة عماد حبّ الله والأشغال العامة والنقل ميشال نجّار سيقومان بجولة تفقدية على مرفأي صيدا وصور اليوم، على أن تبدأ صباحاً بجولة على مرفأ صيدا، ثم لقاء النائبة بهية الحريري، فالنائب أسامة سعد، وتُستكمل الى مرفأ صور، برفقة نواب المنطقة. الى جانب صيدا، تحبس بعض القرى والبلدات الجنوبية أنفاسها وتعيش أجواء من القلق بحثاً عن مصير عدد من أبنائها المفقودين ولم يُعثر على أثر لهم بعد، فيما شيّع البعض الآخر شهداء الكارثة وسط أجواء من الحزن والحداد، ومنهم بلدة السكسكية في منطقة الزهراني التي ودّعت إثنين من أبنائها محمّد علي عباس ومحمّد أحمد عباس. وقال المختار نجيب عباس: “إنّ السكسكية حزينة كما لبنان المنكوب بأسره، لقد قدّمنا شهيدي الواجب والجهاد، ونتعاطف مع عائلتيهما ومع كلّ شهداء الوطن”، مُضيفاً: “أمام هذه الفاجعة الكبرى من الضرورة بمكان أن يُصار الى تحقيق سريع، وألا يُهمل ويُنسى بِفعل الزمن لينال المُهمل والمُستهتر جزاءه العادل لأنّه من حقّ المواطن اللبناني أن يعرف أسباب ما حصل، هل هو نتيجة إهمال أم عمل مقصود لتخريب لبنان، ومن هو المسؤول عنه”.