IMLebanon

“التيار”: التضحية يجب أن تكون من “الحزب”

أثار رئيس التيار الوطني الحر ووزير الخارجية السابق للبنان جبران باسيل الجدل مجددا عبر سلسلة تصريحات نارية تنهل من معجم المؤامرة في وقت يغرق البلد في أزماته ويلف الدمار عاصمته جراء الانفجار المروع في مرفأها الذي نجم عن الآلاف من الأطنان من نترات الأمونيوم مخزنة منذ العام 2013 بطريقة غير سليمة، وأودى بحياة العشرات وتسبب في تشريد الآلاف.

وفي آخر إطلالته على قناة الميادين قال باسيل إن “الانقلاب السياسي الذي كان يحضر لإحداث فراغ في المؤسسات جرى إجهاضه”، كما أكد “أن محاولة الانقلاب على العهد أحبطت”، فيما بدا إشارة إلى الاحتجاجات التي أعقبت انفجار بيروت والتي طالبت مجازيا برؤوس كل الزعامات السياسية التي حملها المحتجون المسؤولية عن الكوارث المتوالية التي يشهدها لبنان.

وحاول باسيل النأي بنفسه عن المنظومة السياسية في لبنان بقوله “إن خلافنا مع باقي الأفرقاء يعود إلى أننا من خارج المنظومة السياسية برمتها”.

وتقول أوساط سياسية لبنانية إن تصريحات باسيل تعكس تشنجا وحالة انفصال عن الواقع، مذكرة بأن تسارع الانهيار الاقتصادي والمالي، وبلوغه مستوى خطيرا، في لبنان حصل في حضرة هذا العهد، متسائلة عن الأسباب التي تكبل عهد عون للقيام بالإصلاحات المطلوبة محليا ودوليا وعلى رأسها ملف الكهرباء.

ويواجه لبنان منذ عقود أزمة كهرباء، وكان هذا الملف بيد حركة أمل الشيعية قبل أن يستلمه التيار الوطني الحر منذ نحو 12 عاما ، دون أن يخطو خطوة واحدة عملية في سبيل معالجته.

ويشهد لبنان منذ 17 تشرين الاول حراكا احتجاجيا ضد الطبقة السياسية المهيمنة، ولئن تراجع في الأشهر الماضية بيد أنه عاد بقوة مع انفجار مرفأ بيروت الكارثي، ليجرف معه حكومة حسان دياب.

وتقول الأوساط إن تصريحات رئيس التيار الوطني الحر المجانبة للواقع لن تزيد الوضع اللبناني إلا تأزما في وقت يتبين فيه لبنان أنه أحوج ما يكون إلى الاستقرار السياسي، للتوافق على حكومة جديدة.

وتأتي تصريحات باسيل في خضم انطلاق مشاورات تشكيل حكومة لبنانية جديدة، وكان رئيس التيار الوطني الحر قد التقى الجمعة زعيم حركة أمل ورئيس مجلس النواب نبيه بري لمناقشة عملية التشكيل، وشخصية رئيس الوزراء القادم وإن كان بري مع عودة زعيم تيار المستقبل سعد الحريري إلى هذا المنصب.

ويقول مراقبون إن تسمية الحريري ليست محل قبول بالنسبة للرئيس ميشال عون ومن خلفه صهره باسيل اللذين يعتبران أن استقالة الحريري من هذا المنصب في نوفمبر الماضي كانت تخليا عن العهد.

ويشير المراقبون إلى أن ما يزيد مسألة تكليف الحريري تعقيدا أن الأخير متمسك بجملة من الشروط، أولها منحه اليد الطولى في عملية التأليف، مع أخذ حزب الله مسافة من تلك العملية، والأهم هو ضمان دعم المجتمع الدولي، غير ذلك فإنه غير مستعد لهكذا تضحية.

وسبق وأن صرح الحريري عقب إعلان المحكمة الدولية حكمها في قضية اغتيال والده رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري بأن على حزب الله التضحية هذه المرة.

وقال زعيم تيار المستقبل “لا يتوقع أحد التضحية منّا، نحن ضحينا بأغلى ما نملك”. وأضاف “التضحية يجب أن تكون اليوم من حزب الله”.