IMLebanon

أديب لن يخوض معركة سياسية مع “الثنائي الشيعي” ويفضّل التنحّي

كشفت مصادر لنداء الوطن:

 

أكدت مصادر سياسية مواكبة عن قرب لمساعي تذليل عقدة حقيبة المال التي أصر الثنائي الشيعي على بقائها في عهدة وزير شيعي لـ”نداء الوطن” أن تمديد مهلة الـ15 يوماً لولادة الحكومة حصل بالاتفاق مع الجانب الفرنسي، ولمدة 24 ساعة فقط وليس 48 ساعة أو حتى غد الخميس، بما يعني أنه يفترض حسم الأمور اليوم الأربعاء.

وأوضحت المصادر أن اعتراض الثنائي الشيعي على تركيبة الحكومة التي أعدها الرئيس المكلف مصطفى أديب جاء لأسباب تتعدى مشكلة حقيبة المال إلى أسباب تتعلق بشعور قيادتي “حزب الله” وحركة “أمل” بأن هناك محاولة لتشديد الحصار عليهما عبر ضغوط أميركية مورست على حلفائهما تحت سيف العقوبات أسوة بالوزيرين السابقين علي حسن خليل ويوسف فنيانوس، بدليل ما أعلنه رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل حليف الحزب الرئيسي، عن رفض إسناد المالية إلى وزير شيعي وإصراره على المداورة الكاملة، خلافاً لما يطالب به الثنائي.

كما دعت المصادر إياها إلى عدم إهمال الأسباب الإقليمية للتعقيدات التي برزت أمام الحكومة، مشيرة إلى أن تشدد “حزب الله” ليس بعيداً عن حسابات إيرانية بتصليب الموقف حيال واشنطن في لبنان وغيره، بعد رعايتها اتفاقات التطبيع بين إسرائيل ودولة الإمارات العربية المتحدة والبحرين، والتي يعتبرها محور الممانعة لتشديد الحصار على طهران.

وقال مصدر سياسي بارز مطلع على موقف الرئيس المكلف تأليف الحكومة السفير مصطفى أديب لـ”نداء الوطن” إن من يعرف طبعه وطريقة تفكيره يدرك أنه لم يقبل بالمهمة التي أسندت إليه كي يخوض معارك سياسية مع الفرقاء ولا سيما مع الثنائي الشيعي. وذكر المصدر إياه أن أديب وضع مبادئ لتشكيل الحكومة على أن تكون غير سياسية ومن غير الحزبيين الاختصاصيين الذين يمكن أن يعملوا كفريق منسجم لإنقاذ البلد من الانهيار خلال بضعة أشهر ووضعه على سكة التعافي لترحل بعدها. فهو سعى إلى تشكيل فريق “عتالة” للعمل الدؤوب والصعب، وبالتالي إذا كان الفرقاء السياسيون غير راضين عن هكذا صيغة فهو يعتقد أنه من الأفضل الإتيان بغيره وفق مواصفات مختلفة وأن يتخلى عن تكليفه بالمهمة. وأضاف المصدر، الذي يعرف السفير أديب عن قرب يدرك أنه ليس من النوع الذي يعتبر أنه حصل على التكليف من أكثرية البرلمان وبالتالي سيضعه في جيبه ويبقى أشهراً رئيساً مكلفاً أمام صعوبة إنجاز الحكومة، بل سيتصرف على أن إنقاذ البلد أهم وبالتالي سيفسح الطريق أمام اختيار غيره لترؤس الحكومة.

وتوقع أكثر من مصدر أن يقدم أديب اعتذاره عن تأليف الحكومة خلال الساعات المقبلة إذا لم يتم التوافق على الصيغة التي أعدها للحكومة العتيدة.

إذا اعتذر أديب عن تأليف الحكومة نتيجة موقف “الثنائي الشيعي”، فان ذلك يعني فشل المبادرة الفرنسية وهذا يطلق مخاوف في بعض الاوساط السياسية اللبنانية من ان يقود هذا التطور الى تقارب اميركي – فرنسي في الموقف من “حزب الله” في لبنان يعيد الى الاذهان التقارب بين باريس وواشنطن في العام 2004 حيال الوجود السوري فيه والذي ادى الى صدور القرار الدولي الرقم 1559 واطلق تحركاً دولياً ضاغطاً فرض انسحاب سوريا من لبنان.