IMLebanon

“الحزب” يخشى إحكام القبضة الأميركية حول عنقه.. ويرفض مشاركتها بالتحقيقات

بمجرد وصول طائرته إلى مطار “رفيق الحريري الدولي” في العاصمة اللبنانية بيروت، حسم مساعد وزارة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى، ديفيد هيل، الإعلان عن موقف بلاده، بتأكيد رفضها “تشكيل حكومة تضم حزب الله”، والكشف عن مشاركة الـ”FBI” في التحقيقات بشأن تفجيرات مرفأ بيروت الدامية.

في هذا الاطار، استبق هيل محادثاته مع المسؤولين اللبنانيين، بالكشف أن مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي الـ”FBI”، سيشارك في التحقيقات الجارية في انفجار المرفأ بطلب من سلطات لبنان، وهو ما اعتبرته أوساط سياسية لبنانية، بأنه مقدمة لاعتماد التحقيق الدولي في هذه الجريمة المروعة التي دمرت بيروت وشردت أهلها، في وقت أشارت المعلومات المتوافرة لـ”السياسة”، أن “حزب الله” لا يمكن أن يقبل بمشاركة أميركية في التحقيقات، كونه يرفض أي تحقيق دولي في الكارثة التي حصلت، لأنه يخشى استهدافه وإحكام القبضة الأميركية حول عنقه.

وأشارت المعلومات إلى أن هيل سيكون صريحاً مع القيادات اللبنانية، لناحية تجديد رفض واشنطن مشاركة “حزب الله” في الحكومة، وأنها لا تؤيد السير بحكومة وحدة وطنية، بل حكومة اختصاصيين حيادية، تتولى تنفيذ الإصلاحات قبل أي أمر آخر، وأنه سيكون أكثر صراحة بالتأكيد للسلطة اللبنانية، بأن لا مساعدات مالية أو غيره لدعم الاقتصاد، إلا بعد تنفيذ الإصلاحات بحذافيرها.

وقام مساعد وزارة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى، ديفيد هيل، بعيد وصوله إلى بيروت، بجولة في منطقة الجميزة.

وأعلن عن “مشاركة المكتب الفيدرالي الاميركي في التحقيقات بالانفجار في المرفأ، وانه سيجتمع مع المسؤولين و يطلب منهم اجراء الاصلاحات”.

وأضاف: “مشاركتنا في التحقيق بانفجار بيروت تأتي بطلب من سلطات لبنان”.

ومن المقرر أن يبدأ هيل لقاءاته صباح اليوم، مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ومع رئيس ‏مجلس النواب نبيه بري.

وبعد ذلك ستكون له لقاءات مع عدد من السياسيين أبرزهم رئيس “تيار المستقبل” رئيس الحكومة السابق، ‏سعد الحريري، والنائب وليد جنبلاط، ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، ورئيس “حزب الكتائب” سامي الجميل.

من جانبها، قالت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان أمس: إن هيل “سيؤكد في بيروت دعمنا لتشكيل حكومة تمثل اللبنانيين”، مؤكدةً دعمها “لحكومة إصلاحية تلبي مطالب وتطلعات الشعب اللبناني”. وشددت الخارجية الأميركية على أن “هناك ضرورة لإنهاء الفساد في لبنان”، كما اعتبرت أن “لابد من سيطرة كاملة للدولة اللبنانية على مؤسساتها”.

وأضافت أن ثالث أكبر مسؤول في الخارجية الأميركية سيعقد اجتماعات مع قادة سياسيين وجماعات من الشباب والمجتمع المدني.

من جهتها، أعلنت السفارة الأميركية في بيروت أن وكيل وزارة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد هيل يزور لبنان، ليعبر عن تعازيه للشعب اللبناني على خسائره جراء الانفجار المدمر الذي وقع في بيروت في 4 آب.

وأكدت أن “هيل سيكرر التزام الحكومة الأميركية بمساعدة اللبنانيين على التعافي من المأساة وإعادة بناء حياتهم”.

وأضافت “في الاجتماعات مع القادة السياسيين والمجتمع المدني والشباب، سيؤكد هيل على الحاجة الملحة لتبني الإصلاح الاقتصادي والمالي والإصلاح الأساسي، والقضاء على الفساد المستشري، وتحقيق المساءلة والشفافية، وإدخال سيطرة الدولة على نطاق واسع من خلال المؤسسات العاملة”، حسب بيان السفارة الأميركية في لبنان.

وأضافت السفارة أن هيل سيؤكد استعداد أميركا لدعم أي حكومة تعكس إرادة الشعب وتلتزم التزاماً حقيقياً بأجندة الإصلاح هذه وتعمل وفقًا له.

وفي ما بدا أنه سباقاً أميركياً إيرانياً على لبنان، في إطار الاهتمام الدولي الذي حظي به، بعد كارثة انفجارالمرفأ، كشف النقاب عن زيارة سيقوم بها وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف إلى العاصمة اللبنانية، اليوم، بالتزامن مع زيارة هيل، في وقت استمرت الاتصالات الداخلية لتهيئة المناخات أمام تشكيل حكومة جديدة، تأخذ على عاتقها إجراء الإصلاحات اللازمة التي تنقذ لبنان أزمته الاقتصادية والمالية التي تعصف به.

ويأتي مجيء الوزير ظريف إلى بيروت، غداة الاتصال الذي أجراه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع الرئيس الإيراني حسن روحاني، حيث كان هناك بحث مستفيض بالشأن اللبناني، وقبل ساعات من خطاب امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله ليجول على كبار المسؤولين ملتقطا الفرصة- النكبة لعرض مساعدات الجمهورية الاسلامية وتوزيع التوجيهات لمن يلزم.

وما بين “الضيفين” (هيل وظريف) وصراعهما المستفحل الذي يدفع لبنان ثمنه، يترقب اللبنانيون اليائسون النتائج التي ستسفر عنها من ناحية المطالب المعيشية الملحة، وتضميض جراح الانفجار الدامي لمرفأ بيروت.