IMLebanon

“الحزب” فقد الكثير من شعبيته والغضب يتصاعد ضده

عشية الأسبوع الثاني لكارثة انفجار مرفأ بيروت، وعشية إصدار المحكمة الدولية حكمها في قضية اغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري، يبدو أن السلطة الحاكمة في لبنان بدعم من «حزب الله» ماضية في تثبيت حكمها على حساب الشعب، في وقت تفقد فيه أحزاب هذه السلطة القائمة يوماً بعد يوم رصيدها الشعبي. في تحدِّ جديد للشعب المنتفض على وجعه جرّاء انفجار مرفأ بيروت الكارثي، أطلق الرئيس ميشال عون جملة مواقف لافتة. وأكد عون أن المعلومات حول المواد المخزنة في المرفأ وصلت إليه، ولكن متأخّرة، وأن كل السلطة كان لديها خبر.

في المقابل، تتزايد يوماً بعد يوم حدة الغصب على «حزب الله»، ليس فقط من معارضيه التقليديين، إنما هذه المرة من حلفاء له ومن بيئته الحاضنة. حشود المتظاهرين الذين خرجوا في مسيرة في بيروت بعد الانفجار ركّزوا أنظارهم إلى جهة واحدة فقط: «حزب الله». سياسيون وإعلاميون ضمن ما يسمى الثنائي الشيعي بدأوا يشهرون آراءهم المنتقدة لسياسية «حزب الله» ولخطابات أمينه العام حسن نصرالله.

لا شك في أن «حزب الله» فقد الكثير من شعبيته داخل لبنان وخارجه في العقدين الأخيرين، لكن تداعيات تفجير بيروت تمثّل تحدياً وجودياً لبنية الحزب وقوته العسكرية والسياسية، وفق محللين، لا سيما بعد الحضور الدولي القوي في لبنان سياسياً وأمنياً وإنسانياً والمطالبة بتحقيق دولي في ملابسات التفجير.

مجلة نيوز ويك رصدت تداعيات تفجير المرفأ على «حزب الله» بالتحديد، في تقرير بعنوان «الضغط يتزايد على حزب الله»، تناول وضع الحزب داخلياً وخارجياً، ويلخّص نيكولاس بلانفورد الباحث بمعهد أتلانتيك كاونسيل لـ «نيوزويك» الموقف الآن بأن «حزب الله» قبل ربع قرن «كان صغيراً ومُركزاً بالكامل على محاربة الإسرائيليين وكانت سمعته نظيفة لا تشوبها شائبة من ناحية الفساد، لكنه اليوم أصبح قوة عسكرية هائلة تحارب إقليمياً ومنخرطاً كلياً في السياسة، وأصبح جزءاً من النظام، ويعاني من الفساد أيضاً».