IMLebanon

أيوب: هدفنا مساعدة المعنيين بإعادة الإعمار والترميم

كتبت جويل رياشي في “الأنباء الكويتية”:

في الامس القريب، اي قبل «الثلاثاء الاسود» الذي حوّل بيروت الى كومة دمار، كان همّ المعماريين والجمعيات التي تهتم بالتراث العمراني ألا تفقد بيروت طابعها الحضاري ومبانيها التراثية لتنتصب مكانها ناطحات سحاب لا تشبه تاريخ العاصمة بشيء.

كان الهم ألا تنتهي بيروت القديمة وتصبح صورا وطوابع بريد ولوحات معلقة على الجدران. كان «شد الحبال» بين الدولة اللبنانية والمنظمات الاهلية يشهد طلعات ونزلات، الى ان اتى انفجار المرفأ ليقضي على بعضها الموجود في احياء الاشرفية القريبة جدا من موقع الكارثة.

«مار مخايل، الجميزة، السوديكو، شارع لبنان، الصيفي، بترو طراد، مونو»، كلها احياء منكوبة بدت كأنها خارجة للتو من معركة طاحنة. لم تسلم اي منطقة قريبة من المرفأ ضمن نطاق ٢٤ كلم من حمم الانفجار وعصفه، بدءا بالمرفأ والكرنتينا والدورة، الى الاشرفية والرميل والصيفي والمدور ومار مخايل والجميزة والحكمة والجعيتاوي، وصولا الى ميناء الحصن وزقاق البلاط وعين المريسة وغيرها من المناطق، وبدا واضحا ان أكثر المباني تضررا كانت المباني الحديثة جدا ذات الواجهات الزجاجية الضخمة والمباني القديمة جدا التي كانت اصلا في دائرة خطر السقوط.

في هذا الإطار، عممت جمعية «نحن» التي تقود حملات مناصرة وابحاثا في مجالات المساحة العامة والإرث الثقافي والحكم الرشيد دراسة لأحياء مار ميخائيل، بترو طراد، مونو وعبد الوهاب كانت قد اجرتها بهدف دراسة القيمة التراثية والعمرانية لهذه المناطق وإقرار توصيات بهدف حمايتها، على أمل ان تساعد في عملية الترميم، الإعمار والحفاظ على طابعها، والمعلومات التي توفرها في الدراسة تشرح الوضع العام للمنطقتين قبل انفجار بيروت.

ويقول رئيس جمعية «نحن» محمد ايوب ان «هذه الدراسة بدأت في 2019 وننشرها اليوم لتكون مرجعا لكل الذين يعملون على الارض في هذه الاحياء. توثق لكل شيء، أي كيف كان الوضع قبل الاضرار».

ويضيف: «مدن كثيرة دمرت ثم اعيدت كما كانت. المبنى التراثي او الحي التراثي لا يعني ان يكون الحجر 100% قديما فيه. التراثي يعني انه يحمل قصة حي وحكايات سكانه عبر العمران. والتخليد يمكن ان حصل بطرق شتى. التراث ليس فقط الماضي، انما هو ايضا الحاضر والمستقبل، وأكبر دليل على ذلك كنيسة برشلونة الشهيرة التي ينتهي العمل بها السنة المقبلة وهي مسجلة من ضمن التراث العالمي. المهم في التراث البعدين الانساني والفني».

واكد انه «في الإمكان اعادة شوارع بيروت التراثية كما كانت بطريقة ذكية تحافظ على هويتها. ودراستنا هي الاحدث في هذا المجال نضعها برسم كل المعنيين بإعادة الاعمار والترميم من بلدية ووزارة اشغال ومحافظ ومهندسين وشركات هندسة…».

وختم حديثه للأنباء بالقول: «من أبرز مقومات الصمود ان نعرف كيف نعيد الامور الى ما كانت عليه».