IMLebanon

العقوبات تتخطى الحكومة وتصل الى الاستحقاق الرئاسي!

تتسارع التطورات المترابطة في لبنان، لا سيما منذ ما بعد انفجار مرفأ بيروت. وفي وقت لوحت فيه فرنسا بعقوبات في حال تقاعس المسؤولون عن الاسراع في تأليف الحكومة والانتقال سريعا الى تنفيذ الاصلاحات المطلوبة والمعلومة، اتت من الولايات المتحدة، باعلان فرض عقوبات على وزيرين سابقين علي حسن خليل ويوسف فنيانوس القريبين من حزب الله، في حين ان اوساطا لبنانية عديدة كانت قد تحدثت عن ان هذه العقوبات ستشمل رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل.

هل من ترابط بين العقوبات والاميركية والمبادرة الفرنسية التي اطلقها الرئيس ماكرون؟ وهل ستساهم في تسريع التأليف ام انها ستزيد الطين بلة؟!

اعتبر النائب السابق امل ابو زيد ان لا علاقة بين العقوبات والمبادرة، خصوصا وان واشنطن تلوّح بها منذ فترة طويلة! ولكن للتوقيت وللاسماء رمزية سياسية، كونها اصابت اثنين، واحد مقرب جدا من الرئيس نبيه بري ، لا بل هو يده اليمنة او النطاق باسمه، وهذا ايضا ما ينطبق على الوزير السابق يوسف فنيانوس، لجهة قربه من النائب سليمان فرنجية، وهو لطالما كان الوسيط بين الاخير وحزب الله.

وقال ابو زيد عبر وكالة “أخبار اليوم” الى جانب ممارسة المزيد من الضغط على لبنان، هناك رسالة الى بري وفرنجية من اجل الابتعاد عن حزب الله، مضيفا ان الموقف الاميركي من الحزب ليس جديدا، ولكن في “فترة الضياع” التي تسبق الانتخابات الاميركية الرئاسية المقررة مطلع تشرين الثاني المقبل فان مثل هذه القرارات متوقعة، مع العلم ان الرئيس دونالد ترامب “ليس مرتاحا على وضعه” وعمل على تحسين حظوظه الانتخابية، وقد تكون العقوبات جزءا من هذه الخطة.

وهل هي ايضا رسالة الى الرئيس المكلف مصطفى اديب لابعاد حركة امل وتيار المردة الى جانب حزب الله عن التشكيلة الحكومية؟ اجاب ابو زيد:  قد تصب في مساعدة المبادرة الفرنسية لجهة الالتزام بحدود الموقف الذي اعلنه الرئيس ماكرون،  بمعنى ان تكون هذه الحكومة خارج نطاق الاحزاب السياسية.

ولكن تابع ابو زيد: منسوب العقوبات الاميركية ارتفع مع تسمية حسن خليل وفنيانوس، خصوصا وانهما شاركا في السلطة، ولهما تمثيلهما في بيئتهما، فوزير المال السابق لا يمكن ان يخرج من عباءة الطائفة الشيعية، كما ان الثاني لعب دورا اساسيا في تطوير العلاقة بين المردة وحزب الله.

وفي هذا السياق، اعتبر ابو زيد ان “استهداف فنيانوس” هو رسالة تتخطى الحكومة، وتصل الى طموح فرنجية الرئاسي، فمعلوم ان ملف استحقاق رئاسة الجمهورية، سيفتح على مصرعيه بعد عام، او عام ونصف على ابعد تقدير. وهل للامر انعكاس سلبي على ترشيح رئيس المردة ام لا؟ ختم: المواضيع التي لها علاقة بالعقوبات وما سيتبعها من تداعيات بيد الولايات المتحدة التي تتحكم بمستواها… وايضا بتأثيراتها!