IMLebanon

أديب يستجيب لتعهّد الفرنسيين بالضغط… ويؤجّل الاعتذار

بانتظار حصول معجزة ما، أو معاودة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون التحرك باتجاه لبنان شخصياً او عبر موفد من “الوزن الثقيل”، فإنّ القوى السياسية اللبنانية ستواصل عملية “لحس المبرد”، وسط نزيف مالي واقتصادي واجتماعي وكارثة معيشية وهموم يرزح تحت عبئها الشعب اللبناني.

وبعد عملية “تنتيع” وشد حبال وصل الجميع الى حائط مسدود، وتحول الرئيس المكلف مصطفى اديب الى “كيس ملاكمة” يتلقى الضربات من الجميع، سواء من جهة من سمّوه أو من تبنوا لاحقاً تسميته، في مشهد مخزٍ لا يليق بلبنان وشعبه. وكل ما نتجت عنه عبقرية الطبقة السياسية منعت اديب من الهروب عائداً الى برلين، وأبقته رهينة عبثهم اللامحدود بما تبقى من امكانية لالتقاط الانفاس السياسية والاقتصادية والمالية.

في مسار النزال الحكومي امس، عودة الى لغة الانقسام ما بين 8 و14 آذار، مع محاولة فريق العهد اي “التيار الوطني الحر” النأي بنفسه متسلحاً بالتمسك بمبادرة ماكرون بكل تفاصيلها، ولكن رئيس الجمهورية ميشال عون يخوض ضمناً عبر معركة التأليف حرب تصفية حساب مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، المتهم من قبل العهد بأنه قاد الفريق الذي عمل على تعطيل كل شيء على مدى اربع سنوات، ولكن مع تطور الامور اصبحت المواجهة مع “حزب الله”، وهذا الامر بدأ يلقي بتداعياته على العلاقة بين “الحزب” و”التيار الوطني الحر”، إذ إنّ الاخير مشغول بكيفية درء العقوبات الاميركية عن اركانه، ولاجل ذلك مستعد لفعل اي شيء حتى لو كان على حساب علاقته مع “الحزب”.

ما حصل امس هو ان الرئيس المكلف مُنع من الاعتذار، وادخل في نفق الانتظار الذي قد يطول او يقصر حسب زخم الحراك الفرنسي، الذي سيكون على ما يبدو بوتيرة عالية مع تسجيل اتصال امس بين عون وماكرون لم ترشح اي معلومات عن مضمونه، مع ميل لدى المتابعين بأن تكون كالعادة الشكوى الرئاسية على المعطلين. حضر اديب الى بعبدا، ووضع عون في جو اللقاءات التي عقدها وتحديداً اللقاء الذي جمعه امس مع الخليلين وابلغ عون ان اللقاء لم يكن ايجابياً انما انتهى الى صعوبات، وجرى نقاش حول هذه الصعوبات والسبل الكفيلة لتذليلها، فما كان من اديب الا ان رمى قنبلته بالقول “الامور وصلت الى طريق مسدود وكنت متوجهاً للاعتذار عن اكمال المهمة، ولكن حصل اتصال معي من الجانب الفرنسي وطلب مني الاستمرار بالتشاور وبالتالي اعطاء فرصة جديدة، وان الجانب الفرنسي سيمارس ضغطاً كبيراً لايجاد الحلول”.

وفي المعلومات الرسمية ان عون استقبل اديب، وعرض معه نتائج الاتصالات والمشاورات الجارية لتشكيل الحكومة العتيدة، والسبل الآيلة الى تذليل الصعوبات التي برزت في الفترة الاخيرة، مع الابقاء على هدف الاسراع في ان تبصر الحكومة الجديدة النور في اسرع وقت ممكن.

وخلال اللقاء، طلب عون من اديب، الاستمرار في الاتصالات الجارية لمعالجة الملف الحكومي لأن الظروف الراهنة في البلاد تستوجب عملاً انقاذياً سريعاً، لا سيما وانه انقضى 16 يوماً على التكليف ولبنان ينتظر التفاهم على تشكيل حكومة جديدة.

وأكد عون التمسك بالمبادرة الفرنسية بكل مندرجاتها والتي كانت حظيت بتوافق القيادات السياسية اللبنانية.

وبعد اللقاء تحدث رئيس الحكومة المكلف الى الصحافيين فقال: “عرضت مع فخامة الرئيس الصعوبات التي تعترضنا لتشكيل الحكومة الجديدة. أعي تماماً انه ليس لدينا ترف الوقت، واعوّل على تعاون الجميع من اجل تشكيل حكومة تكون صلاحياتها تنفيذ ما اتفق عليه مع الرئيس (الفرنسي ايمانويل) ماكرون. اتفقنا مع فخامة الرئيس على التريث قليلاً لاعطاء مزيد من الوقت للمشاورات لتشكيل الحكومة، ونأمل خيراً”.