IMLebanon

الراعي: المثالثة مرفوضة.. والعلاقة مع “الحزب” مقطوعة

شدد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي على “ألا خلاص للدولة إلا بالعودة الى كينونتها الأساسية أي الحياد”، سائلًا: “ما هو العقد السياسي الجديد؟ فالمطلوب هو نظام الحياد الناشط وواقعنا يحتاج لميثاق استقرار وإذا كان المقصود المثالثة ويُعمل عليها تحت الطاولة فسنرفضها فوق الطاولة وسنقوم بحرب معنوية ضدها لأن هذا موت للبنان”.

وأضاف، في مقابلة عبر الـ”mtv”، أننا “نحن أمام ولادة جديدة علينا جميعا أن نلتزم بها وعلينا أن نناضل من أجل الوصول الى نظام الحياد الناشط. فلبنان دولة مدنية فنحن نفصل الدين عن الدولة ولكن حوّلوها الى دولة الطوائف، فالحياد أول خدمة لرئاسة الجمهورية فمن هو المتضرر من الحياد؟”.

ودعا إلى “التمييز بين “المقاومة” وبين مشكلة السلاح وعلى الدولة حلّ هذه المشكلة ولكن لماذا ترك هذا الموضوع لخلق مشاكل داخلية حتى وصلت التهمة لي بالعمالة؟”. وقال: “كنت أنتظر جوابًا من “حزب الله” وتوضيحًا بدلًا من اتهامي بالعمالة فبالتخوين لا جواب انما كنت انتظر جوابًا علميًا”.

وقال: “كنت أتمنى أن يحصل لقاء مع “حزب الله” للحديث حول مختلف القضايا بواسطة السفير الايراني عندما قام بزيارتي”، مضيفًا: “حتى الآن العلاقة مقطوعة مع “حزب الله” منذ يوم زيارتي إلى القدس لاستقبال البابا

وأكد أن “البلد لا يحتمل وننتظر أي حكومة ستُشكل واذا كانت على نهج الحكومات السابقة أي محاصصة بين الكتل النيابية فهذا لا يبشّر بالخير. الدولة أصبحت دويلات وحتى رئيس الجمهورية اعترف بهذا الأمر والشعب لا ثقة له بالدولة كما الدول وأصبحت معزولة شرقًا وغربًا”.

وأردف: “على الحكومة الجديدة العمل بسرعة وأن يكون لديها صلاحيات تشريعية لاتخاذ قرارات سريعة والا سنبقى في مكاننا ونأمل من الرئيس المكلّف ان يقوم بذلك وإلا سيكون وضعنا أسوأ ممّا كنّا. فالحكومة هي المسؤولة ومجلس النواب وليس رئيس الجمهورية وأطالب بانتخابات نيابية في أسرع وقت ممكن”.

وقال: “حكومة الوحدة الوطنية “ضحكة” لأنها تجمع فئات لا تثق ببعضها ونأمل من رئيس الحكومة الجديد تشكيل حكومة طوارئ مصغّرة تضم شخصيات لا تنتمي الى أحد وغير مقدّمة من قبل أحد”.

ولفت إلى أنه “يجب تحرير الدولة من الفساد وتصويب سياستها الخارجية والحوكمة وأن نقوم بتنفيذ الدستور لأنه الطريق الى بناء الدولة الأمر الذي لا يحصل وكذلك لم يتم الالتزام باتفاق الطائف لا نصًا ولا روحًا”.

وعن الثورة، أعلن الراعي دعمه لها، قائلًا: “أرى فيها بارقة أمل ويجب أن نعمل معها لتكون ثورة حضارية لا فوضى ونحن نجري لقاءات مع مجموعات الثورة. ويهمنا أن لا تفلت الثورة وتصبح غوغائية وهذا ما نعمل عليه وقد تسلّل الى صفوفها من قام بالتكسير والتحطيم ويجب ان نحميها لتكون على المستوى الذي نأمله”.

وعن احتمال دعوته يومًا ما لاستقالة رئيس الجمهورية، أجاب: “من المؤكد لا”، نافيًا “وجود أي توتّر بيني وبين رئيس الجمهورية وأزوره كلما كانت هناك نقاط استفهام ونتصارح في المواضيع”.

وعن ملف انفجار بيروت، قال الراعي: “من أجل ضخامة الكارثة الكبيرة التي حصلت في انفجار المرفأ يجب أن يحصل تحقيق دولي يساعد القضاء المحلي”.

وقال: “سأعبّر للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن شكرنا وتقديرنا للزيارتين الأخيرتين له وسنتحدث بالهموم المشتركة وبأننا لا نستطيع الاستمرار بالوضع كما هو وسأثير معه موضوع الحياد وما نسمعه مؤخرًا عن المثالثة”.

وختم: ” مجاعة 1914 ولّدت لبنان الكبير والأحداث التي نعيشها وصلت إلى ذروتها مع انفجار المرفأ وأنا أؤمن أنه سيولد لبنان الجديد. شعبنا يحترم ويحبّ السلطة ولكن السلطة لا تحترم ولا تحبّ الشعب. فلنجلس الى طاولة واحدة ولنخلق النسيج اللبناني فنحن لدينا طائفة واحدة هي لبنان”.