IMLebanon

«الوزارات المطوبة» أولى العقبات أمام أديب

انطلق الرئيس المكلف مصطفى أديب بعملية تشكيل الحكومة، على امل استجابة الأطراف اللبنانية للبرنامج الزمني الذي وضعه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لتشكيل الحكومة، وبالتالي وضعها على سكة الإصلاحات المالية والإدارية الملحة.

بداية انطلاق أديب، تمثلت بلقائه رئيس الجمهورية ميشال عون، وتجنب بعد اللقاء الحديث عن مهل زمنية للتأليف، أو عن حجم الحكومة التي يريدها هو مصغرة من 14 وزيرا، بينما يرى الرئيس عون ان تكون من 24 وزيرا، واذا اخذنا ضغوطات الرئيس ماكرون، وتعفف القوى الحزبية عن المطالب المعرقلة، يمكننا ان نرى الصورة التذكارية للحكومة الجديدة في غضون اسبوع او عشرة ايام، لكن المؤشرات لا توحي بذلك، خصوصا بعدما بدأت المطالب الهامسة ترتفع، بأن هناك وزارات مطوبة لطوائف ومذاهب وقوى حزبية.

وأضاء على هذا المستجد، حديث لرئيس التيار الحر جبران باسيل عن المداورة في الوزارات، ما يعني عدم تمسكه بوزارة الطاقة، مما حدا بالنائب ايوب حميد، عضو كتلة التنمية والتحرير، الى التأكيد على تمسك حركة «أمل»، وعبرها الطائفة الشيعية بموقع وزارة المال الذي يتيح لها التشبث بالتوقيع الرابع في الدولة.

ورأى الوزير السابق وئام وهاب، ان وزارة المال يجب ان تبقى خارج حركة «أمل»، والتيار الحر خارج وزارة الطاقة.

وفي معلومات «الأنباء» ان الرئيس ماكرون استبقى مجموعة من فريق عمله في بيروت، برئاسة السفير السابق في لبنان برنار ايميه للمتابعة والمراقبة، والحرص على انجاز الحكومة اللبنانية ضمن المهل التي حددها، وهي اسبوعان لتشكيل الحكومة، وشهران لتنفيذ الاصلاحات، فيما بدا ان هذه المهلة، نفسها اعطتها الادارة الأميركية للادارة الفرنسية، كي تصلح الأوضاع اللبنانية وفق وجهة نظرها، التي تقوم على تحييد سلاح حزب الله والانطلاق في عملية التصحيح الاقتصادي والسياسي، بما يسمح لإدارة الرئيس دونالد ترامب خوض انتخاباته الرئاسية، بعيدا عن اي مشاغل أخرى.

ويبدو ان الرئيس ماكرون، الذي يتحرك بخلفية مواجهة تركيا في شرق المتوسط، مع ما يلزمه بالتناغم مع ايران، يطرح معادلة تجيب عن سؤال كبير لوليد جنبلاط، وهو هل نريد لبنان «هونغ كونغ» او «هانوي»؟، أي جنة اقتصادية، او مصنع لتصدير الإرهاب الى المنطقة، كحاله منذ العام 2013، بحيث يقترح التعايش مع سلاح حزب الله، ريثما يصبح بالإمكان استيعابه في دولة لبنانية متماسكة وقادرة.

ويعطي اصحاب هذه المعادلة، كوريا نموذجا لامكانية التعايش مع الصيف والشتاء تحت سقف واحد… حيث يتعايش الشعب الكوري مع واقع تحييد السلاح النووي في بيونغ يانغ، عاصمة الشمال، وسط تقدم كوريا الجنوبية صفوف الدولة الصناعية الكبرى على مستوى العالم.
وفي هذا السياق يقول نائب رئيس البرلمان الأوروبي والقيادي الإيطالي في «حركة الخمس نجوم» فابيو ناسيمو كاستيلذي ان النهج الفرنسي الذي يربط مساعدة لبنان بالشروط الصارمة يقلقني.

وأضاف للوكالة الوطنية للأعلام ان رئيس وزراء ايطاليا جوزيتي كونتي يزور بيروت الثلاثاء المقبل، بعد سلسلة زيارات لمسؤولين ايطاليين تعبيرا عن صادق التقارب بين البلدين، واشار الى التنسيق الايطالي مع فرنسا، الا انه اعتبر ان النهج الفرنسي بالمساعدة غير منطقي.

الشيخ الدكتور صادق النابلسي اعتبر بدوره المبادرة الفرنسية مناورة أميركية لجعل لبنان بنحو تدريجي، ضمن سياق صفقة العصر. النابلسي القريب من حزب الله، قال ان فرنسا غيورة على مصالحها وليس على لبنان وتريد ان تحرز نجاحات لم تحرزها اميركا.
في هذا الوقت قال النائب فيصل كرامي في تغريدة له: «حزورة اليوم: من هو المتعهد الذي سيلتزم ازالة الردم وتنظيف مرفأ بيروت؟ والله لتشوف شوفات يا ماكرون».

وكشفت مصادر شاركت في لقاء مساعد وزير الخارجية الأميركية ديفيد شينكر مع النواب ‏المستقيلين، أمس، الذين غاب عنهم فقط ميشال معوض بداعي السفر، أن الديبلوماسي الأميركي ‏أكد دعم إدارته لمبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن تشكيل حكومة جديدة منتجة ‏تباشر فورا تنفيذ رزمة من الإصلاحات.‏ لكن رئيس حزب «الكتائب» سامي الجميل الذي نوه بالدور الفرنسي، كما أضافت المصادر، ‏اعترض على عدم تقديم موعد الانتخابات النيابية، فرد شينكر بالقول إن الانتخابات المبكرة لن ‏تتيح أي تعديل في تمثيل حزب الله البرلماني، ما دفع الجميل الى الرد مجددا بالقول: «ربما يكون ‏ذلك صحيحا لكن الانتخابات المبكرة تحدث تعديلات أكيدة في التمثيل المسيحي».‏

وختمت المصادر أن شينكر أكد للحاضرين أن دفعة جديدة من العقوبات الأميركية ستصدر ‏الأسبوع المقبل ضد شخصيات لبنانية «قد لا تكون كبيرة عدديا لكن مهمة من حيث أهمية ‏الأشخاص الذين ستشملهم».

ويذكر ان شينكر التقى قائد الجيش اللبناني جوزف عون من دون بقية المسؤولين، وعرض معه المساعدات الاميركية للجيش.