IMLebanon

حنكش: البلد يحتاج إلى “أوكسيجين”

يبدو أن الأيادي الرسمية كلّها خالية حتى الساعة من أي بديل مُحتمَل، في ما لو فشلَت أو أُفشِلَت المبادرة الفرنسية. وهو ما يعني أن لا Plan B، ولا وجود لأي تصوّر في شأنه محلياً، يُمكنه بثّ الطمأنينة في حال استمرّ التعثُّر السياسي على حاله. فتشكيل الحكومة يخضع كما يبدو لحلبات إثبات الشخصية والهوية والوجود بعد العقوبات الأميركية على الوزيرَيْن السابقَيْن علي حسن خليل ويوسف فنيانوس. ولكن ماذا لو نفد صبر الفرنسيّين قريباً، خصوصًا أنه قد لا يكون مُمكنًا شراء باريس عبر الإلتزام بمهلة الأسبوعَيْن المُحدّدة لتشكيل حكومة، إذا كانت تلك الأخيرة بعيدة من الشروط الإصلاحية المفروضة على اللّبنانيّين فرنسياً، بغطاء أميركي ودولي.

وبالتالي، ماذا لو قرّرت فرنسا أن تغضَب؟ وما هي المجالات المتاحة أمامها لإمساك المسؤولين اللّبنانيّين في اليد التي توجعهم، إذا رغبوا في إسقاط هيبتها الدولية، في وحول سياسات الـ Rien ne bouge اللّبنانية؟

ففرنسا تتمتّع بعلاقات مؤثِّرَة مع معظم الدول الأساسية المموِّلَة لقروض “صندوق النّقد الدولي”، ومع الدّول المانحة من باب مؤتمر “سيدر”. فهل من الممكن أن تستعمل سلطتها لإفقاد المسؤولين اللّبنانيّين آخر غطاء دولي في هذا الإطار؟ وماذا يعني فقدان لبنان آخر صديق دولي له، وهو فرنسا؟

رأى عضو كتلة “الكتائب” المستقيلة من مجلس النواب الياس حنكش أن “خيارًا واحدًا أمام السلطة اللّبنانية حاليًا، وهو أن تكون على قدر توقُّعات المجتمع الدولي. فالبلد يحتاج الى “أوكسيجين”، وهو موجود في يد المجتمع الدولي”.

وأشار في حديث الى وكالة “أخبار اليوم” الى أنه “إما يلتزم المسؤولون اللّبنانيون بالإصلاحات والمحاسبة وبتنزيه أنفسهم عن المحاصصات التي نراها في تشكيل الحكومة الجديدة، أو سيضعون البلد مرّة أخرى في أتون نار تلتهم آخر ما تبقى من شكل الدولة”.

وعن المجالات التي تمتلكها باريس لمعاقبتهم في تلك الحالة، قال حنكش:”فرنسا ليست بحاجة الى أن تعاقب أحداً، لأن مجرّد سقوط البلد بفضل المسؤولين فيه، رغم كل محاولاتها لتخليصه، سيكون أكبر عقاب لهم”.

وأضاف: “لا خيار أمام هذه الطغمة الحاكمة والفاسدة والمستهترة بحياة الناس، إلا الإلتزام بالورقة الفرنسية، لأن خلاف ذلك يعني الإنتحار. فلا أحد سيقبل المضي بالإستهتار من جديد، ولا بتركيب حكومات مثل حكومة تصريف الأعمال المستقيلة”.

ولفت حنكش الى أن “السياسات الخارجية المُعوَجَّة التي مورِسَت سابقاً، وإقحام لبنان في حروب ومواجهات لا دخل له فيها، وضعنا في عزلة لا مثيل لها. وبعد كارثة انفجار مرفأ بيروت في 4 آب الماضي، لم يقف المجتمع الدولي متفرّجاً على الشعب اللّبناني، يُظلَم ويُذَلّ. ومن هذا الباب، فُكَّت العزلة عن الشعب، بعدما رأت كلّ دول العالم أنه محكوم من قِبَل طغمة ظالمة”.

وختم: “إذا سقطت المبادرة الفرنسية، فإن صداقة باريس مع الشّعب اللّبناني ستستمرّ، وهذا أمر أساسي. فالمجتمع الدولي يتعامل مع السلطة الحالية من باب التعاطي مع ما هو موجود أو متوفّر، لا أكثر ولا أقلّ. ورأينا جيّداً كيف أن المساعدات أتت الى الجمعيات غير الحكومية، لأن لا ثقة بالسلطة اللّبنانية دولياً. وبالتالي، لا حلّ كاملاً إلا برحيل هذه السلطة من خلال انتخابات نيابية مبكرة. ولكن المُتاح للعمل السريع في وقت قريب، هو خريطة الطريق الفرنسية التي يتوجّب الإلتزام بها، لمصلحة لبنان وشعبه”.