IMLebanon

بيار عيسى لـ«الأنباء»: ماكرون ضخ الأوكسجين في رئة المنظومة السياسية

رأى الأمين العام ل‍حزب الكتلة الوطنية د ..بيار عيسى أن المحن والظروف الصعبة التي تجتاح الأوطان تحدد الصديق من المتملق، وقد أثبت الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، مشكورا، بغضّ النظر عن تفاصيل زيارتيه، أن فرنسا صديقة لبنان ولن تقف متفرجة عليه يهوي وينهار، إلا ان هذه الصورة، وان ارتاح اللبنانيون لبريقها الخارجي، لا تعني وجوب تخطي بعض المواقف الماكرونية غير المنسجمة مع مبادئ وطموحات ثورة 17 اكتوبر. معتبرا، على سبيل المثال، أن أكثر ما رسم علامات الاستفهام والتعجب، هو وعد الرئيس ماكرون للشعب اللبناني خلال تفقده منطقة الجميزة بعد يومين من وقوع الفاجعة، بان المساعدات ستصله عبر قنوات غير رسمية خوفا من وقوعها في شرك الفساد وسوء الادارة، لكن هذا الوعد، وعلى الرغم من انه اظهر بصدق سقوط ثقة العالم بالمسؤولين اللبنانيين، الا أن اركان هذا الوعد ضعفت امام تأكيد ماكرون في الخطاب نفسه، انه اوصى المسؤولين اللبنانيين بتشكيل حكومة وحدة وطنية، متسائلا كيف يمكن لرئيس دولة عظمى ان يحجب من جهة الثقة عن المسؤولين اللبنانيين في عملية توزيع المساعدات، ويمنحهم اياها من جهة ثانية في عملية ادارة الدولة.

ولفت د.عيسى، في حديث لـ «الأنباء»، الى أن الخطأ الثاني الذي وقع فيه ماكرون، هو استدعاؤه مرتين الاحزاب الطائفية المعارضة والمستقيلة الى جانب الاحزاب الطائفية الموالية للعهد، لإبلاغهم امر اليوم وخارطة الطريق وبرنامج الحكومة العتيدة، دون ان يجتمع بممثلين عن المعارضة الحقيقية العابرة للطوائف، وفي طليعتها حزب الكتلة الوطنية الذي يشكل بحد ذاته نواة الثورة وتطلعاتها، وذلك لإعطائها فرصة التعبير عن رؤيتها لكيفية خروج لبنان من دوامة المحن والأزمات، ما يعني من وجهة نظر عيسى أن اسم الرئيس المكلف سقط بالمظلة، وان الاستشارات النيابية الملزمة اتت معلبة وشكلية، الامر الذي ان رجح شيئا، فهو ان تكون حكومة أديب مستنسخة عن حكومة دياب، انما بأقنعة جديدة تدعي الاستقلالية عن الاحزاب والطوائف.

وردا على سؤال، أكد ان مصالح الدول تتحكم بمساراتها الداخلية والخارجية، ولا مكان بالتالي للصداقات بين الدول في زمن التحالفات والاستراتيجيات السياسية والعسكرية والاقتصادية والنقدية، من هنا يمكن الاستنتاج انه قد يكون هناك تقاطع مصالح بين فرنسا والشعب اللبناني، لكن ليس بالضروري ان في المنفعة الفرنسية منفعة للشعب اللبناني، بدليل ان مصالح فرنسا قضت بهروب الرئيس ماكرون الى الامام الى ما بعد انقضاء المهلة المعطاة لتطبيق الاصلاحات، عندما سئل عن مصير سلاح حزب الله.

وختم د.عيسى مستخلصا من زيارتي الرئيس الفرنسي للبنان ان الأم الحنون عادت الى الشرق الاوسط من البوابة اللبنانية، وما اهتمامها مشكورة بهذا الزخم في معالجة الجرح اللبناني سوى لخدمة مصالحها الاستراتيجية التي قضت بنتيجة الزيارتين بضخ الاكسيجين في رئة المنظومة السياسية في لبنان، بعد ان كانت قد وصلت بفعل خبط اقدام الثوار الى مشارف السقوط، مؤكدا ان المعارضة الحقيقية الثائرة مستمرة وان مصير المنظومة السياسية هو الرحيل الحتمي.