IMLebanon

مخاوف من عودة مسلسل التفجيرات الأمنية!

كتب انطوان غطاس صعب في صحيفة “اللواء”:

ما زالت المخاوف قائمة في البلد على الرغم من تفاؤل البعض إزاء عودة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أوائل الشهر المقبل إلى بيروت، وهذا القلق بدأ يظهر عبر التفجيرات الأمنية والتحذير من وجود خلايا نائمة وشبكات إرهابية مزروعة في بعض المخيمات وأيضاً في مناطق نائية ومدعومة من جهات إقليمية، الأمر الذي بدأ يرخي بظلاله في هذه الظروف الصعبة التي يجتازها لبنان، وتحديداً أمام صعوبة أوضاعه المالية والاقتصادية والاجتماعية، وسط معلومات عن تأكيد دولي لبعض المسؤولين اللبنانيين أن الوضع اللبناني معقد ومحكوم باعتبارات كثيرة إقليمية ودولية، وحل هذه الأزمة دونها صعوبات وعقبات، وبناءً عليه فإن ما يجري حالياً إنما هو مساعدة الشعب اللبناني عبر جمعيات وسفارات لأن ليس هناك بعد اليوم أية ثقة بالطبقة السياسية الحاكمة، وهذا ما سيسمعه المسؤولون اللبنانيون، وقد استبق وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان زيارة الرئيس الفرنسي إلى لبنان عندما قال إنه سيؤكد مرةً جديدة أن على المسؤولين اللبنانيين تغيير أدائهم أو التنحي بحيث لم يعد هناك أية ثقة من قبل شعبهم وقد لمس ذلك خلال زيارته الأولى إلى العاصمة اللبنانية، وهذا التأنيب من ماكرون انسحب على عدد من كبار الموفدين الذين زاروا لبنان في الآونة الأخيرة، ما يدل وفق الأجواء الراهنة على أن حل الأزمة اللبنانية سيأخذ وقتاً طويلاً، إذ يعمل المجتمع الدولي أولاً على منع أي حرب في لبنان من خلال التواصل مع المعنيين بالملف اللبناني، ولكن الأولوية في هذه الظروف الاستثنائية تكمن في دعم الشريحة الأكبر من اللبنانيين المصابة بالفقر، إلى المساعدة والإغاثة بعد دمار جزء كبير من العاصمة، ومن ثم السعي لإصلاحات جذرية وحصول انتخابات نيابية مبكرة، لكن السؤال المطروح هل في مقدور الطبقة السياسية الحالية أن تفي بالوعود وتقوم بهذه الخطوات.

في السياق تحذّر جهات دولية وأوروبية وعربية عديدة المسؤولين اللبنانيين من استمرار اعتماد النهج الحالي أو تضييع الفرص المتتالية، لأن الذي يدعمون لبنان إنما هم يقومون بذلك من أجل إنقاذ أبنائه من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والصحية والتربوية، وعلى هذا الأساس ستنحصر المساعدات ضمن هذه العناوين، ولكن كما قال ماكرون وسواه على المسؤولين اللبنانيين أن يساعدوا أنفسهم، وبناءً على هذه الأجواء والمعلومات فإن الأزمة ستكون طويلة وحادة في ظل الصعوبة التي ترتبط بالتكليف، فكيف الحال في التأليف، خصوصاً بعدما تنحى الرئيس سعد الحريري وبات خارج السباق الحكومي حيث أحرج العهد وحزب الله بما أقدم عليه نظراً إلى صعوبة التعايش معه. لذلك إن الأسابيع المقبلة ستكون صعبة في ظل الكباش السياسي بين الأفرقاء كافة وعودة المساجلات والانقسامات إلى الواجهة من جديد، إضافةً إلى عقدة التكليف التي ستشهد شد حبال بين فريقين أساسيين في البلد أي القوى المعارضة ومن ثم العد ومن يدعمه من حزب الله وفريق الممانعة.

لذا فإن زيارة الرئيس الفرنسي ستكون مفصلية، ولكن السؤال ماذا سيحمل معه؟ هل من حل للعقد المتعددة الأشكال والألوان؟ أم أنها للمساعدة بعد نكبة بيروت؟ هذا ما ستظهره الأيام المقبلة، مع الإشارة إلى أن القلق الذي يعبر عنه أكثر من مسؤول لبناني يتمثل بالمخاوف الأمنية وعودة مسلسل التفجيرات والإرهاب إلى البلد.