IMLebanon

توزيع خرائط لمخازن مزعومة لـ”الحزب”.. ماذا يحضّر جنبلاط؟

كشفت مصادر مطلعة لـ«الأخبار» ان جنبلاط الذي بدأ منذ مدة برفع سقف المواجهة المباشرة مع حزب الله، كان متحفظاً عن مسار الاتصالات التي جرت في الايام الاخيرة في شأن الوضع الداخلي، ولم يظهر حماسة كبيرة للتصور الفرنسي باعادة «لم شمل الجميع». لكنه، في الوقت نفسه، لم يكن مرتاحاً للتورط في تحالف جديد مع سمير جعجع، وبدا اكثر «ارتياباً» ازاء سلوك الرئيس سعد الحريري.

ورغم ان خطوة الاستقالة من المجلس النيابي انطلقت من بيته، بإعلان النائب مروان حمادة استقالته قبل كل من استقال من النواب الاخرين، الا ان جنبلاط بدا محرجاً ازاء تعهده للجانب الفرنسي اولاً، وللرئيس نبيه بري ثانياً، بالتراجع عن هذا القرار. وهو بعدما «فض» الاتفاق مع جعجع والحريري بشأن الاستقالة من المجلس النيابي، وجد انه قد دخل في سياق من الخطوات السياسية التي قد تعيد تعويم من يعتقد انهم سقطوا في الشارع.

صحيح ان جعجع هو، اليوم، الاكثر ارتباكا بسبب قراره عدم الاستقالة من المجلس النيابي، ويبحث عن افكار لاعادة تعويم صورته لدى قواعده من جهة ولدى حلفائه في الشارع من جهة ثانية، الا ان جنبلاط لا يقل عنه اهتمامًا بابقاء الشارع في حالة توتر، خصوصاً في وجه حزب الله. ويبدو انه مهتم كثيراً بتعزيز المناخ التحريضي ضد المقاومة وجعل الاحتجاجات عليها مفتوحة طوال الوقت.
جديد جنبلاط، ما كشفته المصادر من انه اعد خارطة لما سماه «نقاطاً عسكرية خاصة بحزب الله في مناطق محيطة بالعاصمة». وبحسب المعلومات، فان جنبلاط اعد خارطة (تشبه خارطة شبكة الاتصالات اللاسلكية التي اعدها حمادة بناء لطلب جنبلاط في ايار 2008)، تضمنت ما وُصف بأنه «تموضع عسكري في مناطق تقع ضمن قضاء عاليه وفي محيط بلدات تقطنها غالبية درزية ويسكنها شيعة منذ سنوات». ويجري الحديث هنا عن مناطق الشويفات وجوارها الاعلى.

جنبلاط قرر هذه المرة اعتماد طريقة جديدة في التحريض، من خلال استقباله ناشطين واعلاميين يعملون مع السفارتين السعودية والاميركية، ولهم علاقات بصحف أجنبية، ونصحهم باستخدام هذه الخارطة بما يؤدي الى تعميمها على الجمهور من دون توريطه بالامر. وبحسب فكرة جنبلاط (التي تعود ايضا الى حمادة) فان الافضل هو نشر هذه المعلومات في صحف عربية واجنبية، ومن ثم يصار في لبنان الى اعادة نشرها في لبنان، قبل ان يصار الى تحويلها عناوين للتحرك الشعبي ضد المقاومة من زاوية «ابتعدوا عن منازلنا»، في طريقة تحاكي محاولة اتهام الحزب بالمسؤولية عن انفجار المرفأ، وان محتويات العنبر رقم 12 تعود الى حزب الله.

ورغم ان الاتصالات مع الاعلام الاجنبي لم تنته الى نتيجة بعد، فان جنبلاط يبدو متحمسا لاشراك مجموعات يمينية في الحراك بهدف تنظيم احتجاجات شعبية ومراسلات الى العالم تطالب بالتدخل «لحماية المدنيين من مخازن حزب الله العسكرية».
كأن لدى جنبلاط حنيناً الى 5 أيار 2008.