IMLebanon

مفاوضات دولية لتمرير الحكومة.. فهل يكون سلام “كاظمي” لبنان

وراء “الدمار اللبناني” المروع، الذي تتكشف فصوله يوماً بعد يوم، بعد انقضاء تسعة أيام على وقوع الانفجار في ‏مرفأ بيروت، الذي اودى بحياة اكثر من 171 مواطناً وإصابة أكثر من 6500 شخص بجروح، وفقدان العشرات، ‏وتدمير جزء من مباني بيروت التاريخية وتحطيم واجهات المحلات التجارية والمقاهي والفنادق والعمارات الجديدة، ‏تجري اتصالات دولية وإقليمية ومحلية، في ظل تقاطر الوفود الدولية والعربية إلى بيروت، لتقديم التعزية، وتقديم ‏ما يلزم من مساعدات في المجالات كافة.. من أجل بلورة تفاهم “دولي – إقليمي” حول ترتيبات إعادة بناء ما تهدم، ‏وضمان الاستقرار اللبناني، وإعادة تحريك الاقتصاد، وتوفير ما يلزم من اعانات وإغاثات‎.‎

وقالت مصادر سياسية انه في مرحلة “جسّ النبض”، القوى اللبنانية تلعب على حافة إضاعة فرصة الدعم الدولي.. ‏فهي تلعب بورقة الحكومة على طريقة إخفاء المواقف الحقيقية وتبادل الحرب الإعلامية على هذا الصعيد‎.‎

ولئن كان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون يقود مشاورات دولية لنزع الألغام من امام تأليف حكومة جديدة، لا سيما ‏عبر الاتصال مع المسؤولين الإيرانيين، وطلب المساعدة الروسية، والتنسيق مع العواصم العربية الداعمة للاستقرار ‏وإخراج لبنان من محنته، كشفت تقارير إعلامية من طهران ان خط المشاورات الأميركية – الإيرانية في سلطنة عمان ‏عاد إلى العمل، من زاوية الحد من فرض حظر جديد على التسلّح الإيراني، وكذلك العمل على العودة إلى الاتفاق ‏النووي الإيراني‎.‎

لكن مصادر دبلوماسية غربية أعربت عن خشيتها من تباطؤ أو تعثر التفاهم الأميركي – الإيراني، ان مباشرة أو ‏بالواسطة (عبر ماكرون، أو وسطاء عرب، أو حتى الجانب الروسي‎).‎

وأوضحت المصادر ان التفاوض الأميركي – الإيراني يتناول وضع لبنان كجزء من منظومة قضايا المنطقة، ‏والتدخلات الإيرانية مباشرة أو بالواسطة في عدد من عواصم المنطقة‎.‎

وعليه، فإن التطورات اللبنانية رهن الحركة الدولية، التي يفترض ان تؤتي أكلها قبل مجيء ماكرون مجدداً إلى ‏بيروت في 1 أيلول المقبل‎.‎

وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ”اللواء” ان الإتصالات حول الملف الحكومي لم تتضح معالمها بعد. واشارت الى ان ‏المشاورات تجرى بعيدا عن الأضواء وفي العلن لافتة الى ان من يرصد اللقاءات التي تعقد يتيقن ان الملف فيه اخذ ‏وعطاء، وان هذه الحركة تأتي تمهيدا للاستشارات النيابية الملزمة التي يجريها رئيس الجمهورية لتسمية رئيس ‏للحكومة يكلف تشكيل الحكومة‎.‎

وقالت المصادر ان المشاورات ضرورية قبل الأستشارات تفاديا لأي مشكلة تصيب التأليف فضلا عن ضمان تشكيل ‏سريع للحكومة في هذه الفترة موضحة انه سيصار الى بلورة المواقف بعد مشاورات الكتل النيابية لاسيما في ما خص ‏هوية الرئيس المكلف وشكل الحكومة وكل ما يتصل بها‎. ‎
وقالت ان المؤكد هو ان لا استشارات نيابية هذا الأسبوع ولكن ليس معروفا ما اذا الموعد يحدد الأسبوع المقبل‎.‎

ولفتت المصادر الى ان هناك موفدين يعملون على خط الملف الحكومي وليس خافيا ان المدير العام للأمن العام اللواء ‏عباس ابراهيم من بينهم مؤكدة انه حتى الآن الجو ميال الى حكومة وحدة وطنية بمعنى انه الخيار الأكثر تداولا حتى ‏وان كانت كل الإحتمالات الأخرى مفتوحة‎.‎

ويتضح المشهد بالنسبة للمحور الحاكم، مع حلول مساء أمس، مع كلمة الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله، ‏الذي وإن كانت كلمته لمناسبة انتهاء حرب تموز 2006، فإنه سيتطرق إلى ما حدث، والشأن الحكومي والموقف من ‏التحركات الدولية لمساعدة لبنان‎.‎

وفي حين تؤكد المعلومات ان هناك اصراراً دولياً على تشكيل الحكومة الجديدة في مهلة اقصاها اسبوعين على ابعد ‏تقدير، تلفت في المقابل الى ان مهمتها ستقتصر على ادارة الازمة الاقتصادية فقط واجراء الاصلاحات واعادة الاعمار ‏ومواجهة كورونا اضافة الى تحضير قانون انتخابي جديد، وهذه المعلومات تتطابق مع ما تروج له جهات داخلية ‏وازنة في البلد من ان ادارة الازمة السياسية لن تتولاها هذه الحكومة انما “حكومة ظل” اذا صح التعبير سوف تكون ‏مؤلفة من اقطاب اساسيين في الداخل وجهات دولية برعاية فرنسية مباشرة لتحضير تسوية سياسية شاملة لمرحلة ما ‏بعد انتهاء ولاية الرئيس عون واجراء انتخابات نيابية جديدة على اساس قانون انتخابي غير طائفي‎.‎

وإذا كان “الثنائي الشيعي” يعطي الأولوية لإعادة تسمية الرئيس سعد الحريري لرئاسة الحكومة، فإن مصادر دولية، ‏تؤكد أن الشخصية المستقلة المطروحة لترؤس حكومة جديدة، تتقاطع فيها رؤية المجتمع الدولي، والمطالب الوطنية ‏بعد كارثة دمار بيروت، هي القاضي في محكمة العدل الدولية، وسفير لبنان السابق في الأمم المتحدة نواف سلام‎..‎

وأفاد مسؤول سياسي رافضاً الكشف عن اسمه، لـ”فرانس برس” عن توجّه عام “لتشكيل حكومة جامعة”، لافتاً الى ‏‏”توافق بين الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط على تسمية سعد الحريري”. وقال إن حزب الله “لا يمانع في ‏عودة الحريري‎”.‎

لكن مصدراً مطلعاً، يرجح بقوة ان يكون سلام “كاظمي لبنان” (في إشارة إلى رئيس وزراء العراق مصطفى ‏الكاظمي) الذي تدعمه الولايات المتحدة الأميركية وقبلته طهران‎.‎