IMLebanon

هيل سيبلغ المسؤولين: إن كنتم عاجزين “حيدوا من الدرب”!

كتبت جولي مراد في “نداء الوطن”:

لخّص مسؤول سياسي غربي رفيع المستوى لـ”نداء الوطن” مضمون الزيارة التي يقوم بها اليوم الى بيروت مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية دايفيد هيل، فأشار الى أنّ الهدف من الزيارة هو لقاء المسؤولين اللبنانيين لمناقشة الأوضاع الأليمة التي عصفت بلبنان منذ الرابع من الشهر الحالي، وهي جولة سيلتقي فيها القادة اللبنانيين بالاضافة الى ممثلين عن المجتمع المدني وناشطين للاستماع الى آرائهم حول مختلف المسائل، وهو مدركٌ تماماً أنّ الشعب غاضب للغاية مما آلت إليه الأمور من أوضاعٍ سيئة وكارثية في البلاد، وسيؤكد على ضرورة استماع المسؤولين إلى مطالب الشعب الذي “ينبغي أن تكون له الكلمة الفصل في تقرير مصيره”. وأوضح المصدر أن هيل يحمل رسالةً واضحة و”قوية” الى القادة اللبنانيين مفادها أنّ “اللبنانيين عانوا بما فيه الكفاية وآن الاوان لوضع حدّ لعذاباتهم، فهم كانوا يفتقرون الى الخدمات الأساسية ومقومات الحياة البسيطة قبل الحادث الأليم، وعندهم انطباع اليوم بأن الحكومة غير قادرة حتى على حمايتهم أمنياً.

ويبدو من مجريات الأمور أنّ الغضب الذي ساد التظاهرات التي اندلعت في تشرين الاول من العام الماضي ما زال يتراكم ما يعني أن صوت الشعب لم يصل الى القادة الذين لا يمكنهم الاستمرار بالأساليب “الملتوية” والفساد السائد في إدارة الشؤون السياسية والاقتصادية في البلاد”.

وعمّا اذا كانت الولايات المتحدة ستمارس ضغطاً على أوساط القرار اللبناني للذهاب باتجاه تحقيقٍ دولي بشأن انفجار المرفأ، اعتبر المسؤول الدبلوماسي الغربي أنّ كثراً في لبنان لا يؤمنون بالتحقيق المحلي وان الولايات المتحدة بالاضافة الى دول أخرى ابدت استعدادها لتقديم أيّ مساعدة بهذا الشأن لتبيان الحقيقة، مشيراً الى أنّ “مأساة ما حصل في المرفأ دليلٌ ساطع على وجود فسادٍ في الادارة وتخبّط في الحكم”. وسيضع هيل القادة اللبنانيين أمام مسؤولياتهم في إدارة البلاد فإما أن “يعتمدوا الاصلاحات التي وعدوا بها لتحسين ظروف حياة اللبنانيين وادارة الامور بشفافية مطلقة عبر مؤسسات الدولة، وإما أن “يحيدوا عن الدرب” إن كانوا عاجزين عن الأمر أو غير راغبين في القيام بذلك”.

أما بالنسبة الى الحكومة الجديدة فقد لفت المسؤول الدبلوماسي الغربي إلى أنّ هيل سيعيد التأكيد على استعداد الولايات المتحدة لـ”دعم أي حكومة تلبّي تطلعات الشعب وجاهزة للمضي قدماً بالاصلاحات الملحة وبأنّ الولايات المتحدة متمسكة بالتزامها الدائم الوقوف الى جانب الشعب اللبناني ومساعدته لتجاوز المأساة وإعادة بناء حياته، وما المساعدات السخية التي تخطت الـ18 مليون دولار حتى الآن سوى دليل على رغبتها الفعلية في ترجمة هذا الالتزام بالملموس”.

ويبدو أن هيل لن يناقش، وفق المسؤول الدبلوماسي الغربي، مسألة ترسيم الحدود البحرية مع القادة اللبنانيين خلافاً لما أشيع سابقاً، فزيارته لا تتمحور حول هذا الهدف ولكنه لا يمانع في مناقشة الموضوع إذا طرح.