IMLebanon

الحكومة بين انتخابات أميركا وزوال العقوبات عن إيران

دخل الوضع اللبناني في ثلاجة الانتظار القسري، وبالتالي ليس هناك ما يؤكد احتمال قيام حكومة خارج التوقيت الإيراني المرتبط بالانتخابات الرئاسية الأميركية، بمعزل عن حاجة لبنان الملحة الى حكومة فاعلة، وقادرة على إنقاذ ما يمكن إنقاذه من أوجه الحياة المالية والمعيشية، الغريقة في بحر عواصف الدولار المدمر للعملة اللبنانية.

ومن هنا، كانت عودة المسار الحكومي الى الضياع، بعد خسارة الفرصة الأخيرة التي تحدث عنها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ولو أنه عاد ومدد لها من خلال التمديد لمبادرته، بين 4 أسابيع و6 أسابيع.

وبهذه المناسبة تحدثت صحيفة «الشرق» البيروتية عن معادلة جديدة للثنائي الشيعي تقول: «لا حكومة بوجود عقوبات اميركية على ايران»! وعليه تحول الاهتمام السياسي في بيروت أمس الى ردود الفعل على تصريحات ماكرون، وأبرزها رد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله على اتهامات الرئيس الفرنسي للحزب وللطبقة السياسية الحاكمة، وقد استبق الحزب كلمة أمينه العام بتعليق لقناة «المنار» موجه الى الرئيس الفرنسي قالت فيه: أخطأت الأسلوب وضللت العنوان واشتبهت كما يبدو، بين دور الرعاية وفعل الوصاية، معتبرة ان كلام الرئيس الفرنسي ينم عن حراجة موقفه، بعد تعثر مهمته بفعل حلفائه الأميركيين وأدواتهم في المنطقة ولبنان، رافضة رسالة التهديد والوعيد.

أما جريدة «الأخبار» القريبة من حزب الله فقد قالت لماكرون: «الزم حدودك».

الرئيس ميشال عون لم يتجاوز الدعم المعلن للمبادرة الفرنسية، وتقول قناة «أو تي في» الناطقة بلسان تياره، ان على الرئيس قيادة المرحلة انطلاقا من مسؤوليته الدستورية التي نوه بها ماكرون.

من جهته، وصف رئيس «التيار الوطني الحر»، النائب جبران باسيل، كلام الرئيس الفرنسي حول لبنان بأنه «بناء وواقعي وموضوعي»، لكنه استنكر من محجره الصحي بسبب اصابته بكورونا، ما اعتبره تعميم ماكرون أن «الكل قبض».

وكتب باسيل عبر حسابه على «تويتر»: «ولو تأخر تعليقنا… حديث الرئيس ماكرون الأخير بناء وواقعي وموضوعي وفيه حرص على لبنان، ما عدا تعميم مسؤولية الفشل على الجميع. هيدي ممكن تنفهم وبتقطع بالسياسة مع انها مش عادلة، بس يلي ما بيقطع معنا، هو تعميم إنو الكل قبضوا».

وأضاف: «لازم الرئيس ماكرون يعرف من الإدارة الفرنسية وأرشيفها إنو بلبنان، من زمان، ومن أيام الطائف تحديدا، في ناس بتقبض وفي ناس ما بتقبض، التحدي نحنا بعدنا رافعينو بوجه الجميع وبوجه أجهزة المخابرات الدولية والنظام المصرفي العالمي. عم نحكي من حرصنا على استمرار المبادرة الفرنسية ونجاحها».

بدوره المكتب السياسي لحركة امل قال في بيان له: إن موقف الحركة من تكليف د.مصطفى اديب تشكيل الحكومة كان واضحا في دعم قيام حكومة قادرة وقوية تضم افضل الكفاءات والاختصاصيين، وتلتزم برنامج الاصلاح، وموقفها خلال مفاوضات التشكيل كان منسجما مع الاصول الديموقراطية التي تحترم مواقف الكتل السياسية، ولا تتنكر لنتائج الانتخابات البرلمانية.

واضاف البيان «ان الحركة مع احترامها للدور الذي لعبه الرئيس الفرنسي، تستغرب ما ورد على لسانه من اتهامات وتحميــل المسؤوليات خاصة للثنائي الوطني (حركـــة أمل وحزب الله)، بعيدا عن الحقائق ووقائع النقاشات مع الرئيس المكلف».

وأكد ان الحركة ترفض بأي شكل ما جاء من كلام اتهامي معمم على الاطراف كافة لجهة الاستفادة وقبض الاموال، واعتبر أنه كلام يجافي حقيقة ان الحركة في طليعة من ينادي بالمحاسبة والتدقيق.

مصادر نيابية اوضحت لـ«الأنباء» ان رئيس المجلس واثق من استمرارية المبادرة الفرنسية، ولكن ضمن برمجة مختلفة عن البرمجة التي انتهت مع اعتذار مصطفى اديب.

في حين أجابت مصادر بيت الوسط على قول ماكرون ان الرئيس سعد الحريري ورؤساء الحكومات السابقين وضعوا معايير طائفية لتشكيل الحكومة، بالقول ان الرئيس الحريري والرؤساء السابقين قرروا السير على القواعد التي حددها الرئيس المعتذر أديب والتي تتماشى مع المداورة في الوزارات التي وافق عليها رئيس الجمهورية والبطريركية المارونية ومعظم الفرقاء، وأن الحريري تنازل في موضوع وزارة المال لمصلحة البلد، وقد قيم ماكرون بإيجابية هذا الموقف.

اما القوات اللبنانية فهي مع كل ما قاله الرئيس الفرنسي، وقد هنأت الرئيس المكلف مصطفى أديب على شجاعة الاعتذار، ويقول مسؤول جهاز الإعلام والتواصل فيها شارل جبور، لقناة «الجديد» إن العهد اوصل البلد الى الكارثة التي حلت به، وتوقع الوصول إلى تسوية سياسية تقود إلى انتخابات رئاسية مبكرة، لأن عهد الرئيس ميشال عون يمشي على رجل واحدة.