IMLebanon

هل بدأت مرحلة الانتقام السياسي على حساب حكومة أديب؟

كتبت غادة حلاوي في “نداء الوطن”:

لا جديد على مستوى تشكيل الحكومة. والمشاورات يكتنفها الجمود على كل المستويات. ولا موعد محدداً لزيارة الرئيس المكلف مصطفى اديب الى قصر بعبدا لعدم التوصل بعد الى صيغة حكومية ولو أولية للتباحث بشأنها. يركز اديب في اجتماعاته على لقاء شخصيات من المجتمع المدني ما يشكل مؤشراً الى نيته مشاركتهم في الحكومة العتيدة، علماً ان تكليفه جاء نتاج توافق سياسي بالدرجة الاولى. لم يتسلم الرئيس المكلف حتى الساعة اي اسم لمرشح من اي تكتل نيابي، في حين تطفو على سطح المشاورات مشكلة التمثيل المسيحي في حال صحت المعلومات عن نية البعض اقناع الرئيس المكلف، بعدم اشراك “التيار الوطني الحر” في مشاوراته.

وهو ما يربطه معنيون بملف التشكيل بمناكفات سياسية قديمة جديدة بدت تعود ادراجها لتشكل عقبة اساسية في درب التشكيل. ويلمس مقربون ان الخلاف المستحكم بين الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري ورئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل عاد مجدداً، أقله هذا ما يمكن استنتاجه نتيجة عدم اجتماع باسيل بالرئيس المكلف الذي مضت عشرة ايام على تكليفه. واذا صحت المعلومات المتداولة عن نية رئيس الحكومة المكلف استثناء “الوطني الحر” من التمثل في الحكومة، فيعني ذلك ان التأليف امام معضلة حقيقية قد تعترض طريقه.

منذ انطلق التأليف باشر أديب مشاوراته بعيداً من الاعلام. أصر على ان الامور مرهونة بخواتيهما وان الكلام الجدي يكون بعد الانتهاء من عملية التأليف وليس قبلها. اجتمع مع ممثلي الثنائي الشيعي اي الوزير علي حسن خليل والمعاون السياسي في “حزب الله” الحاج حسين الخليل، وخارج العموميات لم يرشح عن اجتماعه معهما ما ينبئ بقرب تصاعد الدخان الابيض. يتولى الخليلان وضع رئيس “التيار الوطني” بأجواء اجتماعهما مع أديب ولا يكون بعيداً من ذلك أيضاً وزير “المردة” السابق يوسف فنيانوس. وعلى عكس المرات السابقة كان اللافت ان رئيس الحكومة المكلف لم يستقبل جبران باسيل بعد ولم يناقش معه مسألة تمثيل “التيار” في الحكومة انطلاقاً من موقعه كرئيس كتلة نيابية وازنة. ما يطرح التساؤل عن سبب استثنائه من المشاورات وتركيزه على الاجتماع بالخليلين دون الآخرين.

وخلال اللقاء الذي جمعهما تمنى رئيس الجمهورية على الرئيس المكلف الإجتماع الى باسيل والإستماع اليه بخصوص الحكومة الجديدة، لكن رئيس الحكومة المكلف آثر عدم الاجتماع به حتى الساعة بناء على طلب كل من رئيسي الحكومة السابقين نجيب ميقاتي وسعد الحريري، وفق ما يعتبر العونيون. بداية لم تلق هذه الخطوة استحسان الخليلين، ولذا ربما ارجئ اجتماع كان مقرراً عقده بين أديب والخليلين ليكون هو الثاني بينهما. علماً ان الاجتماع الاول لم يحمل اي نتائج جدية واعتبر لقاء للتعارف لا سيما بين أديب والحاج حسين الخليل. الانطباع الاولي الذي نتج عنه ان الرئيس المكلف لم يبلور بعد أي صيغة مفهومة للحكومة. ولا يستبعد مطلعون على خلفيات المشاورات الحكومية من قوى الثامن من آذار وجود نية لتطويق اديب وتكبيله لتعكير مهمته، بهدف دفعه الى الاعتذار ورفع الشكوى الى الفرنسيين توحي بأن “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” هما الجهة التي تعرقل تأليف الحكومة. علماً ان “التيار الوطني” يعتبر نفسه أنه قد يكون من اكثر المرات عزماً على تسهيل مهمة تشكيل الحكومة، ويردد أنه معني بتأليف حكومة اصلاحية، فعالة ومنتجة في هذه المرحلة التي ستتسم بالهدوء نظراً لوجود ارادة تعبر عنها المبادرة الفرنسية. وهو بحسب ما يؤكد سيسهل بالحد الادنى بغض النظر عن مشاركته في الحكومة، وأبعد من ذلك يتجه “التيار” الى منح ثقته للحكومة في حال شكلت حتى ولو لم يكن مقتنعاً بها.

وفي حين عزت مصادر مواكبة مثل هذا الاتجاه الى وجود رغبة بتوزيع الحصة المسيحية داخل الحكومة بين رئيسي الجمهورية والحكومة، تماشياً مع ما كان يحصل في عهد حكومات الرئيس رفيق الحريري، استبعد مراقبون ان تتخذ المباحثات منحى كهذا لن يسير به حكماً الثنائي الشيعي، الذي يبحث شأن الحكومة انطلاقاً من كونه مكوناً اساسياً وممثلاً في البرلمان. اسبوع على التكليف. كتمان يستعين به الجميع لقضاء حوائجهم لكنه حمّال اوجه ايضاً، فهل بدأت فعلاً مرحلة تصفية الحسابات السياسية على حساب حكومة مصطفى أديب؟